حالة من الترقب والحيرة تتناب المتعاملين فى سوق المال المصرى تجاه تكوين مراكز شرائية جديدة، فى ظل المؤشرات السلبية عن الاقتصاد الكلى عن الربع الاول من العام المالى 2012/2013 بالاضافة الى التطورات السياسية والمظاهرات التى خرجت أمس الأول للتنديد باللجنة التأسيسية للدستور وسيطرة فصيل واحد على الحياة السياسية، والمطالبات الفئوية.
وانعكست هذه التطورات على مؤشرات السوق بالتذبذب، الذى صاحبه تراجع واضح فى قيم التداول، حتى ان أى ارتفاعات شهدها السوق كان داعمها الاساسى تعاملات قطاع البنوك بقيادة التجارى الدولى والاتصالات بقيادة اوراسكوم للاتصالات والاعلام حيث تركزت بهما مشتريات الاجانب فى مقابل مبيعات موسعة من المصريين ليغلق المؤشر الرئيسى للسوق EGX30 تعاملات الأسبوع الماضى على ارتفاع بلغ 1.1% عند 5803 نقطة.
أجمع المحللون على أهمية مستوى 5800 نقطة، ورأوا أن نجاح السوق فى التماسك أعلاه اليوم يدعم فرصة استهداف مستوى 6000 نقطة، أما فشله فى الثبات اعلى هذا المستوى فسيعود بالسوق للتحرك عرضا بين 5800-5500 نقطة مرة أخرى.
وكان مؤشر الأسهم الصغيرة والمتوسطة “EGX70 قد أنهى بدوره تعاملاته الاسبوعية باداء متواضع ليتراجع بنسبة 0.1% عند 533.43 نقطة فى حين سجل مؤشر “EGX100” تراجعا نسبته 0.4% ليغلق عند مستوى 883.5 نقطة.
تراجعت قيم التداول خلال تعاملات جلسات الاسبوع لتسجل قيمة 2.7 مليار جنيه بعد التعامل على 953.9 مليون سهم من خلال 139.3 الف صفقة، وبلغ اجمالى رأس المال السوقى 398 مليار جنيه فى نهاية الأسبوع الماضي.
استمر اداء قطاع البنوك الايجابى مخالفا اداء اغلب الاسهم وخاصة القيادية ليدعم ثبات السوق، بقيادة البنك التجارى الدولى الذى نجح فى الوصول لأعلى مستوى سعرى منذ ثورة يناير عند 39.5 جنيه ليدعم وصول السوق اعلى مستوى 5800 نقطة، إلا أن السهم واجه عمليات جنى الارباح فى نهاية الاسبوع دفعته لمستوى 38.44 جنيه، مما زاد من قوة مستوى المقاومة عند 40 جنيها ليعوق استمرار ارتفاع السهم، فيما غلب الاداء العرضى المائل للارتفاع النسبى لسهم الاهلى سوسيتيه، ليتداول بين 46.7
و47.3 جنيه بعد اقترابه من مستوى 48.5 جنيه حيث شاع الحديث عن قيمة الصفقة تتراوح بين 52 جنيهاً، كما استمر الاداء الايجابى لاغلب اسهم البنوك.
وشهدت جلسات الاسبوع الماضى تألقا واضحا لقطاع الاتصالات خاصة بعد اعلان شركة اتصالات مصر نيتها طرح جزء من رأسمالها فى بورصتى مصر ودبى تزامن مع توصيات العديد من مراكز البحوث بشراء اسهم الاتصالات وخاصة اوراسكوم للاتصالات والاعلام والتى ارتفع 13% من مستوى 0.53 جنيه الى 60 قرشا مع توصيات بشرائه، وقدرت مراكز البحوث قيمته العادلة بين 0.8 و0.95 جنيه، أما اوراسكوم تليكوم القابضة والتى لحقت بركب الارتفاعات فقد صعدت بنسبة 10.5% عند 3.76 جنيه.
وأنهى سهم اوراسكوم للانشاء والصناعة تعاملاته الاسبوعية على تراجع بلغ 3% عند مستوى 268.5 جنيه بعد أن اقترب من مستوى دعمه عند 260-265 جنيها والذى نجح فى الثبات اعلاه، وتوقع اغلب المحللين ان يعاود السهم اختبار مستوى الدعم نفسه خلال تعاملات الاسبوع الحالى، وفى حال استمرار الثبات اعلاه يعيد استهداف مستوى 285 جنيهاً.
توقع محمد الاعصر مدير قسم التحليل الفنى بشركة سيجما كابيتال لتداول الاوراق المالية ان يعيد السوق اختبار مستوى 5670 نقطة فى جلسات بداية الاسبوع على ان يرتد لاختبار مستوى المقاومة بالقرب من 5950 بنهاية جلسات الاسبوع.
أضاف أن جنى الأرباح سيتواصل على سهم البنك التجارى الدولى حتى يقترب من مستوى 36.5 جنيه ليرتد منه فى محاولة لاختبار متستوى 39.5 جنيه، بالاضافة الى اوراسكوم للانشاء والصناعة والمتوقع ان يستمر فى التحرك داخل نطاق عرضى بين 252-278 جنيهاً.
وتوقع أيضا أن تشهد أسهم الشركات العقارية متوسطة الحجم نشاطا معقولا، مثل المتحدة للاسكان نشاط ليرتد من مستوى 10 جنيهات مقتربا من 11 جنيها بنهاية الاسبوع.
ورجح الاعصر ان يعيد EGX70 مستوى الدعم عند 520 نقطة بداية الاسبوع ليرتد منه مقتربا من مستوى 545 نقطة.
قال ايهاب السعيد مدير قسم التحليل الفنى بشركة اصول لتداول الاوراق المالية ان تماسك اغلب الاسهم القيادية اعلى مستويات دعوم قوية دعم من تماسك السوق اعلى مستوى 5500 نقطة ليعاود كسر مستوى 5800 نقطة والذى لم يؤكد بعد نظرا لتراجع قيم التداولات عن المستويات المتوقعة والمنتظرة، بالاضافة الى أن ارتفاعات السوق خلال تعاملاته الاسبوعية كان سهم البنك التجارى الدولى سببا اساسيا بها.
أضاف أن تعاملات السوق خلال النصف الاول من جلسات الاسبوع غلبت عليها الحركات العرضية الضيقة مع شح السيولة يعكس حالة الحيرة والترقب لدى المتعاملين لعدم تحديد السوق لاتجاهه، قبل أن يتحسن الاداء فى النصف الثانى من الاسبوع خاصة فى جلستى نهاية الاسبوع، حيث ارتدت أغلب الأسهم وخاصة القيادية من مستويات دعمها مثل اواسكوم للانشاء والصناعة التى ارتدت من 260-265 جنيها واوراسكوم تليكوم القابضة استطاعت التماسك اعلى 3.3-3.4 جنيه والمجموعة المالية هيرميس نجحت فى
الارتداد قرب مستوى دعمها عند 11 جنيها، بالاضافة الى الارتفاعات المتتالية للتجارى الدولى ليصل لاعلى مستوى سعرى له منذ الثورة عند 39.5 جنيه.
واشار السعيد الى أن هبوط السوق فى نهاية جلسة الخميس يرجع لعمليات جنى الارباح التى لحقت بالتجارى الدولي، ما اعتبره أمرا طبيعيا بالتزامن مع الحركات العرضية لأغلب الأسهم القيادية.
وقال أن نجاح السوق فى الثبات أعلى مستوى 5800 نقطة من شأنه أن يعيد إلى الأذهان استهداف مستوى 6000-6100 نقطة، أما فى حالة تراجع السوق عن هذا المستوى المهم فسيتحرك عرضا بين 5500-5800 نقطة.
وعلق السعيد على اداء مؤشر الأسهم الصغيرة والمتوسطة بعد تراجعه الحاد لقرب مستوى الدعم 520 نقطة الى الاداء الايجابى لسهم موبينيل والذى تسبب فى دعمه ليقترب مجددا من 540 نقطة والتى فشل فى اختراقها لاعلى وتوقع فى حالة نجاح السوق لاختراقها لاعلى يستهدف مستوى المقاومة الاقوى 550-553 نقطة.
وارجع قسم التحليل الفنى بشركة فاروس لتداول الاوراق المالية تعاملات الاسبوع الى غلبة عمليات جنى الارباح على المتعاملين وخاصة المصريين الذين قرروا تخفيض مراكزهم الشرائية ترقبا وتخوفا من تظاهرات الاحزاب الليبرالية يوم الجمعة الماضية، مما تسبب فى التراجع الحاد فى قيم التداولات.
أوضح التقرير الذى أصدرته فاروس أن المستثمرين الاجانب اتجهوا لتكوين مراكز شرائية على المدى الطويل فى مقابل تخارج المتعاملين المحليين الجزئى من السوق، وأن الأجانب وضعوا اوراسكوم للفنادق واواسكوم تليكوم القابضة فى مقدمة اسهمهم المفضلة، بالاضافة إلى طلعت مصطفى والنساجون الشرقيون، فيما خرج عن قائمة تفضيلاتهم اوراسكوم للانشاء والصناعة بعد حالة الضعف التى سيطرت على السهم لحين الفصل فى موقفها الضريبى من صفقة بيع قطاع الأسمنت إلى شركة لافارج الفرنسية، بالاضافة الى التجارى الدولى بعد الارتفاعات المتواصلة التى لحقت به فيما فضلوا عدم تكوين مراكز شرائه فى الوقت الحالى فى بالم هيلز وسوديك.
استحوذ المصريون على 76.4% من تعاملات السوق وسجلوا صافى مبيعات بقيمة 208مليون جنيه بضغط واضح من مبيعات الافراد والمؤسسات، فيما اختلف سلوك الأجانب خلال الأسبوع لتسجل تعاملاتهم صافى مشتريات بقيمة 160 مليون جنيه بدعم من مشتريات المؤسسات والافراد بعد ان ارتفعت حصتهم من السوق لتصل الى 17.23%.
وسجلت تعاملات العرب صافى مشتريات بقيمة 48 مليون جنيه وشكلت تعاملاتهم 6.35% من التعاملات الإجمالية.
وفيما استحوذت تعاملات الأفراد على 65% من إجمالى التعاملات مقابل 35% للمؤسسات.
كتبت – فتحية الجارحي