قال فريدي ارتورو اليرز زوريتا وزير السياحة بجمهورية الإكوادور إن بلاده عرضت على دولة قطر الاستثمار في 17 مشروعا بمجالات مختلفة، وإن وفدا قطريا من مختلف الجهات المعنية بهذه المشاريع يتوقع أن يزور الإكوادور في مايو أو مع مطلع يونيو المقبل بعد أن تتم دراسة تلك المشاريع من الجانب القطري.
وأوضح سعادة الوزير في مؤتمر صحفي عقده بمقر سفارة بلاده بالدوحة في إطار زيارته للدولة أن تلك المشاريع تشمل قطاعات السياحة والعقارات والتعليم وتوسعة لبعض شبكات القطار، وتمت مناقشتها مع عدد من المسؤولين في الجهات المعنية بالدولة، مؤكدا أن الجانب القطري أبدى اهتماما كبيرا ببعضها.
ووجه باسم فخامة الرئيس رفائيل كوريا دلجادوا رئيس جمهورية الإكوادور خالص الشكر لحضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى على الدعوة التي تشرف بها لزيارة دولة قطر، مشددا على أن “الزيارة كانت تاريخية، وبداية موفقة لتعزيز العلاقة بين قطر والإكوادور والنتائج ستكون واضحة للعيان في القريب العاجل”
وأضاف “إننا اليوم نبدأ عصرا جديدا من العلاقات بين قطر والإكوادور والطريقة المثلى للبدء بذلك هي تعزيز السياحة البينية، التي تعتبر الوسيلة المثلى لتقريب كل من الشعبين القطري والإكوادوري إلى بعضهما البعض”.
ولفت إلى أنه التقى عددا من رؤساء ومسؤولي المؤسسات والشركات العاملة في الدولة كـ”الهيئة العامة للطيران المدني” و”مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع” و”الهيئة العامة للسياحة” و”كتارا للضيافة” وشركات “الديار القطرية” و”قطر القابضة” و”مشيرب العقارية” و”بروة العقارية”، مؤكدا أنه لقي تجاوبا كبيرا ممن اجتمع بهم
وأضاف أنه ناقش مع المسؤولين في شركة “مشيرب العقارية” مشاريع عدة، ليس فقط فيما يخص السياحة، بل إمكانية أن تكون هنالك اتفاقية لتطوير المدن الاكوادورية التاريخية، “لأننا نتفق مع قطر في الفكرة التي تقوم على تطوير المدن التاريخية بشكل يستلهم إرث الماضي ويستفيد من الحاضر، بحيث نعطي رونق الحداثة ولا نخسر الطابع التراثي القديم، فنحن نحب الطريقة القطرية تلك ونؤمن بها”.
وأشار في هذا السياق إلى أن بعض الدول اليوم تطور المدن والمباني التاريخية بشكل أكثر حداثة وتغفل عن الحفاظ على الثقافة القديمة، لذا فإن قطر والإكوادور متفقتان في هذا الجانب وتعملان على تطوير المباني التراثية القديمة.
وأوضح سعادة السيد فريدي اليرز وزير السياحة في جمهورية الإكوادور أنه تم تقديم العديد من المشاريع للشركات العقارية القطرية، من بينها مشاريع بناء فنادق ومنتجعات سياحية في الاكوادور، وأنه ناقش كذلك إمكانية القيام بمشاريع مشتركة بين الجانبين.
وأشاد بالدور الذي تضطلع به مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، وقال إنها تعكس مستقبل قطر بوضوح، وإنه ناقش خلال لقاء جمعه مع بعض من قياداتها إمكانية تبادل المنح الطلابية بين الدولتين وبعض المشاريع الأخرى، معربا عن أمله في أن يزور وزير التعليم الإكوادوري قطر قريبا لتوقيع بعض الاتفاقيات في مجال تعزيز العلاقات التعليمية والعلمية بين البلدين.
ولفت إلى أن هنالك تشابها إلى حد ما بين قطر والإكوادوركون النفط والغاز يعتبر المصدر الأول للدخل فيهما، مؤكدا أن تعزيز السياحة بين دول مجلس التعاون والإكوادور واستدامتها تأتي ضمن أولويات زيارته إلى قطر، معربا عن أمله في أن تكون قطر في المقدمة ليس فقط في العلاقات مع الاكوادور ولكن أيضا في جميع أمريكا اللاتينية.
ولفت إلى أن السفارة الإكوادورية في قطر تعتبر أول سفارة تقوم بفتحها بلاده في الشرق الأوسط، وأن الإكوادور تلتقي مع دولة قطر في حب الحياة وفي إيمانها بالحوار بين الحضارات للوصول إلى السلام في العالم
وأشار سعادة وزير السياحة في جمهورية الإكوادور الذي هو أيضا صحفي سابق، إلى أن التلفزيون الإكوادوري يقدم برنامجا أسبوعيا تحت اسم “Ecuador love life” يعرض خلاله مميزات السياحة في الإكوادور، وأنه سيخصص إحدى حلقاته للأماكن التاريخية والمميزات السياحية التي تزخر بها قطر.
وأوضح أن هنالك إمكانية كبيرة لتعزيز التعاون في مجال الطيران بين قطر والإكوادور في المستقبل، مؤكدا أن ذلك ستتم دراسته من طرف الجانبين قريبا، مؤكدا أن قطر مثال حي لتسخير موارد الدولة لتنمية شعبها.. مستدركا بالقول: “ليس فقط شعبها وإنما المقيمون أيضا على أرضها”.
من جانبه علق سعادة السيد قبلان أبي صعب سفير جمهورية الإكوادور لدى قطر على هذه النقطة وقال إن من بين المناقشات التي تمت خلال الاجتماعات إمكانية ان يكون هنالك خط مباشر للخطوط الجوية القطرية إلى جمهورية الإكوادور، لكنه لفت إلى أن كل تلك المواضيع لا تزال قيد الدراسة.
وأضاف أن هناك اهتماما كبيرا بالموضوع من الجانبين، ومن المحتمل أيضا توقيع شراكة بين الخطوط الجوية القطرية والخطوط الجوية الاكوادورية “تامي” بحيث تنقل الأولى الأشخاص والبضائع إلى البرازيل والأرجنتين اللتين تصلهما حاليا، على أن تقوم “تامي” بتوزيعهم في دول أمريكا اللاتينية.. مشددا على أن كل ذلك لا يزال قيد الدراسة
وأوضح أن بلاده تتميز بمميزات سياحية طبيعية نادرة تختلف عن معظم دول العالم، وأنها تشتهر بين دول العالم بامتلاكها أفضل أنواع الزهور والشوكولاته والموز.
يذكر أن الاكوادور الواقعة في قارة أمريكا الجنوبية تشتهر بالسياحة وبالخصوص منها العلاجية ويعتمد مقدمو الخدمات العلاجية فيها معايير عالية لضمان تقديم خدمة علاجية رفيعة المستوى للسائحين كما تعد جراحة التجميل وطب العظام وجراحات المعدة وعلاجات الأسنان من أكثر العمليات شهرة.
وتمتلك البلاد جزر جلاباجوس وهى محمية طبيعية تضم العديد من الأصناف بها مناظر طبيعية استوائية تقدم واحدة من أجمل تجارب الغوص فى العالم وتضم باقة نادرة من النباتات والحيوانات.
وتعتبر براكين الإكوادور المغطاة بالأنهار الجليدية هى الأخرى مكانا طبيعيا للسائحين وفي حديقة كوتوباكسي الوطنية أطول بركان نشط، بينما تتميز غابات الأمازون الإكوادورية الواقعة في الجزء الشرقي من البلاد والتي تعرف بحوض الأمازون، بالأمطار الغزيرة وتحتوي على آلاف الأنواع من الأحياء، كما أن آثار إنجابيركا من أهم كنوز الإكوادور التاريخية.
