نسعي للاستفادة من الخبرات المصرية الكبيرة في التخطيط وتدريب الكوادر والفندقة
22 ألف غرفة فندقية بليبيا 50% منها مدمر .. و300 منشأة سياحية ضخمة خارج البلاد
حوافز كبيرة لجذب الاستثمارات العربية وتوفير فرص العمالة لمواطنيها بالسوق الليبي
نمو حركة السفر مع تونس والعابرون للحدود بلغوا 22 ألف شخص يومياً
583 ألف سائح ليبي زاروا مصر خلال 2012.. ومساع لرفع عقبة التأشيرة أسوة بتركيا
ليبيا ستبقي بلداً موحداً ودعوة أحد الاقاليم لإقامة نظام فيدرالي ليس معناها الانفصال
معدل تكرارية السائح الليبي لمصر 3 مرات سنوياً لارتباطه الثقافي والتاريخي بالشعب المصري
القذافي لم يمتلك إرادة سيـاسية لدعم السياحة ووظفها لخدمة مصالح نظامه
قالت وزيرة السياحة الليبية إكرام باش إمام إن بلدها بكر ولديه ما يجعله قبلة للسياحة الترفيهية علي مستوي العالم بشاطئه الرملي الممتد علي البحر المتوسط.
وأوضحت إمام في حوارشامل مع «البورصة» لم يقتصر علي قضايا السياحة فقط بل امتد لمناقشة تطورات الاوضاع السياسية والامنية التي تعيشها كل من مصر وليبيا حالياً أن هناك تحديات تواجه صناعة السياحة الليبية نعمل علي حلها مع مرور الوقت عبر استراتيجيات في الداخل تركز علي توفير الأمن، وفي الخارج من خلال السعي لإبرام الاتفاقيات مع الدول الصديقة لرفع الكفاءة السياحية بليبيا.
قالت إن ليبيا تتمتع بمزايا سياحية كبيرة في مقدمتها قربها من السوق الأوروبي حيث لا تبعد عنه عبر شبكة خطوط الطيران العالمية أكثر من 3 ساعات، فضلا عن تمتعها بشاطئ رملي يمتد من طبرق شرقا علي الحدود المصرية وحتي الحدود التونسية غربا.
وأكدت باش إمام أن كل دول العالم خاصة الدول العربية والتي تتشابه عاداتها وتقاليدها مع الثقافة الليبية بما يضمن عدم التأثير السلبي علي الثقافة المحلية للمجتمع مدعوة لضخ استثمارات في قطاع السياحة الليبي.
وقالت إن الاستثمارات العربية ستجلب عمالة من بلدانها ما ستكون له فوائد كبيرة علي هذه البلدان خاصة القريبة من ليبيا، مشيرة إلي دعوة الشركات المصرية لزيارة ليبيا والتعرف علي الفرص السياحية المتوافرة بها وسبل الاستفادة منها.
وأكدت باش أن المعطيات الأمنية علي أرض الواقع في الشارع الليبي تسير نحو الأفضل كما اكدت أن الحكومة المؤقتة تبذل قصاري جهدها بالتعاون مع القبائل في كل المناطق بليبيا في هذا الشأن مشيرة إلي أن العنف في لبيبا ليس كما يصوره الإعلام.
قالت الوزير الليبية إن هناك تعاونا كبيراً يجري حالياً مع وزارة السياحة المصرية لتنفيذ الاتفاقيات التي تم توقيعها مؤخرا بين الجانبين لرفع المستوي الفني لقطاع السياحة الليبيي مؤكدة أن السياحة الليبية بحاجة لمساندة مصر من اجل انطلاقها لافتة أن بلدها طلبت دعم القطاع السياحي المصري سواء في مجال تدريب كوادره العمالية أو في التخطيط للاستثمارات السياحية.
وأوضحت أنها طلبت من وزير السياحة المصري هشام زعزوع زيارة ليبيا خلال الايام المقبلة للتباحث حول تنفيذ البرنامج التنفيذي للتعاون السياحي بين البلدين مشيرة إلي أن البرنامج يتضمن بحث إمكانية تقديم مصر دعما فنيا لقطاع الفنادق والشركات الليبية لرفع مستوي كفاءة وجودة المنتج السياحي فضلا عن نقل خبراتها عبر التعاون مع منظمة السياحة العالمية.
وأوضحت «باش إمام » أنه من المنتظر أن يترتب علي تنفيذ تلك الاتفاقية نتائج مهمة من شأنها تبادل المنفعة لكلا البلدين فيما يتعلق بالتدريب ونقل الخبرات الفنية وايضاً علي مستوي تدفق الاستثمارات السياحية من الجانب الليبي إلي مصر».
وأضافت أن الكثير من الشباب الليبي الذي يعمل بالسياحة لديه الرغبة في رفع مستواه المهني حتي يحصل علي فرصة عمل جيدة، مشيرة إلي مصر بما لها من إمكانيات كبيرة في هذا القطاع قادرة علي مدنا الخبرات في لتدريب الليبيين في فنادقها.
أشارت وزيرة السياحة الليبية إلي أن عدد الغرف الفندقية في لبيبا بعد الثورة لا يتعدي 22 ألف غرفة لا يعمل منها سوي 50% مضيفة أن الطاقة الفندقية التي دمرت في ليبيا اثناء التخلص من حكم القذافي بحاجة إلي استثمارات ضخمة لتطويرها.
وأوضحت أن هذا القطاع يعد فرصة كبيرة لشركات الاستثمار السياحي المصرية لضخ خبرتها التي اكتسبتها علي مدار الـ50 عاما الاخيرة في خلق فرص سياحية ضخمة في بلد سياحي بكر يمتلك ثاني أكبر الشواطئ طولاً علي ساحل البحر المتوسط.
وحول دعوات انفصال شرق ليبيا أكدت الوزيرة أن «ليبيا ستبقي بلداً موحداً، مشيرة إلي أن دعوة أحد الاقاليم لاقامة نظام فيدرالي ليس معناها الانفصال خاصة أن هناك الكثير من الدول الفيدرالية في العالم، كما انه في النهاية سيبقي ذلك خيار للمواطن يختار ما يناسبه من الانظمة الديمقراطية التي تحكم.
وقالت إنها لا تتخيل أن ينفصل أحد اقاليم ليبيا الآن خاصة انهم ذاقوا ويلات النظام السابق واتحدوا للقضاء عليه ودفعوا ثمن ذلك قتلي ومصابين من مختلف الاقاليم توحد الشعب ولا تفرقه.
أوضحت «باش» أنه لم تكن هناك إرادة سياسية في عهد النظام السابق لليبيا لدعم السياحة والعمل كان يسير وفق ما يخدم مصالح نظام القذافي ويعمل علي تحسين صورته في العالم الخارجي.
وأضافت أن السياحة الوافدة لليبيا لم تتجاوز الـ100 ألف سائح سنوياً خلال الـ 50 عاماً الماضية علي الرغم من توافر موارد وإمكانيات مالية ضخمة قلما تتواجد في دولة أخري إلا أن النشاط السياحي كان يعمل لخدمة النظام السابق قفط.
واشارت الوزيرة الليبية إلي أن نظام القذافي كان يوجه كل الاموال الليبية للخارج بينما قدم الهدم للداخل، مؤكدة أن الحكومة المؤقتة تحصر حالياً المنشآت السياحية المملوكة للدولة في الخارج، مضيفة أن المؤشرات الاولية تؤكد أن هناك نحو 300 منشآة سياحية ضخمة تملكها ليبيا خارج البلاد.
وأضافت أن غالبية الاستثمارات التي ضخها النظام السابق في البلاد العربية والافريقية كانت لخدمة مصالحه ولتمرير قمعه للشعب الليبي فضلا عن أنها كانت بمثابة رشاوي للحصول علي ألقاب زائفة من القبائل الأفريقية في جنوب الصحراء.
وقالت انه مع حصر هذه المنشآت المملوكة للدولة سوف نعمل علي ارسال عمالنا للتدريب بها عبر الاتفاق مع الدول التي بها هذا المشروعات خاصة الفندقية منها لتنمية النشاط، مطالبة المستثمر الليبيي بتوجيه استثماراته لداخل وطنه خاصة في الوقت الحالي.
وأضافت «باش» أن هذه الممتلكات الموجودة بالخارج ستؤول إلي الدولة عبر القانون موضحة أن ليبيا الجديدة لن تتغول علي الفرد أو المجتمع في إشارة منها لقضية قذاف الدم ابن عم الزعيم الليبيي السابق معمر القذافي المتداولة حالياً أمام القضاء المصري.
ويبلغ أن حجم الاستثمارات الليبية في مصر يبلغ حالياً 21 مليار دولار، وأن نصيب قطاع السياحة منها يتعدي الـ 30% مشيرة إلي أن غالبية هذه الاستثمارات مملوكة لرجال أعمال من النظام الليبي السابق.
وقالت وزيرة السياحة الليبية إنها تري أن المستثمر الخارجي لن يقبل علي التواجد علي الاراضي الليبية في الوقت الراهن مالم يكن هناك مستثمر وطني قوي ولديه المغامرة علي خلق فرص استثمارية جديدة موضحة أن الشعب الليبي سيعمل علي اقامة دولته ليس فقط عبر السياسة ولكن عبر تغيير الواقع الاقتصادي الذي يعيشه المواطن حالياً.
وحول اهم الضمانات والحوافز التي ستقدمها الحكومة الانتقالية في ليبيا لجذب المستثمرين المصريين للسوق الليبي أكدت « باش » أن كل المستثمرين العرب مرحب بهم للعمل في ليبيا وأمامهم فرص واعدة في مجال الاستثمار السياحي لدينا، مؤكدة أنه ستكون هناك قوانين وحوافز استثمارية لكل المستثمرين علي الاراضي الليبية وليس لقطاع السياحة وحده، ولفتت أن الحكومة المؤقتة تعمل حالياً علي سرعة الانتهاء منها في القريب العاجل.
وأوضحت الوزيرة إلي أن حجم السياحة الليبية الوافدة لمصر بلغ 583 ألف سائح خلال العام الماضي، احتلت بها المركز الخامس ضمن قائمة أهم عشرة اسواق مصدرة للسياحة إلي مصر.
وأشارت إلي أن معدل تكرارية توافد السائح الليبي علي مصر تعتبر مرتفعة، وتتجاوز 3 مرات سنوياً، وذلك نظراً لارتباطه الثقافي والتاريخي بالشعب المصري فضلا عن ارتباط الكثير منهم بأعمال خاصة في المدن المصرية خلال السنوات الاخيرة.
وأكدت «باش» انها طلبت من وزير السياحة هشام زعزوع إعادة النظر في ضرورة حصول الليبيين علي تأشيرة دخول للاراضي المصرية مؤكدة أن التأشيرات تعد أهم العقبات في سبيل نمو الحركة السياحية بين البلدين، لافتة إلي انه علي الرغم من أن الكثافة السكانية لبلدها تقع في الغرب إلا أن مصر لديها مقومات سياحية ضخمة يرغب الليبيون في زيارتها.
وأوضحت أن الحركة بين ليبيا والجمهورية التونسية تشهد حالياً نمواً في حركة السيارات التي تعبر من الشرق إلي الاراضي التونسية ووصل العدد إلي نحو 22 ألف عابر للحدود في اليوم الواحد.
واشارت إلي أن المواطن الليبي يحب أن يقضي أجازة نهاية الاسبوع في تونس عبر السيارة و يستطيع ايضاً أن يفعل ذلك في مصر ولكن عبر الطيران إلا أن أسعاره مرتفعة مقارنة بالخروج إلي دول أخري مثل تركيا أو الدول الاوروبية والتي يشاهد فيها السائح ثقافة جديدة.
ولفتت الوزيرة إلي أن السياحة التونسية قدمت خلال العامين الأخيرين تخفيضات تتجاوز 30% للسائح الليبيي ما جعله يفكر جديا عند اختياره لبلد خلاف تونس التي يقل فيها سعر رحلته السياحية بأكثر من خمس أضعاف سعرها في دولة أخري، كما أن هناك تنام في رغبات السائح الليبي لزيارة تركيا خلال عطلات العام المختلفة موضحة أنه يستفيد بمزايا عدم الحاجة للحصول علي تأشيرة فضلا عن انخفاض سعر الطيران التركي والتي لا يتجاوز سعر الرحلة اليها 200 دولار مقارنة بـ 300 دولار لتذكرة الطيران إلي مصر.
وقالت إن الشركات التركية تتميز بأن لديها قوة كبيرة في تصميم البرامج السياحية عبر دراستها للسوق حيث صممت برامج خاصة بالعائلات الليبية والتي يتحرك المواطن من خلالها بسهولة، مشيرة إلي أنها ستقترح علي الوزير زعزوع حث منظمي الرحلات السياحية بين البلدين علي تصميم برنامج سياحي للطبقات المتوسطة الليبية، مؤكدة أنه حال توافر هذا البرنامج يمكن جذب أكثر من 400 ألف سائح ليبي لمصر سنوياً من أصحاب هذه الشرائح خلال فترة العطلات.
وتري «باش» أنه يجب أن تكون التأشيرة بين البلدين أمرا مؤقتا يخضع لداوع أمنية يتم العمل علي إزالتها متي توافرت الاسباب لذلك مستقبلاً، مؤكدة أن فتح المنافذ الحدودية سيعمل ايضاً علي نمو التجارة البينية للبلدين فضلا عن السياحة.
وقالت إنها شاركت في مؤتمر عقد مؤخرا في القاهرة للمهندسين العرب ولم يستطع الكثير من العاملين في المهنة القدوم لمصر بسبب التأشيرة فهذا أضاع علي مصر سائحاً كان سيقضي علي الاقل نحو اسبوع، مشيرة إلي أن مصر لديها القدرة علي الارتواء بأفكار الشعوب المختلفة واستقبال السياح بما لها من مناخ سياحي وعلمي وإنساني وعليها أن تستثمر ذلك.
وقالت « باش » تعليقاً علي الاحداث السياسية في مصر والمظاهرات التي تنوي القوي السياسية المعارضة لنظام الدكتورة محمد مرسي رئيس الجمهورية القيام بها خلال الايام المقبلة: إن من دخل بإرادة الشعب يخرج بنفس الإرادة، وأن الشعب هو من انتخب الرئيس الحالي.
وحول التقارب بين جماعة الإخوان المسلمين في مصر واخوان ليبيا أكدت الوزيرة أن التيار الاسلامي بجميع تشكيلاته في ليبيا تأثيره أقل علي الحياة السياسية مقارنة بمصر، موضحة أن الاخوان المسلمين في بلدها جزء من الحركة الديمقراطية وأن الشعب الليبي واع باختياراته خاصة أن هناك انتقالاً سلمياً للسلطة تم خلال الشهور الماضية حيث كان هناك المجلس التنفيذي وسلم السلطة إلي المؤتمر الوطني المنتخب وتم تعيين رئيس وزراء للحكومة الموقتة.
وقالت الوزيرة إن الحكومة المؤقتة لليبيا نجحت في استصدار قانون الحكم المحلي الذي يلبي رغبات المواطنين بالتحرر من المركزية الادارية ويعمل علي إطلاق ابداعهم نحو تأسيس دولة ليبيا القوية التي تحترم حقوق الانسان وتراعي متطلباته الفردية والمجتمعية.
واشارت إلي أن ليبيا الجديدة تسير في الاتجاه الصحيح حيث تم تأسيس لجنة الانتخابات البلدية لتنفيذ برنامج اللامركزية خلال الفترة المقبلة مؤكدة أن المجتمع الليبي رغم كل العقبات يسير في الاتجاه الصحيح لتحقيق الديمقراطية التي ينشدها علي أرضه.







