قال نصف المشاركين تقريبا في مسح رويترز الشهري لمديري صناديق الاستثمار في الشرق الأوسط إنهم يتوقعون تعزيز مخصصات الاستثمار في الأسهم المصرية في الأشهر الثلاثة المقبلة.
ولا يتوقع أي من المشاركين خفض مخصصاته. وتظهر نتائج المسح الذي أجرته رويترز على مدى الأيام العشر الماضية تزايد التفاؤل بتعافي الاقتصاد المصري بالرغم من عدم اليقين السياسي.
وقال 47 بالمئة من إجمالي 15 مديرا إنهم ينوون استثمار مزيد من الأموال في الأسهم المصرية على الأرجح ارتفاعا من 33 بالمئة في مسح نوفمبر تشرين الثاني. ويتوقع بقية المديرين إبقاء مخصصاتهم المصرية دون تغيير. وللمرة الأولى منذ بدء إجراء المسح في سبتمبر أيلول لم يقل أي من المشاركين إنه ينوي الحد من تعرضه لمصر.
وأظهرت النتائج أن مصر تحظى بأكبر قدر من تفاؤل المديرين مقارنة بأسواق الأسهم الخمسة الأخرى التي يغطيها المسح.
وقد أظهر القرار الذي اتخذته الحكومة المصرية الأسبوع الماضي بتصنيف الإخوان المسلمين جماعة إرهابية أن البلاد لا تزال تمر بمرحلة صعبة للعودة إلى الحكم المدني.
لكن أغلب مديري الصناديق يفترضون أن البلاد لن تشهد تدهورا أمنيا شديدا ويركزون بدلا من ذلك على مؤشرات انتعاش الاقتصاد المصري بفضل مساعدات دول خليجية بمليارات الدولارات سمحت للحكومة بترتيب حزم ضخمة لتحفيز الاقتصاد.
وارتفع المؤشر الرئيسي للبورصة المصرية 24 بالمئة في 2013 وعاد لمستويات يناير كانون الثاني 2011 أي قبل سقوط الرئيس حسني مبارك وما أعقبه من اضطرابات سياسية واقتصادية على مدى أكثر من عامين.
وأجري المسح بواسطة منتدى “تريدنج ميدل إيست” الذي تخصصه رويترز للمحترفين في الأسواق المالية.
عام 2014
قال مديرو الصناديق إنهم متفائلون بأسهم المنطقة بوجه عام في مستهل 2014. وبالرغم من خفض البنك المركزي الأمريكي للتحفيز النقدي بدءا من هذا الشهر لم يقل أي من المشاركين في المسح إنه ينوي خفض إجمالي مخصصات الأسهم في الشرق الأوسط في الأشهر الثلاثة المقبلة.
وقال 20 بالمئة فقط إنهم يتوقعون خفض إجمالي مخصصات السندات في المنطقة وهو ما يوحي بأن أغلب المديرين وضعوا في حساباتهم بالفعل ارتفاع أسعار الفائدة العالمية ويرون أن خفض التحفيز الأمريكي سيكون تدريجيا أو طفيفا.
وقال جون سفاكياناكيس كبير الخبراء الاستراتيجيين لدى ماسك السعودية للاستثمار “توقعات الأشهر الثلاثة المقبلة في الشرق الأوسط إيجابية.”
وتابع “لا توجد دوافع للهبوط في وقت قريب .. لا في المنطقة ولا في الخارج مع ارتفاع الأسهم العالمية.”
وقال محمد علي ياسين العضو المنتدب لشركة أبوظبي الوطني للأوراق المالية “2014 عام واعد للإمارات والسعودية ومصر على وجه الخصوص في أسواق الأسهم لاسيما في الربع الأول إذ ان التوزيعات النقدية لكثير من الأسهم تفوق عائد الودائع.”
وستنفذ شركة مسيعيد للبتروكيماويات القابضة وهي وحدة لشركة قطر للبترول المملوكة للدولة طرحا عاما أوليا لأسهمها بقيمة 3.2 مليار ريال (880 مليون دولار) الشهر المقبل وهو أول طرح أولي في قطر منذ عام 2010. وقال ياسين إن مثل هذه العمليات ستعزز أسواق الأسهم الخليجية من خلال إثارة اهتمام المستثمرين.
لكن بعض مديري الصناديق ظلوا حذرين بشأن الإمارات العربية المتحدة حيث ارتفع سوق دبي 105 بالمئة هذا العام مع تعافي الاقتصاد والسوق العقارية.
وبالرغم من أن 40 بالمئة من المديرين ينوون تعزيز مخصصات الأسهم للإمارات فإن 27 بالمئة منهم يتوقعون خفضها لأنهم يعتقدون أن أسهم دبي بلغت قيمتها الكاملة.
وقال بعض المديرين إنهم ينوون تحويل الأموال بين القطاعات المختلفة في أسواق الأسهم الخليجية لاعتبارات تتعلق بالأسعار.
وقال بدر غانم الغانم رئيس قسم إدارة الأصول لمنطقة مجلس التعاون الخليجي لدى بيت الاستثمار العالمي (جلوبل) إنه ينوي الحد من تعرضه لقطاعات التجزئة والاستهلاك بعد صعود أسهمها هذا العام. وينوي الغانم تعزيز مخصصات الاستثمار في أسهم الشركات المالية وشركات البتروكيماويات التي تباع الآن بأسعار أفضل.
ويواصل كثير من المديرين الابتعاد عن السوق التركية عقب فضيحة فساد عالية المستوى هذا الشهر أدت إلى تزايد الضبابية حول الاستقرار السياسي في البلاد وقدرتها على دعم عملتها.
ولا ينوي أي من المشاركين في المسح تعزيز مخصصات الأسهم التركية بينما ينوي 13 بالمئة خفضها. وينوي الآخرون إبقاء المخصصات دون تغيير بعد أن خفضوها في الأشهر الأخيرة.