العجز المالى والتضخم يحاصران «مادورو» ويهددان حلم الدولة الاشتراكية فى القرن الـ21
قذف هوجو شافيز قائد الثورة البوليفارية، التى تسببت فى انهيار الآلاف من شركات القطاع الخاص، الرعب فى قلوب المستثمرين الأجانب حيث صادر المزارع والمصانع وحتى شركات البترول الضخمة مثل اكسون موبيل وكونوكو فيليبس.
ولكن منذ وفاة شافيز فى مارس الماضى، ظهرت بوادر تشير إلى تغير الرياح السياسية، حيث تراقب شركات القطاع الخاص فى فنزويلا عن كثب علامات التغيير والتسوية من قبل الحكومة الجديدة بقيادة خليفة شافيز، نيكولا مادورو.
يرى العديد من المراقبين ان مادورو فى حاجة لأن يكون أكثر مرونة من شافيز، فقد ورث اقتصادا يترنح نحو الركود، حيث يعانى من عجز مالى وتضخم وصلت نسبته إلى %42.6 خلال الاثنى عشر شهراً الماضية، مما قد يعرض موقف مادورو السياسى للخطر، حيث مازالت المعارضة رافضة الاعتراف بفوزه بفارق ضئيل جداً فى الانتخابات فى حين انه يناضل ضد الاقتتال الداخلى.
فالمستقبل الاقتصادى للدولة التى مرت بتجربة اشتراكية فريدة من نوعها على حافة الهاوية، تلك الدولة التى بالرغم من انها استنزفت من سوء الإدارة فقد كانت تدعمها اكبر احتياطيات للبترول فى العالم وتقوم بتمويل الثورة فى جميع انحاء المنطقة.
سوف يضمن نجاح مادورو فى وضع فنزويلا على مسار ثابت مكاناً لرؤية شافيز فى التاريخ بينما سوف يحطم فشله حلم قائد الثورة البوليفارية فى ترسيخ ما يسمى باشتراكية القرن الواحد والعشرين فى دولة الاوبك.
قال لويس فيسينتى ليون، خبير استطلاعات الرأي، ادركت الحكومة الآن مشاكلها الاقتصادية مما يعد خطوة هامة جدا مقارنة بحكومة شافيز التى لجأت إلى الحلول الاشتراكية، ويرى ليون ان مادورو اختار مزيجاً من السياسات المتشددة جنبا إلى جنب مع سياسة اقتصادية اكثر اعتدالاً.
وأضاف ليون ان ادراك المشاكل شيئا والعمل على حلها شيئا آخر، فهناك حاجة إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة.
قال جورج رويج، رئيس الغرفة التجارية، هناك بالطبع بريق من الأمل بين كبار رجال الأعمال، ولكن هناك أيضاً أسباب قوية للشك حيال ما إذا كان مادورو بإمكانه القيام بتغيرات جذرية أم لا.
أضاف رويج أن المحادثات مع القطاع الخاص ليست سوى دعم فاتر كما انها تعقد سراً، فهى حتى الآن مجرد كلام دون اى نتائج واضحة.
العقبة الرئيسية أمام الاصلاحات الاساسية هى قبضة مادورو المتراخية للفصائل المعارضة داخل الحكومة التى اتبعت شافيز، حيث تصاعدت المخاوف بين المؤيدين المتشددين لفكرة الاشتراكية فى الحزب الاشتراكى الموحد من أن مادورو قد يعرض اهداف الثورة الاشتراكية للخطر وأصابت صنع القرار بالشلل.
بالإضافة إلى ذلك فان طبيعة الأعمال التجارية فى فنزويلا تتسم بالارتباك، فرغم التشابه الكبير بين روسيا وفنزويلا فهناك حدود لأوجه الشبه، حيث تعد روسيا دولة بترولية أيضاً إلا أن فنزويلا لديها صناعات اقل بكثير تجعل من الصعب ان يكون لديها اقطاب أعمال فالبترول هو الصناعة الوحيدة المنتجة فى البلاد فضلا عن انها فى ايدى الدولة لذلك قد لا يكون أمام مادورو سوى اختيار نظام اقتصادى مختلط فى النهاية.
وبحسب صحيفة الفاينانشيال تايمز فإن أى طريق سيختاره مادورو لاحياء النشاط الاقتصادى فى فنزويلا سيكون مليئا بالعقبات.
لقد وقع على اعناق مادورو اصلاح اخفاقات شافيز، واذا لم يتبع نهجا اكثر واقعية فإن طموحات سلفه معرضة للانهيار.






