استمر الجنيه في التراجع أمام الدولار الذي بدأه منذ عودة البنوك للعمل يوم الاثنين الماضي وسجل أدني مستوياته في ثماني سنوات اليوم الأربعاء .
وسجل الدولار 6.1106 قرشا في سوق الصرف المحلية ، تزامنا مع بدء اجتماعات بعثة صندوق النقد الدولي مع مسئولي الحكومة للتفاوض حول قرض طلبته مصر بقيمة 4.8 مليار دولار .
ونقلت “رويترز” عن متعاملين قولهم إن الحكومة ترسل اشارات لصندوق النقد الدولي بأنها قد تبدي مرونة فيما يتعلق بخفض قيمة الجنيه وهو أحد الاجراءات التي طلبها الصندوق في وقت سابق .
ورفضت مصر علي مستويات عدة بدءا من رئيس الجمهورية ومرورا بالبنك المركزي وانتهاء بوزراء فكرة خفض قيمة العملة المحلية للسيطرة علي العجز الكبير في ميزان المدفوعات .
ورفض مسئول في البنك المركزي فكرة أن الحكومة تغازل بعثة صندوق النقد الدولي عبر سماحها بتراجع الجنيه أمس ، وقال في تصريحات ل”البورصة” أن الانخفاض الذى حدث فى قيمة الجنيه طبيعى نتيجة لاليات العرض والطلب نافيا تدخل البنك المركزى فى سعر الصرف.
واضاف ان حركة التجارة مرتفعة خلال هذة الايام ويوجد نشاط ملحوظ من قبل المستوردين لشراء الدولار لسداد مستحقات شحنات السلع الغذائية والاستهلاكية التى تم التعاقد عليها خلال فترة عيد الاضحى المبارك.
وقال ان الانخفاض الذى حدث للجنيه الاربعاء طفيف ويثبت عدم قيام البنك بخفض قيمة العملة المحلية فى السوق.
واضاف انه فى حالة خفض قيمة الجنيه سينعكس ذلك بشكل سريع على اسعار السلع وهو مالم يحدث.
ويقول محللون ان البنك المركزي يصر علي دعم الجنيه في سوق الصرف للسيطرة علي الأسعار ومحاربة التضخم ، وفقد احتياطي النقد الأجنبي 21 مليار دولار منذ اندلاع الثورة مطلع العام الماضي وحتي سبتمبر الماضي ، وكان يمكن أن تكون الخسائر أكبر لو لم تحصل مصر علي عدة مليارات من الدولارات مساعدات خارجية .
قالت ميرفت فرانسيس رئيس قطاع الخزانه بالبنك الأهلى المتحد ان هناك أسباب متعدده ساهمت فى إرتفاع أسعارصرف الدولار أزمه منجم السكرى ، بالإضافه إلى الإجراءات المتوقعه بتخفيض الدعم على الطاقه وتضارب الأخبار حول المفاوضات مع صندوق النقد الدولى .
أضافت أن طول فتره أجازه العيد وتوقف التداول ساهم فى زياده الطلب على الدولار فى أول أيام العمل ، متوقعه تراجع محدود فى حاله إستمرار تراجعات البورصه ، نظرا لمحدوديه الأستثمارات الأجنبيه المتداوله فى البورصه .
ومن جانبه قال مسؤل الخزانه بأحد البنوك ان تضارب التصريحات حول مفاوضات صندوق النقد الدولى وعدم وضوح الرؤيه بشأن تخفيض قيمه العمله المحليه من أهم أسباب إرتفاع أسعار صرف الدولار ، متوقعا إستمرار تراجع قيمه الجنيه أمام الدولار ليصل إلى 6.25 جنيه حتى نهايه العام فى حاله عدم حسم المفاوضات مع صندوق النقد الدولى .
كتبت : أسماء نبيل