773.9 مليار دولار الناتج المحلي الإجمالي عند تولي العدالة والتنمية الحكم
%67.3 نسبة الدين العام الحكومي الناتج المحلي الإجمالي بسبب الاعتماد علي القروض
%21.94 التضخم حيث عانت الطبقة المتوسطة من ارتفاع الأسعار
103 ترتيب تركيا في المؤشر الدولي لحرية الاقتصاد لصعوبة القيام بالأعمال التجارية
1.1 تريليون دولار الناتج المحلي الإجمالي 2012 بعد توليه السلطة بتسع سنوات
%40 نسبة الدين العام الحكومي إلي الناتج المحلي الإجمالي وفي 2012 بلغت ديون تركيا لصندوق النقد صفر
%6.5 معدل التضخم بعد نجاح السياسة المالية في تخفيف ارتفاع الأسعار
69 ترتيب تركيا في المؤشر الدولي لحرية الاقتصاد بفضل إصلاحات واسعة
في 2011 احتل المتظاهرون ميدان التحرير في وسط القاهرة مطالبين بإسقاط النظام وحدثت اشتباكات متكررة مع الشرطة ويجري – حالياً – في تركيا مشهد مشابه حيث تقع معارك كر وفر بين المحتجين ضد إزالة حديقة جيزي وبناء مول تجاري مكانها وأفراد مكافحة الشغب في ميدان تقسيم وسط العاصمة التجارية اسطنبول.
بدأت تجمعات شبابية في محاولة لمنع المعدات الثقيلة من العمل في حديقة جيزي فتصدت لهم الشرطة واشتبكت معهم وفي فجر اليوم التالي اقتحمت الشرطة الحديقة وأطلقت الغاز المسيل للدموع واحرقت خيام المعتصمين للسماح للبلدوزرات للعودة لعملها واستخدمت الشرطة الهراوات في تفريق المعتصمين ومسدسات تنثر محلول الفلفل في وجه المحتجين. وبطبيعة الحال سقط المئات من المصابين بينهم كوادر من المعارضة، قبل أن يخفف أردوغان من حدة لهجته، ويعلن نائبه عن اعتزامه لقاء ممثلي المحتجين، ويدعو الرئيس «جول» إلي ضبط النفس والاحتجاج بصورة حضارية.
ولفت تقرير لوكالة «بلومبرج» النظر إلي أن الأسلوب الذي تعامل به أردوغان مع عنف الشباب يغذي الافتراءات التي تقول إنه حاكم مستبد جاء عبر الانتخابات الديمقراطية خصوصا نبرة التحدي التي أكد فيها في خطابه في الـ29 من الشهر الماضي أن حكومته اتخذت قراراً ولن تتراجع فيه مهما فعل المتظاهرون.
طالبت الوكالة الحكومة التركية بالانتباه إلي دروس تاريخية يجب ان يعيها أولها أن أردوغان كان في يوم من الأيام عمدة اسطنبول التي تشهد الاحتجاجات وكان نموذجا صالحا لمن ورثوا عنه هذا المنصب وعلي مدار سنوات طويلة ترك حزب العدالة والتنمية بصمة جيدة وسمعة طيبة في المدينة التجارية الأكبر في تركيا وربما في المنطقة خصوصا وانها تتمتع بكثافة سكانية عالية يتراوح أعداد القاطنين فيها من 12 إلي 15 مليون نسمة لكن قلة المساحات الخضراء فيها تدعو إلي الرثاء.
ولمزيد من الإيضاح يقارن التقرير بين اسطنبول ومدنية مانهتن الأمريكية حيث تندر هناك الحدائق الكبري مشيرا إلي أن الأمريكيين هناك سوف يعارضون ازالة اي اشجار في ميدان ينيون اسكوير لبناء مول تجاري كما انهم قد يخرجون في احتجاجات محاولين وقف التشييد ومن الطبيعي أنهم سيغضبون اذا خرج عليهم أوباما وقال انه ليس من حقهم الاحتجاج وأرسل قوات مكافحة الشغب للتصدي لهم.
تمتلك الحكومة التركية مخزونا تشريعياً هائلا في مواجهة المتظاهرين بحيث يمكنها فعل ما هو أكثر أوقل لمنع الاحتجاج ضدها وفي الوقت نفسه يتجاهل أردوغان قلق المحتجين حيث ذهب لاحتفال وضع حجر الاساس لجسر معلق آخر يمر فوق مضيق الفسفور الذي يربط قارة اسيا بنظيرتها الأوروبية وقد اطلقت الحكومة عليه جسر السلطان سليم الأول وهو من أكبر الجسور المعلقة من حيث الاتساع في العالم.
ويتضمن مشروع الجسر المعلق بناء طريق فائق السرعة يمر عبر الغابات المتبقية في شمال اسطنبول التي يطوقها ساحل البحر الأسود. وقد عارض الكثيرون هذا المشروع لاسباب بيئية لكن الحكومة سارعت باعتماده متجاهلة هذه الاعتراضات.
وأعلن أيضا أردوغان عن بناء قناة لمرور سفن الحاويات موازية لمضيق البسفور بجانب عدد من المدن علي مشارف المدن الكبري وبناء اكبر مطار في اوروبا بمجرد توافر التمويل اللازم لهذه المشروعات.
يمكن القول إن اسطنبول في حاجة إلي جسر ثالث لكن هناك اسباباً مقنعة لقلق المواطنين الاتراك من الطموح المبالغ فيه لاردوغان الذي يدفعه لبناء مول تجاري لا توجد به اي مصلحة عامة وسط اسطنبول وهو ما يبرر رفض الأتراك لتدمير حديقة جيزي.
إصرار الحكومة علي الدخول في مواجهة أمنية مع المتظاهرين علي غرار ما حدث في ميدان التحرير المصري هو أمر غير مبرر ومنافٍ للحكمة بكل تأكيد ليكون أردوغان في قلب عاصفة الربيع التركي.