احتشد أمام مشرحة زينهم، اليوم الإثنين، أهالى ضحايا أحداث الاشتباكات التي دارت في ذكرى نصر أكتوبر، الذين لقوا مصرعهم فى منطقتي الدقى ورمسيس والبالغ عددهم حوالى 38 قتيلًا، معظمهم بطلق نارى أدى إلى مصرعهم فى الحال، انتظارًا لخروج جثامين ذويهم من المشرحة.
قام الأهالى بترديد الهتافات المناهضة للجيش والشرطة، ورفعوا لافتات مدونًا عليها “يسقط يسقط حكم العسكر”، “يا شهيد نام وارتاح واحنا نكمل الكفاح”، “لا إله إلا الله الشهيد حبيب الله”،”حسبى الله ونعم الوكيل”.
واتهم الأهالى قوات الأمن بأنهم أطلقوا النيران على ذويهم، وأن القوات هى التى اعترضتهم أثناء سيرهم فى المسيرات السلمية، وأضافوا أن المسيرات لم يكن بها أي أسلحة، وأن قوات الشرطة هى التى اعتلت أسطح المنازل وقامت بإطلاق النيران عليهم.
ونشبت بعض المشادات الكلامية بين أهالى الضحايا والعاملين بالمشرحة، لتزايد أعداد أهالى الضحايا أمام المشرحة بسبب تأخر تقارير الطب الشرعى، واتهم الأهالي الطب الشرعى بأنه يريد تغيير سبب الوفاة الحقيقى وكتابة تقارير تفيد بأن الضحايا لقوا مصرعهم نتيجة الانتحار، بالإضافة إلى اتهام العاملين بالتأخير فى إجراءات الغسل والتصاريح وخروج الجثامين من المشرحة، إلا أن بعض العاملين قاموا باحتواء الموقف.
وقال حمدى (موظف) ووالد (محمد حمدى-31 سنة) الذى لقى مصرعه بطلق نارى فى الصدر فى منطقة الدقى، إنه أعطى النصيحة لنجله أكثر من مرة بعدم المشاركة فى فعاليات أكتوبر، لمنع تعرضه لأى خطر، وحرصا على سلامته لأن محمد لديه طفلين رضيعين.
وأضاف حمدي بأنه قال لنجله “عشان خاطر أولادك وأنا محتاجك تكون جانبى بلاش تشارك في المظاهرات”، وأضاف أنه لم يستجب لكلامه وتوجه إلى المظاهرات، وقال إن نجله قام بالاتصال به أثناء سيره فى المسيرة وأخبره بأن المسيرة تضم أعدادًا ضخمة، فقام بنصحه مرة أخرى بترك المسيرة والرجوع إلى المنزل خشية تعرضه لأى شيء، إلا أن محمد لم يستجب وبعدها بقليل علم بأن محمد لقى مصرعه.
وقال أحمد صديق “أحمد أمين” (مهندس – 37 سنة) الذى لقى مصرعه فى شارع رمسيس، وأصيب بطلق نارى فى الرقبة، إن أحمد كان دائم المشاركة فى المظاهرات، وإنه كان ضد “الانقلاب العسكرى” الذى حدث فى يوليو الماضى، بحد وصفه، وضد حكم العسكر، وكان يريد عودة الشرعية، وكان هدفه أن يعيش حياة كريمة.
وقال محمود أحد أقارب (محمد حمدى عدنان)، إن محمد أصيب بطلق نارى فى الرأس تسبب فى وفاته فى الحال، وجاءت إصابته أثناء مشاركته فى المسيرة التى كانت بمنطقة الدقى، فى طريقها إلى ميدان التحرير، وأضاف أن قوات الأمن اعترضت المسيرة فى شارع التحرير بالدقى، وقاموا بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع، وأطلقوا عليهم طلقات نارية حية من أعلى كوبرى الدقى، ومن أعلى أسطح المنازل فأصيب محمد بإحدى الطلقات.
وأكد الأهالي أنهم لديهم ثأر مع قوات الشرطة والجيش، وأنهم مستمرون حتى يأخذوا بثأر أولادهم، وأنهم ضد حكم العسكر، وأنهم سيشاركون فى أى فعاليات قادمة من أجل أن يأخذوا للشهداء حقهم، بحد قولهم.
بوابة الاهرام








