اعترف صندوق كلايف كابيتال، واحد من أكبر صناديق التحوط فى العالم، بهزيمته حيث انزلق إلى العام الثالث على التوالى من الخسائر وتم إغلاقه الشهر الماضي.
يشير هذا الغلق على الاتجاه الأوسع نطاقاً بين صناديق التحوط حيث كانت تعتمد على التقلبات العنيفة لأسعار البترول الا أن تقلبات الأسعار الآن قد تراجعت إلى أدنى مستوى تاريخى لها، إذ أجبرت حركة تباطؤ الأسعار المتداولين على اختبار طرق جديدة لتحقيق أرباح.
لا تكترث العديد من صناديق التحوط بمدى ارتفاع الأسعار بل تريد فقط ان تتحرك أسعار البترول، تقوم صناديق التحوط بشراء التقلبات من خلال استخدام عمليات خيارات (اوبشنز) معقدة مثل “المضاربات”، التى تجنى الارباح عند ارتفاع او انخفاض الأسواق، تتضمن عملية المضاربة شراء الخيارات عندما تبدأ فى الصعود وبيعها عندما تبدأ منحنى الانخفاض إلى نفس سعر المضاربة.
تأسف صندوق كلايف فى خطاب له للمستثمرين على الفرص المحدودة لاستخدامه نهج التقلبات الطويلة لتوليد عائدات الماضى القوية.
ارتفعت أسعار خام البرنت بأقل من %1 فى الاثنى عشر شهراً الماضية، وقد هدأت التقلبات بمجرد أن تراجع البرنت إلى اقل من %20 لأول مرة منذ منتصف تسعينيات القرن الماضى مما أشار إلى التوقعات بأن تبلغ تحركات السعر اليومية حوالى %1.
قال فرانسيسكو بلانش، رئيس قسم أبحاث السلع فى بنك اوف امريكا ميرل لينش، لقد بلغ متوسط تحركات السعر اليومية قبل الأزمة المالية عام 2008 نحو %2.
ذكر المحللون عددا من الاسباب وراء ركود التقلبات، مثل إبقاء الاحتياطى الفيدرالى الامريكى على أسعار الفائدة المنخفضة مما هدأ من مخاوف حدوث أزمة مالية أخرى من شأنها أن تضر مرة أخرى بالطلب على البترول.
كما زادت الدول المنتجة للبترول من إنتاجها مما تصدى لمخاوف نقص الامدادات، حيث ضخت السعودية معدلا قياسيا من براميل البترول بلغت 10.19 مليون برميل يوميا فى اغسطس الماضى فى حين رفع الحفر الصخرى إنتاج الولايات المتحدة إلى أعلى مستوياته فى 22 عاما ليبلغ 7.5 مليون برميل يوميا.
ونتيجة ذلك كان لتوقف الامدادات من بعض البلدان مثل ليبيا تأثير اقل وطأة على الاسعار، قالت سوزهانا تشوي، رئيس قسم أبحاث الطاقة فى دويتشه بنك، رغم موجة توقف الامدادات فلم نر ارتفاعا كبيرا فى التقلبات.
أصبحت البنوك التى تعد المتعاملين الرئيسيين للعمليات المعقدة لمتداولى البترول، أكثر حذرا وسط ضغوط الميزانية العمومية والقيود التنظيمية.
قد تراجع مؤشر السلع ذات القيمة المعرضة للمخاطر، وهو مقياس كمية النقود التى من المتوقع خسارتها فى اليوم الواحد، بنسبة %28 فى الفترة بين 2008 و2012 فى أكبر ستة بنوك.
قال بلانش إن البنوك لا تتعرض لمخاطر عالية وصناديق التحوط لا تتحمل مخاطر عالية مما أدى إلى تراجع التقلبات بشكل كبير.
قال جابريال جارسين، مدير محفظة مالية فى صندوق التحوط إيه ار أيه ايه إم، نحن متعطشون للتقلب كما اننا فى حاجة للعثور على الاموال لتحقيق عائدات ضخمة وتبرير الرسوم لدينا، لذلك نحن نميل إلى المتداولين الذين يتمتعون بدراية أعمق للسوق، ومن احد البدائل القيام ببيع الخيارات (الاوبشنز) إلى اشخاص يراهنون على تقلبات أعلى لأسعار البترول.








