توقع خبراء سوق المال أن يشهد قطاع النقل المزيد من التراجع خلال العام القادم وذلك بدفع من العوامل السلبية التى ساهمت فى تراجعات 2012 التى تتمثل فى الغياب الأمنى وتراجع التجارة الخارجية وارتفاع الدولار مقابل الجنيه المصري.
قال أحمد العطيفي، مدير إدارة الاسثمار بشركة الجذور القابضة للاستثمارات المالية المحاضر بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، إن قطاع النقل بشكل عام يشهد ضعفاً فى معدلات النمو خلال العامين الماضيين وأن المؤشرات تذهب إلى إمكانية استمرار هذا الضعف إلى العام القادم بالنسبة للشركات العاملة داخل مصر، أو حتى التى تعتمد على التجارة الخارجية فى معظم إيراداتها.
وأضاف أنه لكل شركة من شركات القطاع حالتها الخاصة من حيث المؤثرات التى تؤثر فيها وتتأثر بها، ويختلف أثر الحديث عن كل شركة بصورة عكسية تماما عن الشركة الأخرى داخل القطاع.
وأشار إلى أنه بالنسبة لأثر ارتفاع سعر الدولار مقابل الجنيه على شركات القطاع، فنجد شركات مثل «الخدمات الملاحية والبترولية» ماريديف، و«الاسكندرية لتداول الحاويات» يكون التغيير إيجابياً بالنسبة لها لأن معظم إيراداتها بالدولار، وجزء كبير من التكلفة بالجنيه ما يرفع من أرباح فروق العملة فى ميزانياتها.
وعلى العكس تماما بالنسبة للشركات التى تعتمد على عمليات النقل الداخلى داخل محافظات مصر مثل «ايجيترانس»، فإنها تتأثر سلباً بارتفاع سعر الدولار مقابل الجنيه، لأن تكاليف الصيانة وعملية الإحلال والتجديد تتم بالدولار، وتمثل هذه التكاليف جزءاً كبيراً من تكاليف التشغيل والمصروفات الرأسمالية بالنسبة للشركات، وعلى الجانب الآخر فالإيرادات تكون بالجنيه المصري.
وأوضح أن الغياب الأمنى والاضطراب السياسي، تركا أثاراً واضحة على أداء شركات النقل الداخلى أكبر المتأثرين وبشكل سلبى نتيجة الأحداث الحالية، حيث إنه فى ظل حالة عدم التنظيم وبمعنى «وجود عدد كبير من الشركات غير المرخصة» والموجودة داخل القاهرة أو داخل المحافظات يضعف من القدرة التنافسية للشركات التى لها تراخيص، وهناك شق إيجابى حيث تقوم وزارة النقل حالياً بإصدار تراخيص لهذه الشركات فى الوقت الحالي.
أما بالنسبة للشركات مثل الاسكندرية لتداول الحاويات أو العربية المتحدة للشحن والتفريغ فإن حالة الانكماش والركود الاقتصادى فى أوروبا التى أثرت على حركة التجارة فى البحر الأبيض والبحر الأحمر أدت إلى ضعف عمليات التشغيل والخدمات بالنسبة لهذه الشركات وهو ما سيؤثر بشكل ملحوظ على نتائج أعمالها.
وتأتى شركة ماريديف وفقا للعطيفي، كأقل المتأثرين بالأحداث سواء فى مصر أو الركود الاقتصادى فى أوروبا وضعف حجم التجارة بين دول المنطقة بسبب تنوع أماكن عملها حيث تقوم الشركة على تأجير وحدات بحرية تمتلكها فى مناطق مختلفة من العالم مثل أمريكا اللاتينية مستغل بذلك التجارة الرائجة فى هذه المنطقة، وكذلك فى الصين حيث التبادل التجارى الكبير بين الهند والصين، بالإضافة إلى عقود الإنشاءات البحرية وهو ما يضفى طابعاً خاصاً على الشركة.
وأوضح أن فرصا سانحة فى النقل النهرى أمام الشركات التى تعمل فى مجال النقل الداخلى مثل «ايجيترانس» وخاصة مع إعادة إحياء فكرة النقل النهرى مرة ثانية بشرط إزالة المعوقات الخاصة بالتراخيص واشتراطات السلامة مما سينتج سوقاً تنافسية جديدة.
وكشف العطيفى عن محاولات من شركة «ايجيترانس» للحصول على تراخيص النقل النهرى واستغلال بعض الموانئ الموجودة، التى لا تستغل حالياً وقد قدرت دراسات للشركة تكلفة شراء قطعة أرض لعمل ميناء بمبلغ مليون جنيه بدون الإنشاءات.
وعدد العطيفى مميزات النقل النهرى من حيث توفير وقت الرحلة بسبب حالة الازدحام المرورى الموجودة حالياً واستقامة طرق النقل النهري، بالإضافة إلى أحجام الحمولات التى تكبر كثيرا عن أحجام حمولات النقل البري، أمان الطريق النهرى عن الطرق البرية، وأخيراً وجود كوادر بشرية مدربة فى الأكاديميات العالمية الموجودة فى مصر.
وتوقع انخفاض فى معدلات النمو بالنسبة للشركات التى تعتمد على حجم التجارة الخارجية فى إيراداتها بسبب حالة الانكماش الاقتصادى فى حجم تجارة.
الدول المحيطة الذى من الممكن أن يستمر فترة أطول، فيما توقع أن تحتفظ شركات النقل الداخلى على معدلات النمو الحالية ما لم ترتفع.
وعلى جانب التحليل الفنى توقع عبد الرحمن متولي، نائب رئيس قسم التحليل الفنى بشركة فاروس لتداول الأوراق المالية، استمرار الحركة العرضية على المدى المتوسط بالنسبة لشركة «الاسكندرية لتداول الحاويات»، التى بدأت من الربع الثانى من 2011، واستمرت إلى ديسمبر 2012 بين مستوى الدعم عند 69ـ72 ومستوى المقاومة عند 99ـ100 جنيه للسهم.
وأشار إلى أنه سوف يغلب على المدى القصير الاتجاه الصعودى والهبوط بين مستوى الدعم عند 70 جنيهاً ومستوى المقاومة عند 87.5 جنيه وانه فى حال اختراقه لمستوى المقاومة عند 87.5 جنيه يصعد إلى الحد العلوى للمدى المتوسط عند 99ـ100 جنيه وفى حالة اختتراقها يكون المستهدف عند 125 جنيهاً، ويشهد سهم «الاسكندرية لتداول الحاويات» ضعف فى السيولة إذا ما قورن بباقى الشركات داخل القطاع.
أما بالنسبة لسهم «ماريديف» فيرى «متولي» أن السهم فى مرحلة تجميع من يناير 2012 وحتى ديسمبر 2012 ويسير فى حركة عرضية هابطة بشكل طفيف وصل السهم فيها إلى أقل سعر تاريخى له عند 91 سنتاً فى 26 نوفمبر الماضي.
وتوقع أن يستجمع السهم قواه على المدى القصير لتحقيق مستهدفاته السعرية إذا اخترق مستوى المقاومة عند 1.15 دولار ويكون الدعم على المدى القصير عند 1.05 دولار أمريكي، وأنه باختراق السهم لمستوى المقاومة عند 1.30 دولار على المدى المتوسط تكون المستهدفات السعرية الجديدة عند 1.65ـ1.70 دولار إذا اخترقها إلى الأعلى يصبح اتجاه السهم صاعداً على المدى الطويل.
وأكد «متولي» أن «القناة للتوكيلات الملاحية» تسير فى اتجاه عرضى من 2010 وحتى 2012 الحد الأعلى لهذا الاتجاه عند الى 12 جنيها والحد السفلى له عند 5 جنيهات، ويتوقع أن يظل السهم فى نطاق عرضى على المدى الطويل.
وقال إنه يجب أن يخترق السهم مستوى المقاومة قصير الأجل عند 9 جنيهات ليصبح الاتجاه قصير الأجل صاعداً، ويكون المستهدف عند 11.5 إلى 12 جنيهاً التى باختراقها لأعلى تكون المستهدفات عند 17 جنيهاً بشكل مبدئى ثم 23.5 جنيه على المدى المتوسط.
وبالنسبة للعربية المتحدة للشحن والتفريغ، فتتحرك كما قال متولى فى اتجاه عرضى من الربع الرابع من 2011 وحتى الآن ويكون الحد السفلى لهذا الاتجاه 0.50 إلى 0.55 جنيه والحد العلوى له 0.58 إلى 0.90 جنيه.
ويشهد السهم تحسناً طفيفاً على المدى القصير بالتحرك حول مستوى 0.85 جنيه طالما أن السهم فوق مستوى الدعم قصير الأجل عند 0.64 جنيه ويتأكد هذا الاتجاه باختراق مستوى المقاومة عند 0.75 جنيه ليستهدف مستوى المقاومة قصير الأجل عند 0.90.
وعلى المدى المتوسط توقع متولى أن يستهدف السهم منطقة 1.25 جنيه فى حالة اختراق السهم لمستوى المقاومة عند 0.90 جنيه لأعلي.
ويظل سهم «ايجيترانس» صاحب الاتجاه الصاعد الوحيد على المدى المتوسط داخل القطاع وأفضل الأسهم فيه طالما أن السهم فوق مستوى الدعم متوسط الأجل عند 7.75 إلى ـ8.50 فيما يكون مستوى الدعم على المدى القصير عند 9.75ـ إلى 10.65 جنيه.
ويتوقع متولى أن يتحسن أداء السهم بصورة كبيرة جداً على المدى القصير فى حالة اختراق مستوى المقاومة عند 12.5 جنيه ليكون المستهدف عند 16.75ـ17 جنيهاً وباختراق مستوى المقاومة الرئيسى عند 17 يتغير الاتجاه على المدى الطويل إلى صاعد بدلا من عرضى ويكون المستهدف المبدئى عند 24.5 جنيه ويتوقع متولى أن يرتفع حينها السهم إلى أعلى سعر تاريخى له عند 32.55 جنيه.
من جانبه أوضح إيهاب سعيد، رئيس قسم التحليل الفنى بشركة أصول لتداول الأوراق المالية، ان الارتفاع الجماعى لأسهم القطاع داخل البورصة مدفوعا بالاتجاه العام للسوق ومضاربات المستثمرين على الأسهم الصغيرة.
وقال سعيد إن أسهم القناة للتوكيلات الملاحية ارتفعت بنسبة 4.58% وبأحجام تداول بلغت 133834 سهماً وبقيمة 1.12 مليون جنيه، فيما ارتفع أداء سهم العربية المتحدة للشحن والتفريغ 4.48% وبحجم تداول بلغ 385828 سهماً وبقيمة تداول بلغت 266.8 ألف جنيه.
وتلاه سهم ايجيترانس بنسبة ارتفاع بلغت 2.72% وبأحجام تداول بلغت 737 ألف سهم وبقيمة 844.9 ألف جنيه فيما جاء سهم ماريديف فى المركز الرابع وبنسبة ارتفاع بلغت 0.92% وبأعلى حجم تداول بلغ 486 ألف سهم وبقيمة 3.32 مليون جنيه.
وجاء سهم الاسكندرية لتداول الحاويات بأقل حجم تداول بلغ 1280 سهماً وبقيمة 104 آلاف جنيه وبأقل ارتفاع بلغ 0.14%.
وأضاف أن الارتفاعات فى أسعار الأسهم داخل القطاع لا تعكس الوضع الحالى لقطاع النقل، والذى يشهد حالة ركود متأثرا بباقى القطاعات، لافتاً إلى أن شركة ايجيترانس تعانى من خسائر مكثفة مؤخراً على الرغم من الأداء الإيجابى للسهم فى السوق والمتأثر بارتفاعات مؤشرات السوق بشكل عام خلال الفترة الحالية.
كتب – محمود القصاص وغادة أحمد
