●● لف الحزن أسرة الكرة المصرية مع خبر رحيل الكابتن محمود الجوهرى.. أحد أشهر المدربين المصريين والعرب، ولعله أحد أربعة فقط من الخليج إلى المحيط أصبحوا من علامات التدريب فى الوطن العربى، وهم الجوهرى وحسن شحاتة، والعراقى عمو بابا، والتونسى عبدالمجيد شتالى.. وقد كان الكابتن محمود الجوهرى أستاذا ومعلما فى كرة القدم. وكانت لنا جلسات حوار طويلة لكن الجوهرى الإنسان لم يعرفه جمهوره.
●● كان الجوهرى إنسانا خجولا، لكنه كأى ناجح وموهوب يتنازعه، حب الإطراء، والانحناء تواضعا. وكان صاحب نظرة فريدة، فهى طيبة كإنسان وتعكس عينه خفة ظل وسخرية. لكنه فى غرفة ملابس اللاعبين كان أسدا عنيفا، يصرخ فى لاعبيه بصوت قوى وجسور، وكان سريع الغضب، سريعا فى نسيان هذا الغضب.
●● عرفت الكابتن محمود الجوهرى طوال رحلته مع المنتخب، ومع الأهلى والزمالك. وعرفت كم يحب عمله ويتفانى فيه، فكان يشاهد مباراة كاملة بالتصوير البطىء بحثا عن اكتشاف جملة، وكان يختصر أخطاء لاعبى فريقه ويعرض لهم شريط الأخطاء حتى لا تتكرر. وهو أول من فعل ذلك. وقد كانت مكتبته فى منزله كلها كرة قدم، وحذار أن يقترب منها إنسان، ويعبث بها وبترتيبها.
●● كان الكابتن محمود الجوهرى شخصية مثيرة وصاحب لغة خاصة فى الخطاب الإعلامى فهو أول من قدم تعبيرات الاستراتيجية والمرونة التكتيكية والتمركز وغيرهما من كلمات فريدة فى لغة كرة القدم. وهو المدرب النجم الذى يهتف باسمه الجمهور كلما أجاد الفريق ويهتف ضده الجمهور كلما أخفق الفريق، مع أن فريقه كان يضم العديد من النجوم.. وهذا قدر البطل، فهو المنقذ فى لحظات الانتصار، وهو المقصر عند الانكسار.
●● وداعا كابتن جوهرى استاذ كرة القدم.
●● هذا التهديد بمنع إقامة مباراة السوبر بين الأهلى وإنبى من جانب رابطة أسر شهداء النادى الأهلى، يعد تطورا خطيرا، وتدخلا فى عمل القضاء، وضغطا على الدولة وعلى الأمن وعلى السلطة القضائية.. وتطالب الرابطة بالانتظار حتى القصاص، وحتى انتهاء المحاكمة. وقال المتحدث باسم الرابطة إن هناك فارقا بين الدورى وبين بطولة إفريقيا، ولذلك وافقنا للأهلى والزمالك على الاشتراك فى كأس إفريقيا، لكن الرابطة لن تسمح بالنشاط المحلى.
هذا باختصار ما جاء فى بيان قرأته منشورا فى الصحف.. ولو كان صحيحا فإن الأمر يستحق التعقيب فيما بعد، لأنه آن أوان مواجهة كل مسئول بقدر مسئوليته عن كارثة استاد بورسعيد وكيف ساهم الاحتقان بين الروابط فى سقوط شهداء الأهلى.. وما حدث بالتأكيد كان جريمة، وقد كنت عنيفا جدا فى موقفى حين وقعت تلك الجريمة، ومازلت عند موقفى نفسه.. لكنى لا أقبل بتلك المزايدات والتهديدات، ويجب ألا تقبلها الدولة.. أما هذا الكلام عن أن هناك فارقا بين النشاط الإفريقى وبين النشاط المحلى.. فهو غير مفهوم، ومغالطة. وإلا كان يجب على الرابطة أن تمنع مشاهدة التليفزيون والسينما ومنع إقامة وحضور حفلات عمرو دياب ومنير وإليسا والرقص على أنغام الموسيقى.. أما القول بأنه حفاظ على حياة الجماهير.. فهو صحيح لأن الخطر يأتى من تلك الجماهير.. وأكتفى اليوم بهذا القدر.
بقلم : حسن المستكاوى – الشروق