بقلم : عماد الدين أديب – الوطن
لن يستطيع أى فصيل أن يهزم الآخر الآن، فى لعبة الشد والجذب والصراع الحالى فى البلاد.
لن تستطيع جبهة الإنقاذ إنهاء وجود الإخوان والسلفيين ولن يستطيع الإخوان وأنصارهم إسكات صوت المعارضة.
لم يبدأ بعد مشروع الدولة المدنية، أما الدولة الدينية فإنها تواجه مقاومة، وعودة الدولة العسكرية شديد الصعوبة.
الإخوان يحاولون الحكم ولكن لا يتقدمون، والمعارضة تحاول تعطيل حكم الإخوان ولكن لا يستطيعون!
النخبة السياسية المنقسمة بين حكم ومعارضة وطرف أخير حائر بينما، غير قادرة على الاستحواذ على كتلة حرجة واسعة مرجحة وحاسمة لتوجه البلاد.
وإزاء هذا التعادل فى القوى بين اللاعبين فإن هناك حالة من الصراع القائم على الجمود، لا أحد يتقدم ولا أحد يتأخر، فقط أوضاع البلاد مؤجلة لحين قيام طرف ما بترجيح المسار العام للبلاد.
وبدلاً من أن يسود منطق الحوار بهدف مشاركة الجميع فى اللعبة السياسية، يسود منطق إقصائى سيطر على عقول كل الأطراف بلا استثناء.
فى مصر الآن لا يوجد طرف أو فصيل فى الحكم أو المعارضة أفضل من الآخر!
مسئولية التدهور المتصاعد بقوة الذى نحياه هذه الأيام، هى مسئولية النخبة مجتمعة سواء كانت من الحكم أو المعارضة.
دماء الجريمة التى ترتكب يومياً على أيدينا جميعاً سواء بالمشاركة أو التهييج الإعلامى أو بالصمت.
كلنا مذنبون، وكلنا ضحايا!
وسوف يسجل التاريخ أن الشعب المصرى الذى قام بواحدة من أعظم الثورات فى التاريخ، فقد ثورته بسبب الغباء والعناد لنخبته السياسية!








