هل تعتقد فعلا أن بإمكان شركات الأغذية إحداث بعض التغييرات لمساعدة المستهلك على تناول كميات أقل وتنمية أعمالها في نفس الوقت؟. إذا كنت لا تعتقد ذلك هنا 4 طرق تبين تأثير عمليات تسويق شركات الأغذية على نظامنا الغذائي، وتقديم الحلول المناسبة لتحسين نوعية غذائنا.
هل تجار الأغذية يجعلوننا بدناء حقا؟ وهل هناك حلول بديلة؟ لقد أوردت مجلة (نيوترشن ريفيو- Nutrition Review) مقالا رئيسيا بعنوان “هل تحتاج شركات الأغذية إلى جعلنا بدناء؟ دراسة وحلول”، وقد عمل على كتابته بيير شاندون، أستاذ التسويق المساعد لدى معهد (إنسياد – (INSEAD وزميله برايان وانسينك، حيث قاما بالإطلاع على بعض الدراسات التي تعنى بالتسويق ودراسة التوجهات التسويقية الحالية وذلك بغية الوصول إلى إجابة عن هذا السؤال. واكتشفا أنه بإمكان شركات الأغذية إحداث بعض التغييرات لمساعدة المستهلك على تناول كميات أقل وتنمية أعمالها في نفس الوقت. إليكم 4 طرق تؤثر فيها عمليات تسويق الأغذية على طريقة أكلنا وحلول لتحسين نوعية غذائنا:
1. الأسعار، إنها من أقوى عناصر التسويق التي تؤثر في البدانة، والتي لها علاقة بانتشار السمنة بشكل ملحوظ بين المستهلكين ذوي الدخول المتدنية. لقد انخفضت أسعار الأغذية خلال الـ30 عاما الماضية بشكل كبير وأدى هذا إلى قيام الناس باستهلاك كميات أكبر. ولو تم زيادة أسعار الوجبات السريعة بنسبة 10%، فستنخفض معدلات السمنة بنسبة 0.7%، فالناس تستهلك سريعا المنتجات التي يشترونها بسعر منخفض. ولحسن الحظ أن هذا الأمر يعتبر إيجابيا بالنسبة إلى الأغذية الصحية، فمثلا إذا تم وضع حسومات كبيرة على الفاكهة والخضار فيمكن أن يجذب هذا المستهلكين بشكل كبير، بل وقد يؤدي إلى تحسين ذوقهم عندما يتعلق الأمر باختيار الأطعمة.
2. وسائل التسويق، إن تجار الأغذية محترفون في هذا المجال، حيث يدفعون الناس إلى اشتهاء واستهلاك الأطعمة التي يتم الترويج لها بأسلوب جذاب، فعادة ما تلامس إعلانات المنتجات الغذائية رغبات الناس الذين يريدون طعاما شهيا وسريعا وزهيد الثمن. لذا، ليس من المثير للدهشة أن 72% من إعلانات الأغذية التلفزيونية تروج للحلوى وحبوب الفطور والوجبات السريعة. فقد أثبتت دراسة أجريت في مونتريال أن منع بث هذه الإعلانات خلال فترات برامج الأطفال قد ساهمت في تخفيف معدلات استهلاك حبوب الإفطار السكرية، بل وعدد مرات زيارة مطاعم الوجبات السريعة. ومن ناحية أخرى، فإن عملية ترويج أطعمة صحية للمستهلك بالأسلوب التقليدي لن تكون مجدية. حيث من المفضل عدم استخدام عبارات مثل “نكهة طبيعية” أو “فوائد صحية”، لأن مسائل الفائدة الغذائية لا تثير انبهار الأطفال والمراهقين على وجه الخصوص.
3. المذاق وحجم التغليف، يمكن لهذين العاملين أن يكون لهما تأثير كبير على تحقيق الرضا والتحكم بكمية الاستهلاك لدى المشتري. فتعزيز النكهات وزيادة المكونات في منتج غذائي يساهم في تحسين مذاقه. وبذا فإن تقديم أغذية صحية ذات نكهة معززة يمكن أن يزيد من معدلات استهلاكها، لأن هذا ما يلبي رغبات المستهلكين في نهاية المطاف.
ما أننا نعلم أن حجم المغلفات الكبيرة يساهم في زيادة كمية استهلاك الناس لمنتج معين، لكن يمكن تصغير حجم المغلفات ليصبح هو الحجم الطبيعي، وبذا سيأكل الناس كميات أقل من هذه الأغذية. ويجب على المطاعم إتاحة خيار تقديم وجبات أصغر على قائمة الطعام، حتى لو لم يخترها أحد، فهي ستجعل الوجبات الأخرى تبدو أكبر حجما وهذا سيحفز الناس على استهلاك كميات أقل في اللاوعي.
4. بيئة الأكل المحيطة، معروف أن كمية استهلاك الطعام تزداد كلما كان الوصول إليه أسهل وأسرع، وهذا بدوره يشجع على أسلوب الاستهلاك العبثي بحيث يأكل الناس كميات أكبر مما يدركون. لذا، يمكن زيادة تناول الأغذية الصحية من خلال عرضها بشكل واضح للجميع. على سبيل المثال، يمكن لمطاعم الوجبات السريعة عرض صور جذابة وكبيرة لأطباق السلطة والخضار وبشكل بارز، ويمكن للمتاجر وضع فاكهة ووجبات خفيفة صحية عند صندوق الدفع بدلا من الحلوى والشوكولاتة. فقد أظهرت أبحاث سابقة بأن إجراء تغييرات بسيطة كهذه على بيئة الأكل المحيطة بالمرء يمكن أن تحدث فرقا هائلا في طبيعة الاستهلاك.
إذن، استيعاب الطرق الـ4 التي تجعلنا نأكل أكثر تحت تأثير عمليات ترويج الأغذية، بالإضافة إلى فهم الحلول التي تم اقتراحها لمواجهة هذه الميول الاستهلاكية، هما عنصران أساسيان لتحديد النمط الذي يمكن أن يدر أرباحا على شركات الأغذية من دون جعلنا بدناء.
بقلم : آلفين لي / ترجمة: وفاء الجنيدي
تنشر بالاتفاق مع فوربس الشرق الاوسط








