قالت صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية اليوم الجمعة إن الإسلاميين يرون ما اعتبر ثورة ثانية في مصر بعد احتشاد الملايين في مختلف المحافظات مطالبين برحيل الرئيس المعزول محمد مرسي مثالا جديدا على عدم جدوى ممارسة القواعد الديمقراطية وعبثيتها.
ولفتت الصحيفة – في تقرير أوردته عبر موقعها الإلكتروني- إلى أن حملة الاعتقالات التي شنتها السلطات عقب تأييد جماعة الإخوان لثورة 1952 وإلغاء نتائج الانتخابات التي فاز بها جبهة الإنقاذ الإسلامية بالجزائر في عام 1991، بالإضافة إلى عزل حركة حماس الفلسطينية عقب فوزها في انتخابات عام 2006، والآن عزل الرئيس مرسي جعل الإسلاميين يشعرون بأنهم طرف متضرر، فيما يعتبرونه مؤامرة يدعمها الغرب والتي لن تسمح لهم أبدا بالوصول إلى الحكم.
ولفتت إلى تباين آراء المجتمع المصري حول الإطاحة بمرسي، حيث قال طارق عثمان، مؤلف كتاب “مصر على شفا الهاوية”، إن ما حدث هو درس من الشعب المصري، حيث أظهرت التعبئة الشعبية ضد جماعة الإخوان أن مشروع “أسلمة” الدولة تلاشى في مواجهة هويات القومية العربية الراسخة، بينما أكدت الجماعة أن مرسي هو الرئيس الشرعي للبلاد، كما حذر مساعدوه من رد الفعل في جميع أرجاء العالم الإسلامي على التدخل العسكري.
وأشارت الصحيفة إلى أنه على الرغم من استشعار الإسلاميين في جميع أرجاء العالم العربي بالخطأ الفادح الذي ارتكبته جماعة الإخوان المسلمون بالسعي لمنصب الرئاسة والبحث عن المزيد من المناصب، إلا أن الإطاحة بالرئيس مرسي بتدخل عسكري بدلا من الصندوق سوف يعزز شعورهم بكونهم ضحية، وهو الشعور الذي أبقاهم على قيد الحياة طيلة 80 عاما الماضية.








