خلال العام الماضى، كانت هناك عدة مبادرات جديدة فى فضاء الصيرفة الإسلامية الكندية. ورغم أنها متخلفة نسبيا مقارنة ببعض التجارب الغربية الأخرى، مثل المملكة المتحدة والولايات المتحدة، إلا أن التمويل الإسلامى يقطع خطوات واسعة فى السوق الكندى.
السكان المسلمون الكنديون لديهم ثراء ثقافى وتنوع عرقى ولغوى وينمو عددهم بسرعة.
تشير التقديرات إلى أن عددهم حاليا يزيد على 1.2 مليون نسمة. ويعيش فى تورنتو، كبرى المدن الكندية 600 ألف مسلم، وهم من بين المجتمعات الأفضل تعليما فى البلد ولديهم أقل متوسط عمر (28 عاماً)، وكذلك أكبر حجم للأسرة. ومن المتوقع أن يتضاعف عدد السكان المسلمين فى غضون الـ 10 سنوات المقبلة.
نمو حجم وثروة المسلمين الكنديين يرافقه نمو فى مستوىالمعيشة ، ما يؤدى إلى مزيد من الطلب على منتجات وخدمات التمويل الإسلامى، الأهم من ذلك أن مستوى ملكية المنازل بين المسلمين لا يزال أقل من المعدلات الوطنية، ولا سيما عند الأخذ فى الاعتبار مستوى الدخل. والغالبية من مسلمى كندا يسعون للحصول على بديل متوافق مع الشريعة الإسلامية لقروض الرهن العقارى التقليدية. وبالإضافة إلى ذلك،هناك طلب ذو دلالة على المنتجات الاستثمارية المتوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية. مثل ادخار الأسر لتعليم أطفالهم وكذلك معاشات التقاعد.
تطورات التمويل الإسلامى
واحدة من أهم التطورات فى التمويل الإسلامى الكندى الشراكة التى عقدت مؤخرا بين “أمانة كندا هولدنج”، ومقرها تورنتو والمتخصصة فى هيكلة المنتجات المتوافقة مع الشريعة وSeaSpring للاستشارات والمتخصصة فى الاستشارات المالية والتى يقع مقرها فى البحرين وتدار من قبل الشيخ عيسى خالد آل خليفة.
والهدف من هذا المشروع المشترك هو توفير مصدر رفيع المستوى من المنتجات المتوافقة مع أحكام الشريعة للمستثمرين الخليجيين فى كندا.
فريق الإدارة فى أمانة ومستشاريها يضم الرئيس السابق لمجلس الشيوخ الكندي، والرئيس السابق والرئيس التنفيذى لبورصة تورونتو، ونائب الرئيس السابق لسيتى بنك كندا وواحد من خبراء التمويل الإسلامى فى كندا.
السوق الكندى هو سوق جديد نسبيا لمعظم المستثمرين فى دول مجلس التعاون الخليجى وإن كانت هناك زيادة مطردة فى الاستثمارات من دول مجلس التعاون الخليجى على مدى السنوات الأخيرة. واحدة من أبرز مؤسسات التمويل الإسلامى بيت التمويل الكويتى أقامت شراكة مع كيان كندى لمتابعة الفرص الاستثمارية فى القطاع العقارى الكندى، وأثمرت هذه العلاقة عن الاستحواذ على عدة مساكن متعددة العائلات هناك. ويعمل عدد آخر من البنوك والمؤسسات المالية الإسلامية على استكشاف السوق العقارى من بين عدد آخر من القطاعات.
وهناك عدد من البعثات التجارية والثقافية إلى الشرق الأوسط تمت مؤخرا وشجع ذلك العلاقات التجارية بين كندا ودول مجلس التعاون الخليجي.
وجعلت قوة الاقتصاد والنظام المصرفى الرائد كندا مقصدا للمستثمرين الدوليين، بمن فى ذلك المنتمون لمنطقة الخليج. بالإضافة إلى تحقيق العديد من المستثمرين من مجلس التعاون الخليجى نتائج سيئة لاستثماراتهم فى دول غربية فضلا عن أسواقهم. ومع أفضل أداء اقتصادى فى مجموعة G8 خلال العقد الماضى، وسمعة القطاع العقارى، من المتوقع أن تكون الصناديق الإسلامية أكثر اهتماما بالسوق الكندى.
على المستوى المحلي، هناك العديد من منتجات الرهن العقارى المتوافقة مع الشريعة الإسلامية وكذلك صناديق الاستثمار. تعاونيات الإسكان الإسلامية تواصل تقديم التمويل للمنازل، وإن كانت محدودة جدا. ومنعت القيود على رأس المال التعاونيات من التوسع لتلبى ارتفاع الطلب على الرهون العقارية المتوافقة مع الشريعة الإسلامية.
على الجانب التجارى، كانت هناك عدة منتجات تمويل متوافقة مع الشريعة الإسلامية لشراء مراكز إسلامية والمدارس الإسلامية والاعمال التجارية الإسلامية. هذا العمل قام به مؤسسات التمويل الكندية بما فى ذلك العديد من الاتحادات الائتمانية الرئيسية. وهناك عدد من مشاريع العقارية قيد التطوير سيكون رهنها باستخدام عقود متوافقة مع الشريعة.
من ناحية الاستثمارات المالية المتوافقة مع الشريعة الإسلامية فى كندا، الصندوق ذو الأقبال الأوسع ” Bullion Management Group” وهى متخصصة فى الاستثمار فى تخزين الذهب والفضة وقضبان البلاتين. ولدى الصندوق ما يزيد على 507 ملايين دولار أمريكى وكان له أداء ممتاز على مدى العقد الماضى بسبب ارتفاع الأسعار بشكل مستمر للمعادن الثمينة. الشركة تعرض أيضا منتجاً استثمارياً لتخزين المعادن الثمينة فى كندا ويتم تسويقها إلى عدد من المستثمرين الخليجيين.
صندوق آخر هو “إيمان جلوبال” المملوك لـ “Assets Global Growth” الذى يعد جزءا من عدة شركات مالية عالمية وأحد أوسع المؤسسات المالية المستقلة فى كندا. والصندوق يدار حاليا من قبل بنك “ubs” ” ويستند إلى مؤشر داو جونز الإسلامى.
وهناك عدد من الصناديق حاليا بدأت هيكلة منتجات للمجتمع الكندى المسلم بما فى ذلك تمويل الرهن العقارى الإسلامى وصناديق التكنولوجيا ذات الصلة.
وقد أدى تزايد السكان المسلمين فى كندا لزيادة الطلب على فرص الاستثمارات المتوافقة مع الشريعة الإسلامية. كما أصبح السوق الكندية أكثر جذباً للمستثمرين الدوليين، ولاتزال هناك فرص لمؤسسات التمويل الإسلامى.
خاص البورصة






