عندما قررت شركة «راكوتن» اليابانية للتجارة الالكترونية،التوسع فى الأسواق الخارجية، نظرت أولاً إلى تايوان التى جعلتها علاقاتها الوثيقة مع طوكيو ملاذاً جذاباً للشركات اليابانية المتعطشة للهروب من النمو البطيء فى الموطن.
قال إيجيرى يوشى، المدير التنفيذى لعمليات «راكوتن» فى تايوان، إن الكل يعلم مدى سوء الاقتصاد فى اليابان وإنه لم يتحسن سوى قليل مؤخراً، بعد معاناة طويلة لإعادة إشعال التضخم المتسبب فى نمو هزيل وثبات فى الأجور خاصة فى قطاع الخدمات.
وساعدت تجربة تايوان موقع «راكوتن» للتسوق فى وضعه على مسار الانتشار العالمي، ومنذ إطلاقه فى تايوان فى عام 2008 أصبح أحد أكبر المجموعات العالمية وتمتد مواقعه من فرنسا إلى ماليزيا، كما يمتلك حصة فى موقع التواصل الاجتماعى «بينتريست».
وتختار المزيد والمزيد من الشركات اليابانية مسلك «راكوتن» وتنظر إلى الجزيرة المجاورة البالغ عدد سكانها 23 مليون نسمة كمهرب سهل الدخول من اليابان بالإضافة إنها جسر محتمل إلى الصين.
وأظهرت الإحصاءات الحكومية التايوانية – حسبما ورد فى تقرير لجريدة الفاينانشيال تايمز – إن أكثر من 600 شركة يابانية استثمرت فى تايوان فى 2012، بزيادة %40 من العام الذى يسبقه.
وفى التسعة أشهر الأولى من هذا العام والمنتهية فى سبتمبر، استثمرت حوالى 500 شركة يابانية فى تايوان وكثير منها كانت شركات خدمات صغيرة مثل المطاعم.
وتتمتع تايوان بعدة عوامل جذب بالنسبة لهذه الشركات ليست موجودة فى مكان آخر، فعلى عكس الصين وكوريا الجنوبية اللتين تحملان ذكريات أليمة من الهجمات اليابانية فى القرن الماضي، كانت تايوان المستعمرة المفضلة لطوكيو على مدار 50 عاماً قبل انتهاء الحرب العالمية الثانية.
وعلاوة على ذلك، تعززت علاقات اليابان وتايوان التجارية نتيجة تطورهما لاحقاً فى مجال إنتاج الإلكترونيات.
وتعتبر الشركات اليابانية تايوان جسراً إلى الصين بسبب علاقات الجزيرة الطيبة مع بكين خاصة فى ظل انتشار المشاعر السلبية فى الصين تجاه اليابان، وتحولها إلى اعمال عنف على الشركات اليابانية بسبب النزاع على الجزر فى بحر الصين الشرقي.
وقال ميكيو هيجاشياما، رئيس غرفة التجارة اليابانية فى تايوان، إن التوترات الحالية مع الصين جعلت الشركات اليابانية خائفة من دخول السوق الصيني، مضيفاً ان الشركات اليابانية الصغيرة والمتوسطة لا تستطيع العمل بحرية بسبب الكثير من القيود ولأن الأمور فى الصين قد تصبح معقدة للغاية.
ومع ذلك، فإن تايوان ليست ترياق لجميع مشكلات الشركات اليابانية حيث إن نموها ليس أسرع من اليابان بكثير بل إنه سجل نسبة نمو أقل من المتوقع الربع الماضى عند %1.58.
كما أن السوق فى المدن الكبيرة مثل العاصمة تايبيه شديد التنافسية، ووجد العديد من رواد الأعمال الصغار أن العمل فيها لن يحقق نجاحاً كبيراً، ومع ذلك يعتبرونها أفضل من اليابان.