بقلم- حسن المستكاوي
●●«أرجوك لا تفهمنى بسرعة» مسلسل إذاعى تم بثه فى شهر رمضان أثناء حرب أكتوبر 1973 على الشرق الأوسط وهو للمؤلف الصحفى محمود عوض وبطولة عبدالحليم حافظ، وعادل إمام ونجلاء فتحى. وبسبب الحرب لم يستكمل المسلسل. لكن يبدو أن هناك من رأى استكمال المسلسل هذه الأيام بعنوان آخر: أرجوك لا تفهمنى أبدا.. وعندك مثلا ما يلى:
●● اتحاد الكرة الذى ظل يتثاءب طوال تسعة أشهر، يهرول الآن، لإجراء مزايدة خاصة بالبث الفضائى. أو لتنظيم الحقوق التليفزيونية الخاصة بالدورى.. وهو أمر يساوى مطالبتك بسداد فاتورة تليفون وأنت لا تملك الخط. فأين هذا الدورى الذى تبيعونه.. وأين كانت إدارة التسويق؟ وأين كان الجميع؟.. ماذا تسمون ذلك؟!
●● الدورى المعطل منذ الأول من فبراير الماضى لم يؤثر على حركة التعاقدات والانتقالات والمعسكرات. فعلى الرغم من توقف النشاط تبارت الأندية فى إبرام صفقات، وتوقيع عقود مع لاعبين جدد، وفى الوقت نفسه تشكو هذه الأندية الإفلاس التام.. أما المعسكرات والرحلات الخارجية فقد كان معظمها فاشلا.. ولم يحاسب أحد؟
●● بمناسبة الدورى.. كان تقرر أن يبدأ يوم 17 أكتوبر، ثم تقرر تأجيله على الرغم من الإعلان اليومى أنه سيقام فى موعده.. وكنت أؤكد منذ شهور أن الدورى لن يقام فى موعده من واقع المشهد الذى أراه. كيف نعلن عن مناسبات. ثم فجأة تؤجل تلك المناسبات.. كيف أيضا تتخذ قرارات دون دراسة أو تقييم لردود الأفعال.. كيف نقرر ثم نفكر، ولا نفكر قبل أن نقرر.. هل نحن مجرد أنفار فى دوار عمدة؟!
●● لكن ما يكسف أكثر أن تعلن حكومة عن تطبيق الضريبة العقارية بدءا من يناير المقبل. ثم تكتشف الحكومة أنها لم تقم بإحصاء المنازل التى ستطبق عليها الضريبة أو مازالت تدرس حد الإعفاء وتبحث أمر المسكن الخاص.. كأن يناير القادم سيأتى فى عام 2020.. وبالمناسبة أؤيد الضريبة العقارية التى تم إقرارها قبل أربعة أعوام لأنها فى مصلحة العدالة الاجتماعية.
●● هدد مصدر فى البترول فى دولة مصر وزارة الكهرباء فى دولة مصر الأخرى بتخفيض كميات الوقود إذا تقرر إلغاء قرار ترشيد الطاقة بإغلاق المنشآت غير الحيوية فى الساعة العاشرة مساء.. شىء عجيب: ألا يلتقى الوزراء فى مجلس الوزراء؟!
●● الآن سوف تنغمس برامج التوك شو الليلية فى تعريف: «المنشأة غير الحيوية».. وسوف نشاهد لأول مرة خبيرًا حيويًا، يجلس بجوار خبير استراتيجى، وخبير اقتصادى وخبير كروى وخبير لوائح وخبير زراعى.. وأسأل نفسى: «لما إحنا كلنا خبراء.. لماذا هذا هو حالنا»؟
●● يبقى فى المسلسل أن الدولة السابقة أقحمت «إتاوة» سمتها رسوما منزلية على فواتير الكهرباء تحت اسم: النظافة. فزادت القمامة.. وعندما كثر انقطاع الكهرباء فى الدولة الجديدة فى شهر رمضان، ارتفعت قيمة الفواتير.. إذن نحن الدولة الوحيدة فى المجرة التى تلتهب فيها قيمة فواتير الكهرباء وهى مقطوعة.. وترتفع فيها تلال القذارة كلما جمعنا رسوم نظافة أكثر؟!
●● فاصل لتناول حبة الصبر.. ثم نعود..







