أعلنت هيئة الانترنت للأسماء الأرقام المخصصة (ICANN) يوم الجمعة الماضي عن اجتياز النطاق العلوي العربي المرتقب (.موقع) للمرحلة الأولى والحاسمة من عملية تقييم طلب النطاق العلوي المذكور، إلى جانب 40 اسم آخر بلغات العالم المتنوعة مثل الصينية، والروسية، والالمانية، والهندية، والكورية، وغيرها، إضافةً الى اللغة العربية.
.موقع هو مشروع سعودي بدأ كفكرة وانتهى كطلب جاد مقدم إلى هيئة الأيكان بشهر 3/2012 . وتعد شركة السحب الالكترونية هي الجهة المقدمة على هذا الاسم، وهي نفس الجهة التي ستدير هذا النطاق العلوي فور تشغيله.
وفي حين أن (.موقع) النطاق العلوي العربي المرتقب اطلاقه خلال العام الجاري، الا أن اسم “موقع” اسم متميز دارج على لسان كل متحدث باللغة العربية ومستخدم لشبكة الحاسوب و كلمة موقع هي الأكثر استخداما في وصف الصفحات لدى مستخدمين الانترنت ، ناهيك عن انه مستخدم في المجتمعات المستخدمة للحرف العربي مثل المجتمعات المتحدثة باللغات الفارسية، والأوردو، والكردية، والجاوية ، لا للحصر. ايضاً، فان كلمة “موقع” كلمة عامة تغطي جميع تصنيفات المواقع الالكترونية على الانترنت دون استثناء، وليست محصورة لجهة معينة أو استخدام معين.
وبحسب السيد عبدالله البراك أحد مساهمي مشروع النطاق العلوي المذكور والمشرف على تقديم الطلب، فأن 66% من أسماء النطاقات المسجلة تحت .com و .net (والذين بمجموعهما يحتويان على قرابة ال 120 مليون أسم نطاق مسجل) تؤشر على مواقع الكترونية حية، وهذا يعني وجود اكثر من 80 مليون موقع الكتروني تحت اسمي النطاقين العلويين هذين. ايضاً، فأن كلمة “موقع” من الكلمات المشاع استخدامها في وسائل الاعلام المرئية والمسموعة عند الترويج لمنتج او الاعلان عن مبادرة، وغيرها.
وقد ذكرالدكتور صالح الفريح استاذ التجارة الاكترونية وأمن المعلومات واحد العاملين في مجال النطاقات العربية منذ اكثر من 10 سنوات أن عدد مستخدمي الانترنت في الوطن العربي قد تجاوز ال 90 مليون مستخدم، وأن أكبر نسبة لنمو الانترنت في العالم في فترة العقد الماضي قد ظهرت في افريقيا وفي الوطن العربي. وبالتالي فأن د. الفريح يرى بأن الوطن العربي منجم خصب للمستخدمين الجدد، ناهيك عن أن أسماء النطاقات العربية ستساهم بمشيئة الله تعالى في دفع عجلة التجارة الالكترونية في الوطن العربي الى الأمام، وبالتالي انعاش الاقتصادات المحلية. ايضاً، فأن أسماء النطاقات باللغة العربية ستسهل عملية تخمين أسماء الكثير من المواقع التي تسجل اسماء نطاقاتها باللغة الانجليزية مستخدمةً اساليب تهجئة مختلفة. واخيراً، يرى د. الفريح بأنه حان الأوان لأن تكون اسماء النطاقات العربية تكتب بالعربية كاملةً (اسم النطاق، وتفرعاته، واسم النطاق العلوي) وليس اسم النطاق فقط كما تعد مرحلة العناوين العربية في الانترنت هي آخر مرحلة وأهم مرحلة في تعريب الأنترنت نهائياً .
ويعد موضوع النطاقات العليا باللغة العربية من المواضيع التي اجري بحث مكثف عليه في فترة العقد الماضي حيث أن المجتمعات المستخدمة للحرف العربي (اللغات العربية، والفارسية، والأوردو، والكردية، والجاوية على وجه الخصوص) تكاتفت للخروج بجدول أحرف عربية موحد غايته الولوج الى المحتوى تحت أسماء النطاقات العليا العربية هذا بغض الطرف عن طبيعة لغة لوحة المفاتيح المستخدمة. فمثلاً، المتحدث للغة العربية يجب أن يكون قادراً على الدخول إلى المواقع الالكترونية التي تلفت انتباهه والمؤشرة باستخدام اسم نطاق عربي وهو في الباكستان بنفس الطريقة التي يلج اليها وهو في السعودية أو في ايران.
الجدير بالذكر أن المركز السعودي لمعلومات الشبكة من الجهات الرائدة في مجال تطوير استخدام أسماء النطاقات العربية بقيادة الدكتور عبد العزيز الزومان وفريق عمله حيث أن المركز يمتلك جدول أحرف رسمي مع هيئة الأيكان ومستخدم لدى الكثير من البلدان العربية. ايضاً، فقد كان المركز هو الرائد في عملية تشغيل أسماء النطاقات العربية في الوطن العربي (وخصوصاً في الفترة قبل سماح هيئة الأيكان بتشغيل اسماء النطاقات العليا بلغات العالم المختلفة على خوادم النطاقات الجذر) من خلال تكريس خوادم مخصصة لهذه الغاية، وابتكار برمجيات مختلفة ترتبط بمتصفحات الانترنت من اجل استخدام خدمة النطاقات باللغة العربية.
ومن المتوقع أن تتم اتاحة عملية تسجيل اسماء النطاقات تحت .موقع خلال الربع الثالث من العام الميلادي الحالي 2013. عملية الاتاحة لن تكون مفتوحة للجميع في البداية حيث أنه من المتوقع أن تتاح هذه الأسماء على مراحل اولها لمالكي العلامات التجارية، ومن ثما للمهتمين بالأسماء المميزة، ومن ثما فتح باب التسجيل للجميع .وبحسب موقع شركة السحب DotMawqe.com فإن النطاق العلوي (.موقع ) سيكون متاح للعمل مطلع العام 2014 إن شاء الله تسبقها فترة حجز وهي متاحة من الآن للشركات والافراد