لا توجد صيغة محددة للنجاح.
فقد نحتاج أحيانا إلى تعديل مخططاتنا السابقة والتقليل من توقعاتنا حتى تسير الأمور بصورة أفضل.
لكن ما سيهوّن علينا في نهاية المطاف هو الإحساس بالاستقلالية، فحين تزدهر أعمالنا سندرك أننا كنا على صواب حين قررنا البدء في مشروعنا الخاص بك.
نظرا لحملات تسريح العمال التي تشهدها العديد من الشركات في هذه الأوقات الاقتصادية الصعبة، فقد غدا من الطبيعي أن يفكر الكثير منهم في البدء بمشاريعهم الخاصة، ورغم أن التخلي عن الوظيفة ومباشرة مشروعك الخاص ليس بالأمر السهل، إلا أنني أنصح كل من يفكر بالعمل لحسابه الشخصي بإتباع الخطوات التالية:
1. قم بتأمين نفسك ماليا:
رغم أن الدائنين سيطالبونك بأموالهم أولا بأول، لا تتوقع أن يدفع زبائنك ما عليهم دون إبطاء.
فرغم جميع تأكيداتك على أن يتم الدفع خلال 30 يوما مثلا، ستجد أن غالبيتهم لن يسددوا ما عليهم قبل انقضاء عدة أسابيع أو حتى أشهر ولن يكون بإمكانك فعل الكثير في هذا الصدد، فأنت تريد لتجارتك أن تزدهر وعليك أن تتحمل تأخرهم في الدفع، وبالتالي فمن الأفضل أن تكون قد قمت مسبقا بتأمين ما يغطي مصاريفك لفترة أقلها 6 أشهر (ويفضل لمدة عام) حتى تتأكد أن مشروعك سيلقى النجاح.
2. افعل ما تبرع به:
عوضا عن إنفاق مدخراتك على شراء مشاريع جاهزة أو دفع ثمن امتيازات تجارية ما، ابدأ من الصفر. وهذه هي النصيحة التي يوجهها جيف ويليامز، استشاري الأعمال في (ارلينغتون هايتس – Arlington Heights) لكل من يفكر في العمل لحسابه الخاص. وهو يقول: “حاول أن تجد المهارة التي تبرع بها، أو المنتج الذي تمتلكه وقم بتسويقه”.
لكن احذر أن تراهن فقط على مدخراتك الشخصية في تحقيق الربح على المدى الطويل.
وتؤكد الخبيرة المالية في نيويورك، كارين التفيست، هذا الكلام عن طرق إعطاء مثال على هذا بتلك السيدة السبعينية والتي لم تصل يعد إلى المرحلة التي يمكنها التقاعد عن العمل فيها.
فهي قد قررت البدء في مشروع إنتاج للعطور قبل عشرة أعوام من الآن، ورغم الجهد الهائل الذي مازالت تبذله إلا أن مبيعاتها لم تجلب لها أية أرباح. وبالتالي فقد وضعت مدخراتها بأكملها في مشروع لم يكتب له النجاح.
3. العثور على مكان مناسب للعمل:
من الضروري أن تختار مساحة هادئة ومريحة للقيام بعملك اليومي. فالعمل من المنزل قد يوفر عليك مصاريف الإيجار، لكن عليك أن تكون حازما جدا حين يتعلق الأمر بساعات العمل.
أخبر الأهل والأصدقاء أنه ليس بإمكانك تلقي المكالمات الهاتفية أثناء العمل، وتأكد من أن ما يحدث حولك في المنزل لن يؤثر على أدائك. فإن استطعت القيام بهذا تصبح الأمور أفضل، أما إن لاحظت أن العمل من المنزل يؤثر سلبا على إنتاجيتك فمن الأفضل عندئذ البحث عن مكان آخر للقيام به.
4.أنفق بحكمة:
في عالمنا الحالي والذي تحتل فيه التكنولوجيا ووسائل الإعلام الاجتماعي المقاعد الأولى، فمن الضروري الإنفاق على شراء الأجهزة الذكية اللازمة والتي تبقيك على تواصل مع زبائنك المحتملين، مثل الحاسوب المحمول والأيباد والهواتف الذكية.
من الجدير أيضا أن تقوم بابتياع مقعد مريح لقضاء ساعات العمل الطويلة. لكن حاول ألا تنفق الكثير. جرب البحث عما يلزمك من أدوات في المزادات ومواقع الانترنت، فقد تجد العديد من الصفقات الجيدة في مواقع الأثاث المستعمل أو محلات التجزئة الرخيصة.
5. قم بخلق اسمك الخاص بك:
يلجأ الناس في أيامنا هذه إلى غوغل للبحث عن كل شيء. فإن لم يجدك أحدهم هناك فلربما يعتقد أن لا وجود لشركتك من الأساس.
ولذا فعليك إنشاء موقعك الخاص بك والتواصل الكترونيا مع الجميع. فالمواقع المعروفة مثل لينكد إن وتويتر توفر لك فرصة التواصل مع الكثير دون تحمل مصاريف إضافية. وإن كان لديك حساب على فيسبوك فربما يجدر بك إنشاء صفحة خاصة بشركتك.
كما أن لينكد إن يوفر مساحة جيدة جدا لأصحاب الأعمال للتواصل عن قرب وإنشاء المجموعات والتحاور البناء حول العديد من القضايا التي تهم الأطراف المعنية.
جرب أن تمد يد العون إلى غيرك فيما يتعلق بمهاراتك، فالترويج للأعمال يبدأ أيضا من هناك.
6. قم بتقديم صورة مهنية عن ذاتك:
أجب عن جميع المكالمات الهاتفية باستخدام اسمك أو اسم مؤسستك.
وتجنب أن تشير إلى نفسك كصاحب عمل حر (استخدم عوضا عن ذلك اسم شركتك الخاصة، أو عرف عن نفسك كمستشار لجهة ما). وحاول حين تلتقي بالعملاء المحتملين أن تظهر لغة جسد واثقة، لتعزيز الانطباعات الجيدة عن نفسك.
7. قم بتحمل أعباء العمل الإضافية:
قد لا تفلح جميع جهودك التسويقية في جذب الكثير من الزبائن في البداية، وعليك أن تعمل بجد لاستقطاب أية عملاء محتملين. لذا فلا تؤجل أية أعمال وتقبل أية مهام تلوح في الأفق، حتى وان اضطررت إلى تأجيل بعض مواعيد التسليم أو تفويض غيرك بإنهاء العمل.
فالمهم هو تأمين قاعدة عملاء متزايدة باضطراد.
8.قم بالالتزام بسعر السوق:
من الأفضل أن تطلب من الزبائن الدفع مرة واحدة على هيئة مبلغ مقطوع، فهذا الأمر يقلل من المخاطر ويوفر لك السيولة، لكن حاول ألا تطلب مبلغا كبيرا حتى لا تضيع من يديك فرصة العمل.
واحرص في الوقت ذاته على تقييم المهمة المطلوبة بصورة جيدة قبل الشروع بها، فأنت لا تريد أن ينتهي بك الأمر وقد سلمت العمل المطلوب منك في مهلة قصيرة، لكن العميل يطالبك بإجراء المزيد والمزيد من التعديلات، الأمر الذي سيجعل من صفقتك الرابحة رهانا خاسرا.
وفي مثل هذه الحالات تغدو محاسبة العميل بالساعة أمرا أفضل. ولكي تحدد المبلغ الذي عليك أن تتقاضاه عن عملك بالساعة يمكنك القيام بالتالي: اعتمد آخر راتب قد استلمته، واقسمه على 2000 ساعة/سنويا ( مما يعادل 40 ساعة عمل لمدة 50 أسبوع)، ثم أضف عليه زيادة بمقدار 30% لتغطية النفقات الخاصة بك وأهمها مصاريف التأمين الصحي.
وبعد أن تعتمد سعرا معينا، كن مستعدا للتفاوض. فإن وجدت أن فرصة العمل المقبلة ستكون جيدة ومن شأنها أن تفتح الآفاق أمام حصولك على توصية جيدة، فكن لينا بعض الشيء في طلباتك المادية في حال اعترض العميل على المبلغ المقترح.
واحرص على أن تقدم العمل بصورة ممتازة لتتأكد من أن هذا العميل سيجلب لك غيره من الذين سيكونون على استعداد ليدفعوا أكثر مقابل خدماتك. فهدفك الأساسي هنا هو توسيع شبكتك الاجتماعية ومعارفك في العمل قبل كل شيء
9. تأكد من حصولك على العون الذي تحتاجه:
حين لا تمتلك ما يكفي من الوقت للقيام بكل شيء، يمكنك دوما الاستعانة بعدد من الأيدي الإضافية وطلبة الجامعات الذين قد يرغبون في جني بعض من المال.
حاول أن توكل إليهم المهام الرتيبة والتي تستهلك الكثير من الوقت بينما تواصل أنت سعيك لاستقطاب المزيد من الأعمال التي من شأنها أن تدر عليك الربح.
10. قم بتشكيل فريق للدعم:
قم بتبادل الأفكار والمقترحات مع أصحاب المشاريع الخاصة من حولك وفي محيطك.
واحرص على إحاطة نفسك بالأشخاص الذين يؤمنون في قدرتك على تحقيق النجاح.
لكن كن مستعدا أيضا لتقبل بعض من خيبات الأمل. ولذا فمن الأفضل أن تجد صديقا أو فردا من العائلة تثق به ليوفر لك الدعم النفسي ويمدك بشحنة من التفاؤل في مثل هذه الأوقات.
كما أن عليك أن تضع في اعتبارك أنه لا توجد صيغة محددة للنجاح.
فقد تحتاج أحيانا إلى تعديل مخططاتك السابقة والتقليل من توقعاتك حتى تسير الأمور بصورة أفضل. لكن ما سيهون عليك في نهاية المطاف هو الإحساس بالاستقلالية، فحين تزدهر أعمالك ستدرك أنك كنت على صواب حين قررت البدء في مشروعك الخاص بك.
تنشر بالاتفاق مع فوربس الشرق الاوسط
بقلم : ديبرا جاكوبس / ترجمة: ربا زيدان







