تعتبر الولايات المتحدة أكبر الدول المصدرة للقمح فى العالم والأكثر إنتاجية، ولذلك تتأثر الأسواق الدولية بأى تغير فى محاصيلها سلباً أو إيجابا حيث أدت موجة الجفاف والطقس السيئ فى عام 2012 إلى هبوط محصولها بنسبة 30%.
وغم تراجع الاستهلاك العالمى جراء أزمة الركود الاقتصادى الذى ادى إلى نتائج سيئة لمعدلات النمو فى كثير من مناطق العالم خاصة أوروبا إلا أن نقص المحصول الامريكى حافظ للقمح على ارتفاع أسعاره فى أسواق السلع.
وتوقعت تقارير دولية فى الربع الأخير من العام الماضى تحسن النمو الاقتصادى العالمى وتخفيف حدة الازمات الاوروبية وهو ما سيسفر عن زيادة الطلب على السلع الاساسية ومنها القمح وبالتالى ارتفاع الأسعار خاصة اذا استمرت موجة الجفاف فى الاضرار بالإنتاج فى الولايات المتحدة.
لكن الحكومة الأمريكية أكدت فى فبراير الماضى أن أسعار الذرة والقمح وفول الصويا سوف تتراجع على خلفية تنبؤها بزيادة الإنتاج فى 2013 بشكل كبير مع انحسار موجة الجفاق المدمر العام الماضى مما أدخل الارتياح على المستهلكين من حول العالم.
وتشبه هذه التوقعات المتفائلة تلك التى أطلقها جوزيف جلاوبر، خبير اقتصادى فى وزارة الزراعة الأمريكية، العام الماضي، والتى تلاشت بسبب الجفاف الذى أدى إلى المحصول الهزيل ووصول الأسعار إلى أعلى مستويات الصيف الماضي.
وقال جلاوبر هذا الشهر فى توقعاته لعام 2013، أن أسعار الذرة قد تتراجع بمقدار ثلث سعرها الموسم الحالي، كما قد تهبط أسعار فول الصويا بأكثر من الربع، فى حال تسبب الطقس المعتدل فى زيادة المحصول.
وشهدت الولايات المتحدة أسوأ جفاف منذ نصف قرن العام الماضى وارتفعت أسعار الجملة للحبوب والبذور الزيتية إلى أعلى مستوياتها مما أشعل التضخم فى الاقتصادات الناشئة وتسبب فى خسارات كبيرة لقطاع المواشي.
وخففت وفرة محصول الأرز العالمى من ضغوط الأسعار فى المحاصيل الأخرى، كما ساعدت على تجنب تكرار ازمة الغذاء فى عام 2007- 2008 والتى أثارت احتجاجات شعبية فى أكثر من 30 دولة عبر أفريقيا وآسيا.
ويخشى العديد من المحللين أن تكون هذه التوقعات بهبوط الأسعار مبكرة عن آوانها خاصة وأن أكثر من نصف الأراضى الأمريكية مازالت تعانى الجفاف.
ومع ذلك، قال جلاوبر إن استمرار الجفاف فى بعض المناطق لا يعنى بالضرورة أنه سيتسبب فى نفس النتائج هذا الصيف.
وقال دايفيد باودلر، مدير تنفيذى فى شركة “كارجيل” أكبر مجموعة لتداول السلع الزراعية فى العالم، إن أحوال السوق سوف تتغير للغاية فى حال تحسن إنتاج المحاصيل هذا العام بشكل متوسط.
ويتوقع المتعاملون تراجع أسعار الحبوب العالمية نتيجة التنبؤ بمحاصيل قياسية من أمريكا اللاتينية.
ويرى جلاوبر أن أسعار الذرة سوف تهبط دون 5 دولارات للبوشل فى الموسم القادم، أى أقل بنسبة 33% من الموسم الحالي.
وأضاف أن متوسط سعر فول الصويا سوف يكون 15،50 دولار للبوشل الموسم القادم، أى أقل بنسبة 27% من متوسط السعر هذا الموسم.
ويخشى الخبراء أى تراجع فى إنتاج القمح فى الدول الاستهلاكية الكبرى مثل الصين مما قد يتسبب فى كارثة دولية، فرغم أنها تتمتع بالاكتفاء الذاتى حاليا إلا أن أى موجة طقس سيئ قد تدفعها إلى استيراد الحبوب من الخارج.
وتشير التقارير الدولية أن 5% من استهلاك القمح فى الصين يعادل ثلث الإنتاج العالمى فى أكثر دولة من حيث عدد السكان الذى يقترب من مليار ونصف المليار نسمة.
ومنذ دخول الصين عصر النمو السريع وارتفاع مستوى معيشة الفرد، وتغيرت حركة الأسواق الدولية للسلع الأساسية بشدة نظرا لارتفاع معدلات الاستهلاك خاصة من اللحوم وفول الصويا والذرة والقمح.
اعداد : رحمة عبد العزيز