تبدلت الأوضاع سريعا وتحولت حالة التفاؤل لدي مستثمري البورصة إلى تشائم تأثراً بالأخبار السيئة التى استقبلها السوق أمس والتي أطاحت بحلم كسر حاجز الـ 6000 نقطة.
تزعمت الأخبار السلبية حكم القضاء الإدارى ببطلان عقد إستغلال منجم ذهب “السكري” بين الحكومة المصرية وشركة “سنتامين”, مما أوقع مناخ الإستثمار بمصر في أزمة ثقة جديدة مع المستثمرين الأجانب والعرب انعكست سريعاً من خلال تحول اتجاههم الشرائي في البورصة إلى بيعي, وهو ما تسبب فى فقد رأس المال السوقي حوالي 4.9 مليار جنيه من قيمته.
وزادت من حدة القلق والخوف التى انتابت القوي الشرائية أمس ماتردد حول تعثر المفاوضات مع وفد صندوق النقد الدولي , إضافة إلى استمرار إغلاق البورصة الأمريكية منذ جلسة أمس الأول بسبب للإعصار “ساندي”.
توقع خبراء ومتعاملون بالسوق أن تستأنف البورصة الامريكية تداولاتها بحالة هبوط حاد من المرجح أن تنتقل بالتبيعة إلى البورصة المصرية من خلال تعاملات الأجانب.
اتسع نطاق عمليات جني الأرباح فى نهاية جلسة أمس ليغلق مؤشر البورصة الرئيسي “EGX30” على انخفاض 2.12% عند 5768 نقطة, وذلك بعد أن فشلت محاولاته فى التماسك أعلي مستوي الـ 5850 نقطة بداية الجلسة.
على جانب آخر, انخفض مؤشر “EGX70” 1.02% ليغلق عند 541.05 نقطة، فيما تراجع مؤشر “EGX100″بمقدار 1.25% ليغلق عند 888.69 نقطة.
رجح خبراء وسماسرة أن تستمر عمليات جني الأرباح فى السيطرة على آداء البورصة بداية جلسة اليوم وحتي منتصفها, وأن تعاود القوى الشرائية الظهور فى النصف الآخر اقتناصاً لتدني الأسعار, على أن تنتهي الجلسة على نسبة تراجع أو صعود طفيفه.
وأكد الخبراء أن حدوث تبعيات جديدة لبطلان عقد “السكري” مثل اللجوء إلى القضاء الدولي قد تمنع ظهور القوى الشرائية في البورصة وهو ما يهدد بإستمرار سيناريو التراجع.
رأي أحمد أبو حسين العضو المنتدب لشركة “كايرو كابيتال” لتداول الأوراق المالية أن المستثمرين حالياً فى حالة ترقب سواء لتبعات اغلاق البورصة الأمريكية أو لبطلان عقد استغلال منجم السكري, لذا توقع أن تشهد جلسة اليوم حالة من الهدوء وسط أحجام تداولات منخفضة وأن يتحرك المؤشر خلالها بشكل عرضي.
أوضح أن حالة الخوف والبيع قد يقابلها عمليات شراء انتقائية في الأسهم القيادية مثل “التجاري الدولي” والذي يمثل سعره الحالي فرصة جيدة للشراء, إضافة إلى سهم “اوراسكوم للإنشاء والصناعة” والذي قد يؤدي المزيد من تراجعه إلى استفزاز القوة الشرائية, إضافة إلى سهم شركة “طلعت مصطفي” الذي يتحرك حالياً قرب مستوى الـ 5 جنية وهي دعم قوي من المتوقع الارتداد منه لأعلي.
رأي محمد مصطفي العضو المنتدب لشركة “العربي الأفريقي” لإدارة المحافظ المالية وصناديق الاستثمار أن البورصة أصبحت بعيدة عن حلم اختراق حاجز الـ 6000 نقطة, و أن معطيات السوق الحالية تسببت فى حالة حادة من التشاؤم, خاصة أن أخبار بطلان العقود بين الحكومة المصرية والمستثمرين أصبحت كثيرة, وهو ما يدل على إصرار الحكومة المصرية على تأكيد أنها لا تمتلك منظومة قانونية إقتصادية راسخة تحكم الأنشطة والاتفاقيات والعقود الإقتصادية فى مصر, وهو ما سيؤثر سلباً على الوضع الإستثمارى فى مصر ليس فقط من قبل المستثمرين الأجانب بل على المستثمرين المصريين أيضاً.
توقع أن تحاول البورصة التماسك خلال جلسة اليوم أعلي مستوى الدعم الرئيسي 5500 نقطة مع صعوبة التطلع حالياً لأية مستويات مقاومة, خاصة مع توقعات باستمرار مبيعات الأجانب حيث أن محافظهم الاستثمارية دوماً ما تتركز على الأسهم القيادية مثل “OCI” و”التجاري الدولي” و”طلعت مصطفي” و”سوديك” و”هيرمس” وأن تحركات بيعية ستنعكس مباشرة وسريعاً على آداء السوق المصرية وهو ما حدق في جلسة أمس.
ونصح العضو المنتدب لشركة “العربي الأفريقي” لإدارة المحافظ المالية بالشراء فقط في الأسهم الدفاعية أو البعيدة عن أي شبهات معاملات مع الحكومة, مثل اسهم “مصر الجديدة” و”القاهرة للدواجن” و”سيدي كرير” و”اموك”.
توقع عامر عبدالقادر مدير إدارة التداولات بشركه “سيجما كابيتال” لتداول الاوراق الماليه أن يستكمل السوق تراجعه اليوم, إلا أنه سيحاول أن يتماسك في بدايتها لكن محاولاته ستبوء بالفشل وينهي الجلسه علي تراجع أعلى قليلاً من مستوى الـ 5500 نقطة.
ورجح أن يقود التراجع المتوقع أسهم “OCI” آداء السوق, متوقعاً أن يغلق السهم عند 250 جنيه.
وقال عبد القادر أن السوق في حاله غير عاديه من الترقب, خاصة أننا لا نواجه مشكل واحدة بل 4 مشاكل, الاولي بطلان عقد السكري والثانية زياره صندوق النقد الدولي والتخوف من رفض منح القرض أو تاجيله لما بعد الانتخابات التشريعيه.و الثالثة ترقب جلسه قضيه “مدينتي”, أما الرابعة اجتماع الضرائب مع شركة “OCI” الاسبوع المقبل.
وفيما يخص آداء الأسهم القيادية امس فقد قادت الاتجاه الهابط, حيث تراجع سهم “اوراسكوم للانشاء والصناعة” 2.39% منهياً تعاملاته بقرب الـ 263 جنية وتدور المخاوف حالياً حول كسر الـ 260 جنية لأسفل والاتجاه نحو 250 جنية.
و تراجع سهم “اوراسكوم للاتصالات والاعلام والتكنولوجيا” بنسبة 3.17% عند 0.61 جنية وكسره لمستوى 0.60 سيزيد من الصعوط البيعية عليه, كما تراجع اسهم البنك التجاري الدولي بنسبة مقاربة 3.43% إلى 38 جنية وهو ما جعل منه فرصة جيدة للشراء التدريجي تحسبا لأي ارتداده لأعلي خاصة مع اقتراب تنفيذ صفقة البنك الاهلي سوستيه جنرال, انخفص سهم “اوراسكوم تيليكوم” بنحو 2.63% إلى 3.70 جنية مقترباً من الدعم الرئيسي 3.65 جنية.
وتأثر سهم شركة “طلعت مصطفي” بآداء السوق ليتراجع بنحو 0.79% إلى 5.02 جنية وذلك بعد أن ارتفع فى الجسات الماضية بنسب مرتفعة تجاوزت الـ 3 و 4% يومياً.
اتجهت تعاملات المصريين نحو الشراء بعد ان حققو مشتريات بقيمة 454.596 مليون جنيه مقابل مبيعات بقيمة 423.109 مليون جنيه بصافى شرائي 31.486 مليون جنيه، فيما اتجهت تعاملات الأجانب والعرب نحو البيع بصافى 14.715 مليون جنيه و 16.770 مليون جنيه على الترتيب.
سجلت قيمة التداول على الأسهم 523.8 مليون جنيه بتداول 172.79 مليون سهم من خلال 29.97 الف صفقة منفذة، فى حين بلغت القيمة الإجمالية للسوق متضمنه المتعاملون الرئيسيون وسوق خارج المقصورة 546.6 مليون جنيه بتداول 173.56 مليون سهم من خلال 30.27 الف صفقة منفذة .
استحوذت المؤسسات على 23.58% من التعاملات واتجهت تعاملات المصريين منهم نحو الشراء، فيما استحوذ الافراد على 76.41% واتجهت تعاملات الاجانب والعرب منهم نحو البيع .
كتبت : علياء سطوحي
