تسعي الشركات القانونية الدولية للاستفادة من العدد المتزايد من المشروعات الضخمة والنزاعات التجارية في منطقة الخليج، رغم أن صفقات عمل الشركات مازالت ضعيفة في أعقاب الأزمة المالية.
ضمت شركة بيكر بوتس بالولايات المتحدة إليها، الأسبوع الماضي، مجموعة كاملة من 14 محامياً من نورتون روز فولبرايت في دبي من أجل زيادة تعزيز فرق التحكيم لديها، في رهان كبير علي منطقة الشرق الأوسط باعتبارها سوقاً متنامياً.
علي الرغم من أن بعض الشركات القانونية رأت في الماضي أن الشرق الأوسط منطقة مضطربة تجارياً، يري العديد أن هناك فرص متعددة في منطقة الخليج بسبب شهيتها الدائمة للاستثمارات الصناعية ومشروعات البنية التحتية مما يولد عدداً متزايدا من المعارك القانونية.
قال جون لونسبيرج، أحد المحامين الذين انضموا إلي شركة بيكر بوتس، يمكنك أن تري إلي أين تتجه السوق، مع حجم وسرعة المشروعات وهناك ستكون المنازعات، وأضاف لونسبيرج أنه بالرغم من أن هناك كراهية تاريخياً حيال التقاضي، فلم يعد هذا هو الحال الآن.
تعد هذه التعيينات التي قامت بها شركة بيكر بوتس أحدث توجه استراتيجي في السوق القانونية الذي يتطور بوتيرة سريعة في الشرق الاوسط، حيث اضطرت الشركات إلي التكيف بسرعة خلال السنوات القليلة الماضية مع انهيار فقاعة العقارات في جميع أنحاء المنطقة والأزمة المالية في دبي، كما انخفضت عمليات الاندماج والاستحواذ بين الشركات، الأمر الذي دفع بمزيد من الإيرادات بعيدا، مما أجبر بعض الشركات علي التراجع.
يحاول الآن المحامون استغلال الوصول المستمر للخليج إلي رأس المال وشهيته للانفاق في مختلف القطاعات مثل الطاقة والدفاع والصناعات الثقيلة في الوقت الذي تستمر فيه المشاكل الاقتصادية في الأسواق الغربية حيث توجد غالبية شركات المحاماة الرائدة في العالم.
وتتمتع أيضاً بعض دول الخليج بفائدة اقتصادية اضافية جراء الاضطرابات السياسية في العالم العربي علي مدي العامين ونصف الماضية حيث تنتقل الشركات ورجال الأعمال من البلدان المضطربة إلي المدن الأكثر استقراراً مثل دبي.
تسعي دبي جاهدة لتصبح مركزا اقليميا لتسوية النزاعات، بشكل جزئي من خلال مركز دبي للتحكيم الدولي الذي أنشيء عام 1994، وقد ولدت الأزمة المالية عام 2009 في دبي العديد من القضايا التحكيمية نظراً لتوقف العديد من المشاريع وتأجيلها في جميع أنحاء الإمارة ومنطقة الخليج بشكل عام.
قال عبدالعزيز الياقوت، الشريك الإداري الاقليمي في مكتب دي إل إي بايبر إن التحكيم والتقاضي هو التجارة المربحة في الوقت الراهن والذي قاده بشكل رئيسي تداعيات الفقاعة العقارية.
يعد التركيز المتزايد للمنظمين الغربيين علي ما اذا كانت الشركات متعددة الجنسيات في المنطقة تمتثل لقوانين مكافحة الرشوة وضوابط التصدير والعقوبات مصدراً آخر لاعمال الشركات القانونية في الخليج، وقد ازداد الضغط علي هذه المجالات بعد تشديد قوانين محاربة الفساد في الغرب وفرض العقوبات علي بعض البلدان مثل إيران وسوريا.
رغم كل العلامات المشجعة لشركات المحاماة في الشرق الاوسط، فإن المنطقة لاتزال بعيدة عن ضمان تحقيق الطفرة بالنسبة لهم، ففي الواقع، أجبر ازدحام السوق القانوني بعض الشركات علي خفض الأسعار، كما أن سوق صفقات الشركات مازال ضعيفاً بالرغم من ازدياد نشاط الاندماج والاستحواذ في المنطقة بنسبة 30% خلال النصف الأول من هذا العام.
في الوقت الذي يقدم فيه الشرق الأوسط بعض الفرص الكبيرة للمحامين، يشير تاريخ وبيانات الشركات التي تتطلع للأعمال هناك إلي ان بعضها سيكون مخيبا للآمال.
قال أليكس نوفاريس، رئيس تحرير مجلة ليجال بيزنس، إن الشرق الأوسط سوقاً متقلباً حقاً ولكن إذا تمكنت من الاستفادة منه بشكل صحيح فسوف يكون مربحاً جداً.