هروب المستثمرين يقوض مساعي البنوك المركزية لدعم الاقتصاد
وصلت آثار العواصف في أسواق اليابان والأسواق الناشئة إلي الولايات المتحدة وأوروبا، ولا تقتصر المسألة فقط علي موجة بيع للسندات و انما تشير الي الاقتراب من الظروف السيئة التي مرت بها اسواق المال عام 2008.
ويحذر المحللون من أن التقلبات العالية وتأرجحات الأسعار قد يكون لها نفس تأثير الانخفاض في قيمة الأصول، ويقلق المستثمرون من احتمالية خفض أو وقف برامج التيسير الكمي للاحتياطي الفيدرالي ومن السياسات المتعسفة في اليابان.
ونبه تقرير لجريدة الفاينانشيال تايمز أنه إذا لم يعد الهدوء للسوق سريعا، قد تدفع الظروف غير المستقرة المستثمرين للهروب من الأسواق مما يقوض مجهودات البنوك المركزية في دعم وتوجيه الاقتصادات.
وقال ستيفن ماجور، رئيس أبحاث الدخل الثابت في «إتش إس بي سي»، إن إلقاء حجر في بحر هادئ يخلق تموجات خفيفة ومع الرياح تصبح أكثر علوا وتتحول في بعض الأحيان لموجات مدمرة.
وتتغير الأحوال في السوق حتي الآن بشكل معقول، ومازال مؤشر «الخوف VIX» غير متأثر بالتقلبات ويستخدم هذا المؤشر خيارات الأسعار لقياس توقعات المستثمرين بشأن التقلبات المستقبلية في أسواق الأسهم.
وأوضح آلان روسكين، استراتيجي في بنك «دويتشيه» الألماني، أنه طالما أن المستويات المتدنية المعتادة فلن يرتقع مؤشر VIX.
ومع ذلك، ارتفع مؤشر التقلبات في اليابان لمستويات لم يصل إليها منذ انهيار بنك ليمان براذرز في 2008، باستثناء القفزة التي شهدها بعد زلزال مارس 2011.
وبينما أصبح المستثمرون غير واثقين من نجاح مشتريات البنك المركزي الياباني للسندات الحكومية، تأرجحت أسعارها بشدة.
وهناك شكوك بشأن قدرة السياسات الطموحة لرئيس الوزراء شينزو آبي في سحب الدولة خارج الانكماش، وبهذا الصدد قال ستيفان ديو، مدير تخصيص الأصول في بنك «يو بي إس» إن هناك من يقول إنه جرب هذه السياسات وباءت بالفشل، وآخرون يرون أن الزمان كان مختلفا، لذلك تبدو السيناريوهات المتوقعة شديدة التناقض.
وانخفضت أسعار السندات حول العالم بشدة بينما ارتفعت العائدات منذ22 مايو عندما أدت تعليقات رئيس الاحتياطي الفيدرالي، بن برنانكي، إلي قيام الأسواق بردة فعل مبكرة قبل بدء تشديد السياسة المالية الأمريكية.
وبالرغم من بقاء أسواق أسهم السندات الأمريكية هادئة، فإن مؤشر «ميريل لينش» الذي يقيس التقلب في أسعار السندات صعد إلي 70% الشهر الماضي.
وتسببت التموجات الخفيفة في تقلبات الأسواق الناشئة وفي أسواق العملاتـ وارتفع مؤشر «دويتشيه بنك CVIX» الذي يقيس التقلبات في سوق العملات إلي مستويات لم تشاهد منذ منتصف 2012 عندما كانت الأزمة الأوروبية في أوجها.
ومع ذلك، لا تكون التقلبات المرتفعة بالضرورة ضارة، فأحوال السوق المستقرة بشكل غير طبيعي خلال العام الماضي، أعطت المستثمرين شعورا زائفا بالامان واعتمادا زائدا علي البنوك المركزية.
وقال بيل إرفين، مدير محفظة في شركة «فيديليتي» للاستثمار، إن ما يحدث في الأسواق حاليا قد يكون جزءا من مخطط للاحتياطي الفيدرالي لدفع التقلبات وفطم السوق عن برامج شراء السندات، مضيفاً أن الجميع يدرك حاليا أن التيسير الكمي سوف ينتهي ولكن متي وكيف؟ فهي مسألة تتوقف علي البيانات الاقتصادية.
وقال ديديير سانت جورج، من صندوق الاستثمار «كارميجناك» الفرنسي، إن التقلب دائما يكون له تأثير علي نفسية المستثمر، وكلما زاد التقلب، يزداد تجنب المخاطر، مما يؤثر علي التقييمات والقدرة علي النظر وراء المدي القصير.
في الأوقات المضطربة يتم تخطي حدود المخاطرة، ويضطر بعض المستثمرين للبيع، ومما يثير السخرية أن التنظيمات الصارمة قد تؤدي إلي جعل النظام المإلي أقل استقرار، فالبنوك علي سبيل المثال خفضت من مشترياتها من السندات، لم تنكسر جعل دورها في السوق محدودا.
وقال جايمس إيفانز، ئائب مدير شركة «براون براذرز هاريمان»، إن البنوك قلصت من أصولها من السندات وهذا يفاقم التقلبات، لذا ازدادت خطورة حدوث موجة بيع حادة.
لذا يجب علي البنوك المركزية اتخاذ إجراءات لتهدئة الاضطرابات، فبالنسبة للمركزي الياباني، قد يفيد المزيد من التواصل مع الخبراء، العمل علي تهدئة المخاوف وفقاً لإيفانز .