بقلم : عماد الدين حسين – الشروق
يتهم الإخوان خصومهم السياسيين طوال الوقت بالتربص، كما يتهمون الإعلام بأنه مضلل وكل همه هو تصيد أخطائهم أو خطاياهم او هفواتهم.
فى المقابل يبدو أن الإخوان لا ينظرون إلى المرآة أو «يرون القشة فى عيون منافسيهم ولا يرون الخشبة فى أعينهم» كما هو القول المنسوب الى السيد المسيح عليه السلام.
صباح الثلاثاء الماضى تم ضبط صحيفة حزب الحرية والعدالة ووكالة انباء الشرق الاوسط متلبسة بارتكاب الجرم المشهود.
الصحيفة نشرت خبرا يقول إن هيئة الإذاعة البريطانية» بى بى سى «أجرت استطلاعا للرأى كانت نتيجته أن 82٪ من الشعب المصرى لا يؤيد جبهة الإنقاذ المعارضة.
الصحيفة ربما تتعلل بانها نشرت الخبر نقلا عن وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية، وهو عذر غير مقبول لأن جماعة الإخوان تطالب خصومها طوال الوقت بتحرى الدقة، الامر الذى كان يتطلب من ادارة الصحيفة التأكد من صحة الخبر بكل الوسائل الممكنة قبل النشر كما تطلب من الاخرين ان يفعلوا.
الـ«بى بى سى» أوضحت أن الأمر لم يكن استطلاعا أو استفتاء، بل برنامج حوارى وضع سؤالا للمتصلين بالبرنامج وليس بعينة عشوائية علمية او بمن يحق لهم التصويت حول موقفهم من الأزمة، فاتصل 37 شخصا قالوا انهم لا يؤيدون جبهة الانقاذ، وبهذا المنطق يمكن لأى محطة أن تضع سؤالا متشابها، وتتصل مجموعات منظمة أو لجان الكترونية من هذا الحزب أو ذاك ويزعم كل طرف انه الأكثر جماهيرية.
وكالة أنباء الشرق الأوسط المفترض ان بها تقاليد مهنية رصينة ارتكبت خطأ قاتلا وينبغى ان تجرى تحقيقا فى الأمر حتى لا يتكرر الامر وسط هواجس لدى البعض انها تريد مجاملة الاخوان.
يفترض أن جماعة الاخوان لا تحتاج لشهادة بشأن جماهيرتها، وربما كانت شعبية جبهة الانقاذ قليلة، فما الذى يدفع إعلام الاخوان للوقوع فى مثل هذه الاخطاء الكارثية والصبيانية؟!.
الاخوان جهاز تنظيمى هائل لكن رأسه الإعلامى صغير للغاية ويفشل فى مرات كثيرة أن يواجه الإعلام المنافس، الذى لا يحظى اصحابه احيانا بوجود جماهيرى مؤثر، فهل حل هذه المعضلة ان نصادر ونلغى هذا الاعلام المنافس أم نحسن من أداء إعلام الجماعة؟.
إعلام الهواة كان مقبولا فى الماضى عندما كانت الجماعة مطاردة ومحظورة وسرية، الآن صارت فى الحكم وتحتاج إعلاما على أعلى درجة من المهنية.
على قادة الجماعة دراسة التجارب الاعلامية الناجحة الكبرى فى المنطقة العربية سواء كانت العربية أو الجزيرة وغيرهما، ودراسة تجربة الصحافة المصرية المستقلة.
الإعلام الناجح لا يصنعه مجموعة من الشباب الطيبين المؤمنين بفكر جماعتهم، بل يصنعه مهنيون مؤهلون، ولديهم حضور إعلامى.. والأهم رسالة ذات مضمون، فلو كان لديك أفضل الكوادر الإعلامية فقط من دون مضمون، فإنها ستفشل فى النهاية فى جذب القراء والمشاهدين.
الإعلام الاخوانى لكى ينجح الان يحتاج الى انجازات سياسية على الأرض.
البضاعة التى ينبغى ان يبيعها إعلام الحكومة الناجحة هى مشروعات على الأرض يشعر بها الناس، انبوبة بوتاجاز متوفرة، سولار فى المحطات، طريق ممهد، رغيف العيش، الأمن والاستقرار، فرصة عمل والأهم حرية وأمل فى الغد.








