شكك د. عبدالسلام جمعة، نقيب الزراعيين ، فى قدرة الحكومة على ادراك حلم تحقيق الاكتفاء الذاتى من القمح، نظرا لوجود العديد من العوامل، التى تعيق الوصول لهذا الحلم، واصفا هذا الأمر بالحلم البعيد المنال.
وأشار إلى أن الأمر يتطلب زراعة 5 ملايين فدان لإنتاج 15 مليون طن سنويا، وهذا لا يمكن تحقيقه نظرا لندرة الموارد المائية ومحدودية الأراضى الصالحة للزراعة، وأن إجمالى المساحة الصالحة للزراعة فى مصر يقدر بنحو 8.5 مليون فدان تتم زراعة ما يزيد على 3 ملايين فدان منها لإنتاج نحو 8.5 مليون طن قمح، وذلك فى الوقت الذى يصل حجم الاستهلاك لنحو 15 مليون طن يتم تدبير الفجوة عن طريق الاستيراد.
وأوضح د. جمعة أن معدل الاستهلاك السنوى يرتفع بنحو 200 ألف طن، وأن التوسع فى المساحات المنزرعة لن يسهم فى سد الفجوة الحالية ومعدلات الزيادة فى الاستهلاك، وأنه من الضرورى تغيير نمط استهلاك القمح، ليتم الاعتماد على الذرة وزيادة نسبة مساهمتها فى الرغيف المدعم، لتصل إلى 30% بدلا من 10% فقط حاليا، وذلك يمكن تنفيذه بعد زيادة الإنتاجية إلى نحو 6 ملايين طن.
وشدد على ان رغيف الخبز المصنوع من الذرة ليس جديداً، وأن القرية المصرية كانت تعتمد عليه فى الماضى بشكل كلي، وأنه وفقا للدراسات يوفر رغيف الذرة مميزات عديدة، وأن 50% من الخبز المنتج بالولايات المتحدة الامريكية تعتمد على الذرة، وترتفع هذه النسبة لتصل إلى نحو 75% فى البرازيل، وذلك على الرغم من إنتاجهما الكبير من القمح، ولكن يتم تفضيل الاعتماد على الذرة نظرا لما لها من مميزات صحية.
وقال د. جمعة إنه من الضرورى التحرك لوضع حلول عاجلة لتحسين جودة التخزين وتقليل الفاقد من القمح، الذى يصل إلى نحو 1.5 مليون طن سنويا تعادل نحو 11% من الاستهلاك الإجمالي، وأن مصر تحتاج إلى إنشاء 250 صومعة معدنية بسعة تقدر بنحو 30 الف طن على الاقل للواحدة لرفع الكفاءة التخزينية.
واضاف أن الدولة ليس لديها من الامكانيات ما يجعلها قادرة على إنشاء هذا الكم من الصوامع، الذى يحتاج حوالى 15 مليار جنيه، لأن تكلفة الصومعة الواحدة تتراوح ما بين 50 و60 مليون جنيه، ولذلك يتعين على الدولة الدخول فى شراكات مع القطاع الخاص، لتنفيذ هذا المشروع بشرط تقديم حوافز حقيقية لجذب المستثمرين لهذا القطاع.
وأشار نقيب الزراعيين إلى ان تحقيق الاكتفاء الذاتى من القمح مشروع قومى وأمن غذائى لابد من الاهتمام به وتكاتف جميع الجهات ومؤسسات الدولة لتحقيقه، مشيرا إلى ضرورة اتخاذ مجموعة من الخطوات بشكل متوازٍ للوصول للهدف الاسمي.
وطالب بضرورة تشجيع المزارعين على استخدام التقاوى المنتقاة التى تنتجها وزارة الزراعة والتى تعمل على رفع إنتاجية فدان القمح من 2.8 طن لتصل إلى 4 أطنان كما تؤدى إلى زيادة إنتاجية فدان الذرة لتصبح 6 أطنان بدلا من 4 أطنان فقط حاليا.
وارجع عزوف المزارعين عن استخدام تقاوى وزارة الزراعة إلى ارتفاع اسعارها وضعف ثقافة المزارعين والارشاد الزراعى، مشيرا إلى ان الدولة تكبدت خسائر تجاوزت 300 مليون جنيه خلال السنوات الخمس الماضية بسبب إنتاج تقاوٍ وعدم بيعها.
خاص البورصة