بدت بوادر انفراجة للمأزق السياسى الراهن ـ أمس ـ بعد الاستجابة لعدد من المبادرات الداعية للحوار الوطنى لوقف نزيف الدم والاقتتال بين المصريين.
وفاجأ الدكتور محمد البرادعي، المنسق العام لجبهة الإنقاذ الأوساط السياسية ودعا إلى اجتماع مع الرئيس محمد مرسى ووزيرى الدفاع والداخلية، وحزب الحرية والعدالة، وقيادات التيار السلفى، وجبهة الإنقاذ لبحث وقف العنف المتصاعد فى الشارع المصري.
وبعد ساعات من دعوة البرادعي، أصدر عمرو موسي، رئيس حزب المؤتمر، القيادى بجبهة الإنقاذ بياناً دعا فيه إلى قبول دعوة الحوار الوطنى الموسع الذى دعا إليه مجلس الدفاع الوطنى قبل أيام.
وأكد بيان موسى ان الحوار سيكون فى نطاق النقاط الاساسية التى اقترحتها جبهة الإنقاذ للخروج من الموقف الخطير الحالى الذى تعيشه البلاد ومنها تشكيل حكومة وطنية جديدة لإنقاذ البلاد.
وتأتى دعوة البرادعى وموسى بعد أقل من يوم على إعلان رفضهما الحوار الذى دعا إليه الرئيس مرسى الأحد الماضي.
وقال المهندس محمود سامي، رئيس حزب الكرامة، القيادى بجبهة الإنقاذ، إن دعوة البرادعى وموسى هى مبادرة شخصية منهما ولم تخرج عن مطالب جبهة الإنقاذ.
فى الوقت نفسه، عقد د. يونس مخيون، رئيس حزب النور السلفى اجتماعاً أمس مع قيادات جبهة الإنقاذ لطرح مبادرته لوقف العنف بالشارع المصرى والتراشق اللفظى والسياسى بين القوى السياسية الإسلامية والمدنية.
وقال مخيون، إن لقاءه بجبهة الإنقاذ لا يعد التفافاً على حزب الحرية والعدالة ولكننا نفعل ما نؤمن ونقتنع به، مشدداً على أن هناك ضرورة ملحة لحكومة إنقاذ وطنى لإيقاف نزيف الدم فى الشارع، كما أن هناك مشكلة تخص النائب العام الحالي.
وأشار إلى أن لقاء الحزب ما هو إلا جولة أولى للمبادرة التى قاموا بها لوقف نزيف الدم، مشدداً على ان مبادرتهم تأتى استشعاراً منهم بخطورة الموقف والعمل على الحفاظ على الدم المصرى وتحقيق المصلحة العامة ولا تهدف أن تكون ضد فصيل بعينه.
قال الدكتور محمد محسوب، نائب رئيس حزب الوسط، وزير الدولة للشئون القانونية والمجالس النيابية السابق لـ«البورصة»، إن الحزب يتفق فى بعض ما تضمنته مبادرة حزب النور للخروج من الأزمة كما يختلف فى نقاط أخرى.
وكشف ان أحد أسباب استقالته من الحكومة الحالية هو ضرورة تغييرها لتصبح ائتلافية تكنوقراط وتمثيلاً لجميع الاتجاهات، حيث إن البلاد بحاجة لحكومة ذات رؤية سياسية حكيمة، وخطة واضحة المعالم فى جميع المجالات.
رحب الدكتور محمد محيى الدين، عضو مجلس الشورى، وكيل حزب غد الثورة، لـ«البورصة»، بمبادرة حزب النور باعتبارها تساعد على تخفيف حدة الاحتقان، وان إقالة النائب العام وتشكيل حكومة ائتلاف وطنى هما أهم الأسباب التى أدت لهذا الاحتقان خاصة فى غياب رؤى الحكومة اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً، معتبراً الضمان الحقيقى للقوى السياسية هو التزام الرئيس بما ستصل إليه القوى من توافق، فضلاً عن إظهار حزب الحرية والعدالة نواياه الطيبة بعرض مقترح تعديل قانون الانتخابات البرلمانية على مجلس الشورى.
أكد الدكتور أحمد عارف، المتحدث الرسمى باسم جماعة الإخوان المسلمين لـ«البورصة»، أن الجماعة والحزب ممتنعان تماماً عن النزول للشارع والاحتشاد، معتبراً الحصة الأكبر من أسباب الأزمة مفتعلة كالبلطجة وحرب الشوارع والعنف فى مواجهة أحكام القضاء، داعياً إلى عدم خلط الأوراق لأجل مصالح شخصية، وضرورة مواجهة القوى مجتمعة لجميع الأزمات سواء السياسية أو الاقتصادية.
واعتبر سبيل الخروج من الأزمة هو وجود رؤية سياسية موحدة، ووجود محددات واضحة فى الحوار لا تخرج على إطار الدستور والشرعية، وبإشراف مؤسسة الرئاسة، مؤكداً أن الجماعة على استعداد للاستماع لجميع المبادرات والمقترحات.
كتبت ـ وفاء عبدالباري






