تستهدف الشركة العربية للحاسبات الآلية تحقيق مبيعات للحاسبات اللوحية بنحو 150 ألف جهاز بنهاية العام الجاري، فيما ترصد المجموعة 2 مليار جنيه لأنشطة التصنيع محلياً استثمر منها حتى الآن 60%، صرح بذلك الدكتور هشام عبدالغفار، رئيس القطاع التجارى بالشركة العربية لتصنيع الحاسبات الآلية خلال حواره مع «البورصة»، مؤكداً استحواذ المكون المحلى على 60% من حجم التصنيع بالأجهزة المنتجة من جانب الشركة.
قال هشام عبدالغفار، إن استقالة المهندس هانى محمود وزير الاتصالات غير مفهومة، خاصة أنها جاءت فى وقت فارق من عمر قطاع الاتصالات، حيث يواجه السوق ـ حالياً ـ تحديات كبيرة تحتاج مسئولاً من أبناء القطاع، مشيراً إلى مساهمة هانى محمود بشكل لافت للنظر فى دعم القطاع خلال الفترة التى تولى فيها الوزارة.
وأبدى عبدالغفار مخاوفه من الفترة القادمة، معتبراً المناصب الوزارية فى ظل الظروف الحالية طاردة للكفاءات، وأن من يتصدى للعمل الحكومى فى الوقت الحالى يخاطر بحياته المهنية، لافتاً إلى مساهمة وزير الاتصالات المستقيل فى إنهاء بعض النقاط الخلافية فى الاتفاق الذى أبرم بين «العربية للحاسبات» وشركة «اتصالات مصر» بشأن تزويدهم بالحاسبات اللوحية، حيث اجتمع الوزير بالطرفين فى دبى أثناء معرض «جيتكس دبى» وتوصل معها لحلول أنهت نقاط الخلاف.
عن رؤيته للسوق خلال 2012 وانخفاض مبيعات القطاع خلال الربع الثالث إلى 180 ألف جهاز حاسب آلى مقابل 223 ألفاً خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الماضى يرى عبدالغفار، أن تعطل المشروعات الحكومية من أهم أسباب تراجع مبيعات السوق حيث تعد الجهات الحكومية والوزارات المشترى الأكبر فى أى سوق بالعالم، ثم يأتى بعده فى الترتيب قطاعى الأعمال ثم الخاص ومشتريات الأفراد والمستهلكين.
وقال إن تأخر أو تعطل المشروعات الحكومية وقطاع الأعمال المشتريين الرئيسيين للسوق أثر بشكل لافت على تراجع المبيعات، إضافة إلى حالة عدم الاستقرار السياسى وتغيير أولويات الحكومة من توفير الأدوات التكنولوجية إلى توفير الاحتياجات الأساسية للمواطن.
حذر عبدالغفار من تراجع مبيعات المستهلكين الأفراد خلال 2013 معتبراً ذلك مؤشر خطر، حيث إن الأسواق المتراجعة ـ غالباً ـ ما يلاحظ تراجع مبيعات القطاع الحكومى وقطاع الأعمال وإذا تدهورت الحالة الاقتصادية تتراجع مبيعات القطاع الخاص ويستند السوق على مبيعات الأفراد، وهو ما يعنى وصول حالة السوق إلى مرحلة الخطر.
أوضح أن معيار ثقة المستهلكين مؤشراً لحالة السوق، مؤكداً أن الأوضاع الحالية تؤكد تراجع معيار ثقة المستهلكين خلال الشهرين الأخيرين من عام 2012، مستدلاً على صحة كلامه بتراجع مستوى مبيعات إحدى السلاسل التجارية الكبرى بمصر بنسبة 20%.
وأضاف أن تقارير مشغلى المحمول الثلاثة توضح تراجع العوائد بنسبة 10% رغم أن استهلاك الهاتف المحمول أصبح من الأساسيات لدى المصريين، وهو مؤشر يزيد من توقعات انخفاض القوى الشرائية للأفراد.
قال عبدالغفار، إن سوق الحاسبات الآلية أعيد تشكيله خلال 2012 إلى «حاسبات لوحية وأخرى محمولة» والحاسب التقليدى «PC» وهواتف ذكية واختلفت أنماط الاستهلاك عن الفترات السابقة، ولم يعد المستهلك العادى يسعى إلى امتلاك مثل هذه الأجهزة بل يتجه إلى الحاسبات المحمولة أو اللوحية نظراً لتغير أسلوب الحياة اليومية والاحتياجات.
وأكد على تغيير شكل مبيعات الأجهزة المحمولة بسبب دخول الأجهزة اللوحية للسوق وهو ما ساهم فى نمو مبيعات الأفراد التى تتجه إلى اقتناء الحاسبات اللوحية التى اقتنصت من «اللابتوب»، وهو ما ساهم بشكل كبير فى دعم السوق من جانب المستهلكين الأفراد بنسبة تعدت 60% متوقعاً ارتفاع حصة الأفراد من مبيعات السوق بنسبة 20% بسبب الإقبال على «التابلت».
عن توقعاته لمبيعات «التابلت» فى العام الجاري، رجح عبدالغفار أن تضاعف 10 مرات على الأقل لتصل إلى 300 ألف جهاز مقابل 30 ألفاً فى 2012 وذلك حال تحسن الحالة الاقتصادية للبلاد موضحاً أن الدراسة التى أجراها السوق تشير إلى وصول مبيعات الحاسبات اللوحية بحلول 2017 بين 18 و20 مليون وحدة، بمعدل 2 مليون فى العامين الأولين، ثم تضاعف إلى 4 ملايين فى السنوات التالية.
وتوقع أن يدعم طلاب الثانوية العامة المبيعات لاسيما أن نسبة انتشار أجهزة الحاسبات الآلية المكتبية بينهم تصل بنسبة 4 إلى 1، مشيراً إلى تراجع أسعار مبيعات الحاسبات اللوحية خلال العام الجاري، مع تخفيض سعر «التابلت» الذى تنتجه الشركة إلى 600 جنيه ـ تقريباً ـ خلال الأشهر القادمة مقابل 1000 جنيه فى الوقت الحالي.
عن نمو مبيعات السوق من الهواتف الذكية أكد عبدالغفار، أن هناك فرصة كبيرة لنمو هذا القطاع من الأجهزة التكنولوجية، خاصة أن 12% من الهواتف المستخدمة بالسوق تعمل بالأنظمة الذكية، وهو ما يعنى أن هناك 88% من السوق قابل للتحول إلى مستخدم للأجهزة الذكية، كما أن مشغلى المحمول يشجعون العملاء على التحول إلى مستخدمين للهواتف الذكية لدعم الإقبال على خدمات ـ «الداتا»ـ والتى أصبحت المصدر الأهم للأرباح مع تراجع مستوى إيرادات خدمات الصوت بعد أن فقدت نسبة انتشارها 112%.
وأكد أن المشغلين سعوا إلى تقليل الضغط على دوائر «2G» لاستغلال تحفيزهم خدمات الـ«3G» وتسعى شركات الاتصالات من خلال مبادرات لتوفير الهواتف الذكية والتابلت بأسعار مقبولة إلى جذب العملاء لخدمات الدلتا، مستدلاً على ذلك بمبادرة «اتصالات» مع الشركة لتقديم أجهزة الحاسبات اللوحية لعملائها بأسعار مخفضة.
ورفض عبدالغفار أى توقعات لسوق الحاسبات الآلية للعام الجارى بسبب عدم وضوح الرؤية بالسوق والأحداث السياسية وعدم استقرار سعر الصرف، مؤكداً أن الدراسات تشير إلى أن كل ارتفاع بنسبة 1% فى الاستيراد يقابله ارتفاع 5% فى سعر البيع وهو ما يزيد من ضبابية القطاع ولاسيما أن تكنولوجيا المعلومات تعتبر من المنتجات المستوردة.
طالب وزارة الاتصالات باستكمال مشروع تصنيع التابلت المصرى الذى بدأه الدكتور محمد سالم الوزير الأسبق لضمان معدل حركة ونشاط بسوق الحاسبات، متوقعاً طرح مرحلة جديدة من المشروع خلال 2013 لما يتراوح بين 20 و50 ألف جهاز، وهو ما يبعث بين مستثمرى القطاع آمالاً بأن القطاع مستمر فى النمو وقابل للتحسن.
على مستوى نشاط الشركة فى تصنيع التابلت أكد عبدالغفار أن «العربية للحاسبات» وقعت عقد شراكة مع شركة «اتصالات» لتطوير السوق وليس عقد احتكار، مستدلاً على ذلك بوجود اتفاقيات مع مشغلين آخرين تزودهم الشركة بمنتجاتها من الحاسبات اللوحية موضحاً أن القيمة الاقتصادية للتصنيع تمكن فى الكميات الكبيرة وبالتالى يجب على الشركة توسيع دائرة موزعيها وعدم حكر منتج لشركة بعينها.
عن استراتيجية التصنيع التى تنفذها مجموعة «الخرافي» بالسوق المحلية أوضح عبدالغفار أن هناك 4 محاور أولها المعدات وتنفذه الذراع الاستثمارية للمجموعة «الشركة العربية لتصنيع الحاسبات» أما الاتصالات تقوم بتوفيرها «يلا مصر» إحدى شركات المجموعة والمحور الثالث الحوسبة الحسابية وتقدمه شركة «موبلينك»، فيما تقدم شركة «إيماك» المحتوى التفاعلى وهو المحور الرابع والأخير فى استراتيجية التصنيع التى تنتهجها الشركة، وهى الدعامات الأساسية لتصنيع التابلت.
وأكد أن الشركة تعتمد على إحدى تكنولوجيات التصنيع مستدلا على ذلك بتصنيع التليفزيونات لشركات «سامسونج ـ ال جي» والبوردة الرئيسية بتليفزيونات «توشيبا» و«هايسنس ـ هاير».
وكشف عبدالغفار، أن نسبة التصنيع المحلى فى أجهزة التابلت التى تنتجها الشركة تتعدى 60% موضحاً أن القطع التى تستوردها محدودة وهو ما يفعله جميع المصنعين حيث تنتجها عدد محدود مثل «البروسيسور» التى تخصص فيه من 4 إلى 5 شركات بالعالم منها «كوالكوم» و«ميديا تك».
وعن الشاشات التى تعد من 40% الأجزاء المستورد قال، إن هناك عدداً محدوداً من مصنعيها عالمياً غالبيتهم شركات كورية مثل «سامسونج ـ ال جي»، إضافة إلى «شاشة التاتش والرامات» موضحاً أن ما يدعم التصنيع المصرى لمنتجات الشركة هو بناؤها على البرمجيات مفتوحة المصدر.
أضاف أن خطوط الإنتاج بالشركة مجهزة لإنتاج التليفزيونات والتابلت والهواتف الذكية والـ«فابلت» وهو تليفون ذكى أكبر من المحمول وأصغر من الحاسب اللوحي، مشيراً إلى تحمل خط الإنتاج تصنيع بين 15 و20 ألف وحدة شهريا من أجهزة التابلت، فيما تنتج الشركة حالياً ما بين 3 و5 آلاف قطعة.
كشف عبدالغفار عن توقيع اتفاقية مع إحدى شركات الانترنت محلياً لطرح «كونفرت ـ محول» يتم تركيبه بمخرج «USB» ليحول التليفزيون العادى إلى ذكى عبر الانترنت «WIFI»، مشيراً إلى طرحه بسعر لا يتجاوز 400 جنيه، ويمكن عبر الجهاز الصغير للتليفزيون الدخول على الانترنت، وسوف يطرح خلال الشهرين القادمين، موضحاً أن الشركة خصصت 2 مليار جنيه استثمارات فى نشاط تصنيع الحاسبات اللوحية والهواتف الذكية، استثمر منها حتى الآن 60%.
على جانب الشراكات مع الجانب التركى أكد عبدالغفار، أن هناك علاقة قوية بين المجموعة وشركة «فستيل» التركية منذ عام 2005 والتى تعد ثانى أكبر مصنع للتليفزيونات بأوروبا، مشيراً إلى اقتراب الوصول إلى اتفاق نهائى لتزويدها بأجهزة الحاسبات اللوحية المصنعة من جانب «العربية للحاسبات الآلية»، مشيراً إلى أنه من المنتظر توقيع الاتفاق خلال الربع الأول للعام الجاري، فيما تستهدف الشركة الاستحواذ على حصة تصل إلى 50% من سوق الحاسبات اللوحية محليا العام المقبل.
ورجح عبدالغفار أن تحقق الشركة مبعيات 150 ألف قطعة بنهاية العام الجاري، كاشفا عن أن شركته بصدد تطوير هاتف ذكى بتقنية «HD» لطرحه بالسوق المحلية خلال العام الجارى بسعر لا يتجاوز 1300 جنيه، فضلاً عن توفير خدمات الصيانة والدعم الفنى عبر 15 مركز صيانة معتمداً وتابعاً للشركة.
كتب – محمد علاء الدين وخالد يوسف
