فى السنوات الأخيرة ومع ظهور اكتشافات الغاز الطبيعى الضخمة فى شرقى البحر المتوسط خاصة فى المنطقة بين إسرائيل وقبرص وقيام تل ابيب بالاستثمار فى تطوير حقول الغاز، ارتفعت منصة الغاز الطبيعى فى المياه العميقة بحقل تامار 290 متراً عن سواحل مدينة اسدود التى تقع جنوب إسرائيل ليفصل بينه وبين سطح البحر 50 متراً فقط.
وصفت شركتا ديليك للطاقة الإسرائيلية ونوبل الامريكية، اللتان تستثمران فى هذا المشروع، بأنه أكبر مشروع للبنية التحتية فى تاريخ إسرائيل الذى يبلغ 65 عاما.
وتبلغ تكلفة المشروع المشترك بين الشركتين الإسرائيلية والأمريكية 3.5 مليار دولار.
سوف يساهم الغاز الطبيعى المستخرج من حقل تامار بنسبة %1 من الناتج المحلى الاجمالى للبلاد هذا العام.
أوضحت صحيفة «الفاينانشيال تايمز» أن إسرائيل على مشارف أن تصبح مصدراً رئيسياً للطاقة فى الشرق الاوسط، مما سيؤدى لتغيير قواعد اللعبة حيال العلاقات الاقتصادية والجيوسياسية فى تلك المنطقة المضطربة،وذلك بعد قرار المحكمة بعدم إغلاق الطريق أمام التصدير.
صرح الرئيس التنفيذى لكل من شركة ديليك ونوبل للصحيفة البريطانية إنهم فى سباق مع الريح للوصول إلى نطاق أكبر من خيارات التصدير للغاز الموجود فى حقل ليفياثان الذى يبعد حوالى 30 كيلومتراً عن حقل تامار ويحمل نحو 19 تريليون قدم مكعب من الغاز.
تمضى الشركتان قدما فى مسألة تصدير الغاز بعد قرار من المحكمة العليا بإسرائيل برفض الالتماسات التى تقدمت بها جماعات المجتمع المدنى والساسة المعارضين الذين شككوا فى حق حكومة بنيامين نتنياهو بتخصيص %40 من الغاز الإسرائيلى للتصدير دون استشارة الكنيست، السلطة التشريعية فى إسرائيل.
عندما وضعت حكومة نتنياهو سياسة التصدير فى يونيو الماضي، بات من المتوقع أن تدر مبيعات الغاز خارج إسرائيل على الاقتصاد عائدات تقدر بـ 60 مليار دولار خلال 20 عاما.
تبحث شركتا ديليك ونوبل مجموعة من خيارات التصدير، حيث يمكن أن تشهد الشركات وشركاؤها اجمالى استثمارات تتراوح بين 5 و15 مليار دولار اذا تم تطوير حقل ليفياثان وخطوط الأنابيب ومنشآت الغاز الطبيعى المسال اللازمين لتصدير انتاجها.
تقول شركتا ديليك ونوبل إن خيارات التصدير التى يدرسونها تتضمن ضخ الغاز إلى تركيا واليونان والأردن والسلطة الفلسطينية وحتى إلى مصر التى تعانى من نقص فى الغاز عقب الاضطرابات السياسية التى شهدتها البلاد خلال العامين الماضيين، كما تبحث الشركتان أيضا استثمارات الغاز الطبيعى المسال التى قد تفتح أمامهما المجال لتصديره إلى أسواق بعيدة مثل آسيا.
قال يوسى ابدو، المدير التنفيذى لشركة ديليك، إن العديد من البلدان فى المنطقة قد تتمكن من خفض التعريفة الكهربائية بنسبة تتراوح بين 40 و%50 من خلال استخدام غاز ليفياثان، وهو ما يعد وضعا مربحا لكل من إسرائيل والبلدان المجاورة.
ويعد من أكثر مشاريع التصدير الواعدة مشروع مد خط انابيب من حقل ليفياثان إلى تركيا المتعطشة للطاقة الذى قد ينطوى على استثمارات تتراوح بين 2 و3 مليار دولار، وقال، تانر يلديز، وزير الطاقة التركى فى مؤتمر له باسطنبول مؤخرا، إن تركيا مهتمة بالغاز الإسرائيلي.
بحسب صحيفة الفاينانشيال تايمز فإن شركتى ديليك ونوبل تدرسان العديد من الخيارات من أجل نقل الغاز الإسرائيلى إلى مصر بما فى ذلك عكس اتجاه تدفق خط أنابيب الغاز المصرى الذى كان ينقله إلى إسرائيل أو عن طريق خط أنابيب جديد.
تدعم حكومة إسرائيل فكرة التصدير ليس فقط بسبب العائدات التى ستجنيها جراء تلك الصناعة ولكن أيضا بسبب الآثار الإيجابية التى يمكن أن تعود على العلاقات المتوترة بطبيعتها مع جيرانها.
لكن شركتى ديليك ونوبل متحفظتان بشأن نتائج المفاوضات جراء الحساسية السياسية فى بلدان الشرق الأوسط بشأن شراء أى شيء من إسرائيل.