انخفاضات تاريخية لأسعار الأسهم.. ورأس المال السوقي يفقد 8.5 مليار جنيه أمس
فيما يعد إنذاراً حقيقياً للقيادة السياسية بخطورة الأوضاع التي تعيشها البلاد، واصل سوق الأوراق المالية الهبوط المستمر لمؤشرات السوق وانهيار القيم السوقية للأسهم وتدني أحجام التداول وفرار المستثمرين، وهي التراجعات التي تزداد وتيرتها مع اقتراب موعد التظاهرات التي تحشد لها قوي المعارضة وحركة « تمرد »، ويخشي معها المستثمرون تعليق التداول علي أثرها في حالة تطور الأحداث.
واستمرارا لحالة الحزن التي يعيشها السوق منذ بداية يونيو الجاري، شهدت جلسة تداول أمس تراجعا جماعياً في أداء مؤشرات السوق ليهبط مؤشر البورصة الرئيسي « EGX30 » إلي أدني مستوي له منذ ديسمبر الماضي بنسبة 2.87% ليغلق عند 4916 نقطة وتراجع مؤشر الشركات الصغيرة والمتوسطة « EGX70 » ليغلق عند 391 نقطة منخفضاً 4.16% عند ادني مستوياته خلال عام، فيما سجل مؤشر « EGX100 » الأوسع نطاقاً هبوطاً 3.33% وأغلق عند 677 نقطة.
وكما المقولة المأثورة « شر البلية ما يضحك ».. دخل سماسرة « الكوربيه » في نوبات ضحك هيستيري وحولوا أنظارهم بعيداً عن شاشات التداول التي احتلها اللون الأحمر.
قال محمد ماهر، سمسار منفذ بشركة « جراند انفستمنت »: « أغلب المنفذين تركوا الجلسة وخرجوا علي المقاهي وكأنهم يبحثون عمن ينقذ السوق ».
وقال سليمان نظمي، رئيس شركة الأهرام للسمسرة إن الحالة النفسية للمستثمرين وصلت إلي الصفر ويواصلون البيع المكثف للأسهم خوفا من تداعيات تظاهرات 30 يونيو المقبل.
وقال مستثمر أن استراتيجية المستثمرين حالياً هي شراء 10% فقط من الأسهم المطلوب شراؤها والاحتفاظ بـ 90% سيولة للشراء بأسعار أقل فيما بعد.
فيما قال عمرو الألفي، رئيس قسم البحوث بشركة مباشر لتداول الأوراق المالية إن مضاعف ربحية السوق يزيد علي 8 مرات بقليل مقارنة بما يتراوح بين 10 و12 مرة بالأسواق الناشئة، فالأسعار رخيصة جداً وتمثل فرصة شرائية للمستثمرين المخاطرين قبل 30 يونيو.
وذكر أن أداء الشركات إيجابي مقارنة بتوقعات المحللين وحققت 60% من الشركات التي أعلنت نتائج أعمالها حتي الأسبوع الماضي زيادة في أرباحها علي المتوقع، لكن الوضع السياسي يلقي بظلاله علي السوق.
وقال وائل زيادة رئيس قسم البحوث بالمجموعة المالية هيرميس إنه رغم انخفاض مضاعف ربحية السوق فإن حجم المخاطرة هو الفيصل.
وأوضح أن انخفاض السوق بدأ مع تصفية بنوك للشراء بالهامش مراكز بعض المتعاملين الأسبوع الماضي ثم توالي الانخفاض.
وأضاف: الدعائم التي ترتكز عليها السوق حاليا ليست قوية والتصريحات بقرب التوصل لاتفاق مع صندوق النقد للاستهلاك المحلي.
بينما توقع ياسر المصري، العضو المنتدب لشركة العربي الأفريقي أن تهدأ حدة تراجع السوق بعدما دخلت مرحلة «الجفاف» نتيجة تدني أحجام التداول وعزوف المستثمرين عن التعامل.
وقال: من الطبيعي أن يعكس السوق الحشد السياسي والمخاوف من 30 يونيو والأزمات في الموارد الأساسية خاصة الطاقة مشيراً إلي عدم جاذبية السوق وسط الأداء القوي للبورصات العربية.
وشهدت جلسة – أمس – تنفيذ صفقة استحواذ بنك الإمارات دبي الوطني علي 95.2% من بنك بي إن بي باريبا – مصر، تمثل حصة البنك الفرنسي، والتي لعبت فيها شركة «إتش سي» دور سمسار البائع والمشتري، فضلاً عن كونها مستشار البنك الإماراتي.
ويمتلك بنك مصر وصندوق استثمار بنك القاهرة 4.8% ينتظر أن تستجيب لعرض الشراء الفترة القليلة المقبلة، لتصل بذلك قيمة الصفقة إلي 500 مليون دولار لـ 100% من أسهم البنك.