وذكر تقرير «تكاليف الحرب» الذي يأتي صدوره قبل حلول الذكرى العاشرة للحرب في 20 مارس الجاري أن الحسابات المالية تضمنت تكاليف ضخمة لرعاية الجرحى الأمريكيين ممن شاركوا في هذه الحرب.
وفاقت هذه التقديرات الإجمالية بكثير التقديرات الأولية التي أعلنتها حكومة الرئيس جورج دبليو بوش وأفادت بأن الحرب سوف تتكلف من 50 ملياراً إلى 60 مليار دولار.
ووفقاً للتقرير فإن أكثر من 70 في المئة ممن لقوا حتفهم جراء أعمال العنف المباشرة للحرب، أو ما يقدر بنحو 134 ألف شخص كانوا من المدنيين.
وشكل الأمريكيون عدداً قليلاً من بين القتلى الـ 190 ألفاً من الضحايا، وتمثلت الخسائر البشرية للأمريكيين في 4488 قتيلاً من العسكريين وما لا يقل عن 3400 قتيل من المقاولين.
وقالت الأستاذة في جامعة براون بولاية رود آيلاند الأمريكية كاثرين لوتز التي ساعدت في إعداد هذه الدراسة: «من الصعب فهم هذا العدد الهائل من القتلى في العراق، ولكن كل فرد من هؤلاء لابد أن يحسب حسابه».
وأفاد التقرير بأن الحكومة الأمريكية أنفقت 60 مليار دولار لإعادة الإعمار، ولكن القليل من تلك الأموال تم تخصيصه لإصلاح البنية التحتية المدمرة في حين ذهب معظمها إلى الجيش والشرطة العراقية.
وذكرت الأستاذة التي ساعدت في تنسيق الدراسة نيتا كراوفورد: «تهوِّن جميع الحكومات التي تخوض غمار الحروب من شأن مدة اشتعالها وتتجاهل حساب تكاليفها الإجمالية وتهوِّل الأهداف السياسية التي سيتم تحقيقها عبر تلك الحروب».
وأقرت وزارة الخارجية الأمريكية بأن البلدين قدما «تضحيات جساماً». وقالت المتحدثة باسم الوزارة فيكتوريا نولاند رداً على تقرير «تكاليف الحرب»، إن الولايات المتحدة والعراق شكلتا «علاقة ثنائية هامة من الناحية الاستراتيجية».
وأضافت: «مقارنة بما كنا عليه في عهد صدام، أصبح لدينا الآن اتفاقية أمنية ثنائية ومصالح وعلاقات اقتصادية عميقة، كما أصبح لدينا علاقات أمنية وسياسية».
وشارك في إعداد مشروع «تكاليف الحرب» 30 من الاقتصاديين وعلماء الأنثروبولوجيا والمحامين والعاملين في المجال الإنساني وعلماء السياسة من 15 جامعة ومن منظمة الأمم المتحدة ومنظمات أخرى.