بقلم : وائل قنديل – الشروق
أرجو ألا تستمر المعارضة المصرية، مرة أخرى، فى استكمال مسلسل الأخطاء التكتيكية فى إدارتها لمعركة الخلاف مع الحكم فى البلاد.
لذلك لا بد أن تكشف المعارضة، فى القريب العاجل، عن خطتها فى الخطوة المقبلة للتحرك السياسى والإجابة عن سؤال عظيم وهو: «هل ستقوم المعارضة باعتماد نهج الاستمرار فى الاحتجاج عبر الشارع لإسقاط نظام الحكم أم ستتوجه بكل قوتها إلى تعبئة أحزابها إلى الإعداد للانتخابات البرلمانية المقبلة؟».
باختصار هل ستعتمد المعارضة منهج الشارع ومسار الصندوق الانتخابى؟
حتى الآن القرار معلق وغير واضح تحت دعوى انتظار الشكل النهائى لنا نحو الانتخابات ونهاية ملف الحوار الشائك مع النظام.
لا أحد من رموز القيادات الرئيسية فى جبهة الإنقاذ يعرف ما الخطوة المقبلة بالضبط.
والأخطر أيضاً هو أن القيادات فى المعارضة لا تعرف بالضبط ما مزاج الجماهير التى تتأرجح فى اتجاهاتها وهواها السياسى هل هو نحو التصعيد أم نحو التهدئة؟ هل هو نحو الاستمرار فى الشارع أم الذهاب بقوة إلى الانتخابات؟
يحدث ذلك بينما تركز جماعة الإخوان، وبقوة، على النزول إلى الشارع بشكل مباشر بخطاب وسلوك اجتماعى يقوم على التعامل اليومى مع احتياجاتهم الأساسية مثل التعليم والعلاج وشنط الطعام وأنبوبة البوتاجاز ودعم المشاريع الصغيرة الخاصة.
هذا التحرك الدءوب، الذى يتم بشكل منظم ومدروس بعناية مخترقاً جميع محافظات مصر، هو الذى سوف يؤثر على «حشد وتجميع الأصوات الانتخابية».
وبينما رموز المعارضة منشغلة بالحديث عن الدستور واللجنة التأسيسية والعنف المفرط وكل القضايا الخلافية مع النظام تعمد جماعة الإخوان إلى النزول للناس والحصول على رضاهم ونسج شبكة مصالح يومية قوية معهم.
فى يقينى أن إحساس المعارضة بالوقت ضعيف للغاية إن لم يكن معدوماً وسوف تدق ساعة الانتخابات والمعارضة فى سبات عميق!








