معارك ضارية علي ممرات التهريب
يعتبر الاقتصاد المكسيكي ثاني أكبر اقتصادات أمريكا اللاتينية لكنه يعاني بسبب تباطؤ الاقتصاد الأمريكي والازمة المالية في اوروبا ، ورغم الارتباط الوثيق مع قطاع الانتاج الصناعي الأمريكي والاسواق المالية الدولية فإن الحكومة كانت حريصة علي خلق ظروف اقتصادية مواتية للاستثمار عبر سياسات نقدية مرنة واصول قوية بحسب تقرير للبنك الدولي.
ويشير موقع ستراتفور الاستخباراتي إلي أن الفقر يعتبر التحدي الأقوي للبلاد نظرا لأنه الوقود الرئيسي للموارد البشرية المتوفرة لمافيا تجارة المخدرات خصوصا الكوكايين ، فوفقا للمجلس القومي لتقييم سياسات التنمية الاجتماعية فإن عدد الفقراء في المكسيك بلغ عام 2010 نحو 52 مليونا أي حوالي 46.2% من نسبة السكان معظمهم في المناطق الحضرية.
ويبلغ عدد السكان الذين يعيشون تحت ظروف الفقر المدقع 11.7 مليون نسمة متوسط دخلهم أقل من 76 دولاراً شهريا في المناطق الحضرية و53 دولاراً في المناطق الريفية.
نجحت الحكومة في تحجيم نسبة الفقر ومنع تفاقمها لكنها لم تنجح بعد في تقليلها خلال الفترة الماضية وتبنت الدولة برامج دعم نقدي للحماية الاجتماعية مثل مبادرة التحويل النقدي المشروط ومشروع الضمان الصحي للفقراء.
بلغ معدل نمو الاقتصادالمكسيكي 3.9% في2012 بفضل توسع قطاع الخدمات وتحسن الطلب الداخلي والخارجي ومن المتوقع صعود الناتج المحلي الاجمالي العام الجاريإلي 3.5% قبل تحقيق نسبة أفضل في 2014.
ويعمل كثير من الفقراء علي تهريب الكوكايين القادم من كولومبيا وبيرو وبوليفيا حيث يأتي كامل الإنتاج العالمي من نبات الكوكا ثم يتم تصنيعه في المكسيك لتسريبه الي الولايات المتحدة عبر ممرات سرية كثيرا ما تحدث عليها معارك ضارية تؤدي لمقتل المئات سنويا للسيطرة عليها.
وبحسب الموقع الاستخباراتي يحصل المزارع في كولومبيا علي 1.3 دولار لكل كيلو من ورق الكوكا بينما يحصل المزارع في بيرو وبوليفيا علي 3 دولارات لكل كيلو مقابل تجفيفه في الهواء الطلق حيث يتم انتاج كيلو كوكايين من كل 600 كيلو من ورق نبات الكوكا.
ويتم بيع كيلو الكوكايين بسعر 2200 دولار للتجار المحليين ليتم تهريبه عبر الموانئ بسعر 7 آلاف دولار لكن الأسعار ترتفع كثيراً في مرحلة ما قبل المستهلك النهائي ليصل سعر الكيلو الي 12 ألف دولار جنوب المكسيك ثم الي 16 ألف دولار في البلدات الواقعة علي الحدود الأمريكية وبمجرد عبوره الي الأراضي الأمريكية يصبح 27 ألف دولار بسعر الجملة ويصل الي أوروبا الكيلو بـ55 ألف دولار و200 ألف دولار الي استراليا.
أما أسعار التجزئة فتصل للمستهلك النهائي بـ150 دولارا للجرام في أمريكا و185 في أوروبا و500 دولار في أوروبا وينقص السعر بحسب الجودة فنقاء الكوكايين في حالة البيع الجملة 85% وتنخفض النسبة الي 60 ـ 30% عن البيع بالتجزئة.
ويؤكد تقرير ستارتفور أن القضاء علي تجارة الكوكايين مستحيل في المكسيك نظراً لانتشار العصابات الدولية التي أسست اقتصاد كامل علي هذه التجارة التي يتضاعف فيها المكسب 10 مرات بالمقارنة بتكلفة الانتاج وهو معدل ربح يشعل الصراع بين هذه العصابات بدون سقف نهائي.