بقلم: أورين كيسلر
فى الوقت الذى يرى فيه المحللون السياسيون أن السباق الرئاسى بالولايات المتحدة وصل الى طريق مسدود، فقد جاءت زيارة ميت روميني، مرشح الرئاسة عن الحزب الجمهوري، لاسرائيل يوم 29 يوليو، ليحظى المرشح الجمهورى بترحيب لن يتلقاه خارج ولايته يوتا، فتأييد الاسرائيليين لرومينى لا يعنى بالضرورة انه نتاج علاقة وطيدة بينهما، فكونه تولى حكم ولاية ماساشوستس وكان مديرا تنفيذيا لاحدى الشركات سابقا، فذلك لا يدل الا على ان رومينى مازال امامه بعض الوقت حتى يصبح متمرسا فى السياسة الخارجية.
ومن الواضح ان ذلك التأييد ما هو الا حالة تهيمن على الاسرائليين وهى مناصرة اى شخص عدا اوباما، وسوف يظهر ذلك بوضوح فى نتائج الانتخابات، وعلى صعيد استطلاعات الرأي، يتوقع 30% من الاسرائيليين أن تشهد العلاقات الامريكية الاسرائلية تحسنا فى ظل حكم رومينى بينما قال 8% نفس الشئ حيال فوز اوباما بفترة ولاية أخري، وبالنسبة لأصوات الأمريكيين الذين يعيشون فى اسرائيل البالغ عددهم 300 الف صوت، نجد ان الأصوات المؤيدة لرومينى ضعف الاصوات المؤيدة لأوباما.
ويبدو ان المشكلة لا تكمن فى كون اوباما معاديا للاسرائيليين بشكل واضح حيث أظهرت استطلاعات الرأى انهم منقسمون حول ما إذا كان اوباما صديقا لدولتهم ام لا، يعتقد العديد منهم ان المشكلة تكمن فى ان اوباما لم يتمكن من احتواء اسرائيل فضلاً عن أنه يفتقر الى التعاطف الذى كان يُظهره جورج بوش تجاههم أو حتى سلفه من الحزب الديمقراطى بيل كلينتون.
ومازال النقاد يتهمون اوباما بإشاعة علاقات ودية بين واشنطن والقدس فى محاولة مضللة منه لتحسين صورة امريكا فى العالم الاسلامي، ويقول كورى باردوش، ممثل الحزب الجمهورى فى اسرائيل: ان الرئيس كان متشبسا بالرأى الخاطيء القائل بأن النزاع الاسرائيلي- الفلسطينى هو السبب الاساسى وراء معظم ويلات الشرق الأوسط، الا ان ثورات الربيع العربى أثبتت ان هذا ليس صحيحا حيث بات واضحا ان هذه الدول تعانى من مشاكل داخلية مختلفة لا ناقة لاسرائيل فيها ولا جمل.
وفى الواقع، صدق 18% من الاسرائيليين على السياسة التى انتهجها اوباما مع الثورات العربية، حتى ان منتقديه وجدوا سياساته مع الشرق الاوسط محيرة، حيث امتنع اوباما عن التدخل فى الثورة الخضراء بايران فى عام 2009، بينما طالب الرئيس المصري، حسنى مبارك، حليف الولايات المتحدة على مدار ثلاثة عقود، بالتنحى بعد ايام قليلة من الثورة التى تفجرت ضده فى ميدان التحرير.
وعندما اندلعت الثورة فى سوريا، حليف ايران القوى والتى كانت نقطة انطلاق لنحو 90% من المقاتلين الأجانب الذين شنوا هجمات ضد القوات الأمريكية فى العراق من 2003 – 2008، انتظر اوباما خمسة أشهر قبل ان يطالب الرئيس بشار الأسد بالتنحي، وفى متناول تبريرهم الموقف ادعى الديمقراطيون ان كل حالة كانت مختلفة عن الأخرى وان اوباما كان يحاول ان يكون فى مقدمة الأحداث بينما اتهم الجمهوريون الرئيس بأنه يقف مشاهدا للتاريخ بدلا من أن يوظف النفوذ الامريكى فى تشكيله.
كما وسعت سياسة اوباما مع ايران الفجوة بينه وبين الاسرائيليين، فقد حث نتنياهو، رئيس الوزراء الاسرائيلي، البيت الأبيض على اتخاذ المزيد من الاجراءات العسكرية الجادة ضد ايران فى حال فشل المساعى الدبلوماسية فى ايقاف برنامج ايران النووي، الا ان اوباما حريص على توخى الحذر فى الاجراءات التى يتخذها، بينما تعهد رومينى بتوجيه تهديد عسكرى جاد لايران وهو ما فشل اوباما فى القيام به حيث اعلن على موقعه الالكترونى ان ايران لن تتخلى عن طموحاتها النووية بطريقة سلمية الا اذا ادركت ان الولايات المتحدة جادة فى تهديدها عندما تقول ان برنامجهم النووى غير مقبول.
وبينما تلوح الانتخابات الامريكية فى الأفق يبدو ان الاسرائيليين منحازون لرومينى قلبا وقالبا فنحو 38% منهم فقط لديهم رؤية ايجابية تجاه أوباما وذلك مقارنة بحوالى 60% فى عام 2009.
إعداد: ماهر حمود
المصدر: فورين بوليسي






