ثمة أخبار تفيد بأن أبل على وشك أن تخسر مكانتها كصاحبة أعلى الأسهم قيمة للتداول العام في الولايات المتحدة. كان المحلل هنري بلودجت قد عرض سابقا 7 أسباب تجعل من شراء أسهم أبل صفقة رابحة. لكني أعتقد أن هذه الأسباب خاطئة وأن الأسهم في طريقها إلى مزيد من الانحدار. وفقا لمجلة (بلومبرغ– Bloomberg)، فإن إحدى شركات التوريد (سيرس لوجيك- Cirrus Logic) أنتجت قبل فترة وجيزة كمية كبيرة من الرقاقات الصوتية الخاصة بأجهزة أبل، ما دفع المحللين إلى الاستنتاج بأن مبيعات الأيفون قد تصبح دون التوقعات المأمولة. لكن هذا لم يمنع مجلة بلودجت (بيزنس انسايدر- Business Insider ) من المجادلة بأن شراء أسهم أبل سيكون الخيار الأفضل للمستثمرين. إليكم الأسباب التي تدفعني للاعتقاد بأن أبل في وضع حرج أكثر مما يتوقع المحللون الآخرون:
1. الأسهم مرتفعة الثمن
يقول بلودجت إن سهم أبل رخيص، كما يضيف أنه في حال استمرت أبل في توليد سيولة بمعدل 40 مليار دولار سنويا، فإن بإمكان أحد المستثمرين شراء الشركة اليوم بمبلغ 390 مليار دولار وجني ربح وفير. لكن هذه المقولة تصح فقط في حال صدقت التكهنات بشأن المستقبل المالي لأبل. على سبيل المثال، إذا كانت نسبة سعر السهم التجاري إلى ربح السهم السنوي أقل من معدل النمو السنوي للإيرادات، فإن سهم أبل يعتبر باهظ الثمن. وذلك لأن إيرادات الشركة قد تقلصت بنسبة 17% في الربع الأول من عام 2013 ومن المتوقع أن تنخفض بمعدل 1% في باقي السنة. وليس من الواضح أيضا كيف أن هذه التوجهات ستولد سيولة نقدية بمقدار 40 مليار دولار سنويا.
2. أبل لا تحضر لمنتج جديد
كتب بلودجت قائلا إن “أيفون 5 أس، أو الميني أيباد الجديد، سيبدأ في جذب اهتمام شديد”، لكنه يعترف بأن هذه المنتجات ليست حديثة. ومن المحتمل أيضا أن يتجاهل الكثير من الأشخاص هذه النسخ “الجديدة” من الأجهزة القديمة. وربما يقولون إنه ما من حاجة إلى استبدال أجهزتهم الأيفون الحالية، أو ربما يقبلون على شراء أحدث العروض من سامسونغ أو شركات تصنيع الأندرويد الأخرى.
3. أبل فقدت قدرتها على الابتكار بعد رحيل جوبز
يجادل بلودجت بأن الفريق الذي ساعد ستيف جوبز في إنتاج أجهزة جديدة لا يزال حاضرا في شركة أبل. لكن غياب روح الابتكار في أبل بعد رحيل جوبز دليل صارخ على أن فريقه ليس قادرا على تولي المهمة ذاتها. وفي الحقيقة، يظهر فشل خرائط أبل أن الفريق قد لا يخفق في ابتكار منتج جذاب فحسب- بل قد يضر بمصلحة الشركة أيضا.
4. الأيفون الأرخص ثمنا دليل على تراجع ريادة أبل
يقول بلودجت إن العمل جار حاليا على إنتاج أيفون أرخص ثمنا وإن هذا شيء حسن بالنسبة لمساهمي أبل. ولكن إذا واصلت الشركة هذا المشروع، فإن هوامش أرباحها ستقل وهذا يعني مزيدا من الانخفاض في الأرباح. إذا كانت شركة ما بصدد جذب رأس المال فلابد أن يكون لديها ميزة تفضيلية. وهناك طريقان للحصول على هذه الميزة: التميز- أي تقديم منتج أفضل يكون المستهلكون على استعداد لدفع ثمن استثنائي لقاء شرائه، أو إنتاج منخفض التكلفة- أي صنع منتج جيد وتقديمه للزبائن بأقل الأسعار وتحقيق الربح بتخفيض التكلفة بأقل من مستويات المنافسين. وقد جرت العادة فيما مضى أن يكون التميز هو ميزة أبل التفضيلية، إذ سبق لها صنع منتجات أفضل للأسواق الضخمة القائمة مثل مشغلات الأم بي ثري والهواتف الذكية والألواح الرقمية- ما ساهم في زيادة الإعجاب بأبل من قبل المستثمرين والمستهلكين على حد سواء.
أما الأيفون الأرخص ثمنا فيشكل تحولا جوهريا في الإستراتيجية نحو ميزة الإنتاج منخفض التكلفة. ومن غير المحتمل أن تتمكن أبل- ذات التكاليف الضخمة الثابتة ومنها مجمع المكاتب الرئيسة الذي يجري بناؤه حاليا في كوبرتينو بقيمة 5 مليار دولار- من خفض تكاليفها بأقل من مستوى المنافسين من أجل تحقيق التفوق في قطاعها الصناعي.
5. المراهنة على التوقعات الأقل ليست إستراتيجية استثمارية صائبة
يؤكد بلودجت على أن التكهن بنسبة أرباح ضئيلة لأبل سيكون شيئا جيدا بالنسبة لمستثمري الشركة لأن هذا الأمر سيسهل على أبل مهمة التفوق على التوقعات المتراجعة. وهذا صحيح فقط في حال استطاعت أبل الإتيان بوسيلة لتسريع معدل نمو أرباحها.
6. التلفاز أو ساعة اليد الجديدة لن تنعش نمو أبل
يلمح بلودجت إلى احتمالية أن تكون أبل في طور العمل على صناعة “منتج ثوري جديد كالتلفاز أو الساعة الذكية التي ستلهب حماس المستهلكين. لكن، حتى وإن كان ستيف جوبز لا يزال على رأس شركة أبل، فأنا أشك في أن الناس سيدفعون ثمنا استثنائيا كبيرا لاستبدال تلفازاتهم الحالية أو شراء ساعة يد في حين أنهم يحملون هاتفا ذكيا يخبرهم بالوقت متى شاؤوا.
7. أبل لا تتمتع بمنظور استراتيجي جيد
يجادل بلودجت بأن أبل تحظى بنهج استراتيجي قوي. لكنه يقول أيضا إنها فقدت ميزة المنتج الجذاب وتمسكت لفترة طويلة بإستراتيجية التسعير المرتفع. ثم يشير إلى أن من الواجب على الشركة أن تتخلى عن تلك الإستراتيجية لتصبح “رائدة في الجودة ورائدة في الأسعار كذلك”. لسوء حظ المستثمرين، فإن هذه التوصية ستؤدي إلى تقليص صافي دخل أبل أكثر فأكثر. لقد كانت أبل متميزة في عهد جوبز- على سبيل المثال، دفع الناس فرقا سعريا بنسبة 44% من أجل الحصول على أيفون 4 أس، ما أنتج إجمالي هامش ربح بمقدار 71%.
وحيث أن أبل قد فقدت قدرتها على فعل ما سبق، يعتقد بلودجت أن بوسعها الآن تقديم أقل الأسعار في القطاع وجني الأموال في الوقت ذاته. ربما يكون هذا صحيحا إن استطاعت أبل أن تخفض تكاليفها بنسبة تقل عن جميع منافساتها.
تنشر بالاتفاق مع فوربس الشرق الاوسط
|