قال عدد كبير من سكان مثلث ماسبيرو إن محافظة القاهرة لم تعقد جلسات معهم لبحث أزمة تأخر تطوير المنطقة وقالوا إنهم يرفضون مخطط التهجير الذى تحاول شركة ماسبيرو للتنمية العقارية تنفيذه وأكدوا إصرارهم على البقاء فى المنطقة مرحبين بأى حل لتطويرها بشرط عدم مغادرتهم لها.
وكشفت جولة لـ«البورصة» عن وجود عدد كبير من المبانى المتصدعة والمتهدمة فى المثلث الذى يقع خلف مبنى التليفزيون على كورنيش القاهرة والتى تمثل خطراً داهماً على حياة أصحابها، خاصة أن آخر انهيار حدث منذ شهرين وسقط منزل من دورين على رؤوس قاطنيه وقُتِل خمسة أشخاص.
كانت محافطة القاهرة قد أعلنت عن تشكيل لجنة تضم ممثلين لحى بولاق أبوالعلا ومصلحة الشهر العقارى والضرائب العقارية وشخصيات عامة من الحى لتولى حصر العقارات داخل مثلث ماسبيرو ومراجعة مستندات الملكية والشاغلين والتفاوض المبدئى مع الملاك وتحديد أولويات التعامل مع المنطقة.
ووضعت المحافظة خطة لتطوير 3151 وحدة سكنية و500 محل تجارى بتكلفة 150 مليون جنيه بالمنطقة كحل مبدئى لحين التفاوض مع سكان المنطقة الرافضين للتهجير ويعد مثلث ماسبيرو من المناطق الأكثر فقراً فى القاهرة وفقاً لتقارير التنمية البشرية وتسكن فيه 3500 أسرة معظمهم تحت خط الفقر ونصف السكان يعيشون فى غرفة واحدة.
قال سيد فوزى، فنى تكييف وتبريد يسكن حارة على النوبى بمثلث ماسبيرو إنه يسكن فى منزل بالإيجار ويدفع 40 جنيهاً شهرياً ويرفض الخروج من المنطقة لأنه مولود فيها ونفى سيد حضور أحد من محافظة القاهرة أو حى بولاق للتفاوض معهم بشأن عمليات تطوير بالمنطقة.
أضاف «سيد» أن الحديث يدور حول وجود خطة من المحافظة لبناء وحدات سكنية فى أرض «وابور الثلج» التى تقع فى شارع الجلاء خلف المدرسة الإيطالية وقال إنهم يوافقون على ذلك لأنه مكان قريب من المنطقة وأشار إلى أن السكان لا يمانعون فى تطوير ماسبيرو وتحويلها إلى منطقة سياحية على أن يقوم الأهالى بالعمل فى الأنشطة المتعلقة بالسياحة.
وقالت «أم فريدة» إحدى ساكنات المنطقة: إن جميع أهالى ماسبيرو يرفضون التهجير والعائلات التى تهدمت منازلها حصلت على شقق فى 6 اكتوبر والنهضة ومساحة الشقة لا تتجاوز 43 متراً ويتعرضون للسرقة من البدو والعرب وأشارت إلى أن ممثلين لشركة ماسبيرو للتنمية العمرانية عرضوا عليها شراء أرض البيت الذى تملكه وتعويضها عن المبانى والأنقاض ولكنها رفضت لأن والدتها ماتت كمداً بعد ان تم تهجيرها من منزلها خلف ماسبيرو وأقامت الوزارة مكانه «نافورة» وقالت إن بعض جيرانها باعوا للشركة بسعر لا يتجاوز 3000 جنيه للمتر بعد انهيار منازلهم.
بينما نفت عزة أحمد، ربة منزل تسكن بالإيجار فى حارة شركس بمثلث ماسبيرو حضور مسئولين من الحى للتفاوض معها حول ترك منزلها وقالت إن شائعات تتردد عن مفاوضات مع السكان لتهجيرهم موضحة أن آخر مرة حضر إليها أحد من الحى كان منذ اربع سنوات وجاءت موظفة وحصلت على صورة بطاقتها وبطاقة زوجها وشهادات ميلاد اطفالها لعمل حصر للمنطقة استعداداً لنقلهم وأشارت إلى منزل مجاور لها انهار على سكانه.
أما خالد الشريف، تاجر كاوتش فقال إنه يمتلك ستة منازل فى مثلث ماسبيرو خمسة تمليك وواحد بنظام الحكر وأضاف أن أحد المحامين التابعين لشركة ماسبيرو جاء اليه وعرض شراء هذه المنازل بسعر 5000 للمتر ولكنه رفض وأصر على 15000 للمتر وأشار إلى أن الشركة اشترت أحد المنازل بجوار منزله وأعطت لصاحبه 10000 جنيه ولما فشلت فى استخدامه قامت بتأجيره بـ500 جنيه فى الشهر لأن مساحته لا تتجاوز 70 متراً، وأشار خالد إلى قبوله الحل الذى يتداوله السكان ببناء منازل لهم فى وابور الثلج وقال إنه يريد شقة له وشقق لأبنائه الثلاثة وأن يتم تعويضه عن ثمن الأرض وكشف عن أن ابنه كان يسكن فى شقة بأحد المنازل وعندما انهار المنزل قالت المحافظة إنها ستعطيهم سكناً بديلاً ومنذ سنتين لم يحصل على شىء.
أوضح معتز سيف، تاجر خردة يعيش فى منزل خلف مبنى ماسبيرو أنه منذ 3 أشهر حضر مسئولون من الحى وتجولوا فى المنطقة ولم يتحدثوا مع الأهالى فى شىء ولم يعودوا مرة أخرى وأضاف أنه فى عهد النظام السابق حصلت وزارة الإعلام على 96 مبنى خلف ماسبيرو بمقابل 7000 جنيه لكل منزل وتم تهجير السكان ولم يحصلوا على سكن بديل وأشار إلى أن جميع أهالى ماسبيرو يوافقون على بناء وحدات سكنية فى منطقة وابور الثلج وتحصل كل أسرة على شقة وأصحاب الأراضى يتم تعويضهم وكشف عن أن شركة ماسبيرو للتنمية العمرانية ترسل مندوبين للتفاوض مع الأهالى والجميع يرفض البيع.
خاص البورصة