لم تنتظر الكهرباء قدوم الصيف حتى تنقطع، فقد انقطعت فى ديسمبر أكثر شهور السنة برودة وهو ما يشير إلى حجم التحديات التى تواجة أحمد إمام وزير الكهرباء، الذى ورث تركة ضعف الاستثمار فى قطاع الكهرباء خلال العقد الماضى.
وزير الكهرباء أحمد مصطفى إمام شعبان الذى ولد فى سنة 1944 حصل على بكالوريوس هندسة ميكانيكة قوى عام 1966 وكان يشغل نائب وزير الكهرباء ورئيس مجلس ادارة شركة القاهرة لانتاج الكهرباء ورئيس قطاع الانتاج فى شركة غرب الدلتا، ثم عين فى 5 يناير عام 2013 فى حكومة هشام قنديل وزيراً للكهرباء وحتى الآن.
ومنذ أن عُين فى الحكومة أكد إمام أن فى مقدمة أولوياته دخول القطاع الخاص بمجالات انتاج الكهرباء وأنه سيتم التركيز على إعداد الكوادر الجديدة لتولى الوظائف فى شركات الكهرباء وتنفيذ برنامج قومى شامل لترشيد استخدام الكهرباء على مستوى الجمهورية بالتعاون مع جميع المحافظات.
كما وعد بالاسراع فى تنفيذ برنامج صيانة محطات الكهرباء لمواجهة احتياجات الصيف القادم وهى الحلول التى لم يستطع تنفيذها خلال حكم الإخوان رغم أن أقاويل انتشرت حول انتمائه لجماعة الإخوان المسلمين، ففى الوقت الذى أعلنت فيه الجمعية الوطنية لمحاربة فساد الكهرباء إن الوزير ينتمى إلى حزب الحرية والعدالة نفى إمام ما تردد جملة وتفصيلاً.
وكان قطاع الكهرباء والطاقة قد شهد خلال عام 2013 العديد من التغيرات الإيجابية وكذلك كثير من السلبيات التى أثرت بشكل مباشر على المواطن البسيط كغيرها مثل معظم قطاعات الدولة.
وكان عهد إمام فى وزارة الكهرباء قد شهد أسوء فترة عاشتها مصر خلال العقود الأخيرة من انقطاع للتيار الكهربائى الذى كان من ضمن أسباب خروج المواطنين فى 30 يونيو وإقالة نظام كاملا ومع ذلك وحتى فى شهور الشتاء ما زالت الأزمة تسيطر على أنحاء الجمهورية مع استمرار الوزير الذى اشتعلت الأزمة فى عهده.
ومن ضمن الإيجابيات التى تذكر للوزير الحالى إدخال 4 محطات إضافية للخدمة للمساهمة فى زيادة أحمال الشبكة القومية للكهرباء عى “العين السخنة، بنها، شمال الجيزة، أبوقير” بقدرات توليدية تصل إلى 2800 ميجاوات رغم أنه كان من المقرر دخولها فى صيف 2012.
وكانت بعض الأعطال وكثرة الاحتجاجات من أهالى المناطق المحيطة بالمحطات للمطالبة بالتعيين قد أدت إلى تأخر دخولها للخدمة فى موعدها المحدد إلا أنها تحسب لعام 2013 وتستعد الكهرباء لاستئناف ملف طالت فترات تأجيله وهو ملف توليد الكهرباء من المحطات النواوية بأرض الضبعة بعد اتفاق القوات المسلحة مع الأهالى على تسليم الأرض وذلك بعد توقفه لاكثر من 4 عقود إضافة إلى إنارة مبنى الوزارة بالطاقة الشمسية توفيراً للطاقة الإحفورية « الغاز والسولار « ودراسة تعميم التجربة على جميع المنشأت الحكومية والخاصة بالدولة لتنتقل بعدها إلى مرحلة إنارة المنازل.
خطة الوزارة خلال الفترة المقبلة تحدث عنها إمام قائلا إنه من المقرر البدء فى إجراءات تشغيل مشروعات كهربائية فى مجال الطاقات المتجددة من طاقتى الشمس والرياح بقدرة 1170 ميجاوات خلال العام الجديد.
وأضاف أنه من المنتظر أن يشهد يناير 2014 فتح مظاريف العروض المقدمة من القائمة المختصرة والمكونة من 7 تحالفات لتنفيذ مشروع محطة رياح قدرة 250 ميجاوات بنظام B.O.O بمنطقة خليج السويس.
كما يشهد نفس الشهر إعلان القائمة المختصرة للشركات المؤهلة لمشروع إنشاء 10 محطات من الخلايا الفوتوفلطية قدرة الواحدة 20 ميجاوات بنظام B.O.O بمنطقة كوم أمبو بقدرة إجمالية 200 ميجاوات حيث سبق وأن تقدم 35 شركة متخصصة فى هذا المجال.
وأوضح الوزير أنه سيتم الإعلان عن الشركات الفائزة للبدء فى تنفيذ 6 مزارع رياح قدرة الواحدة 100 ميجاوات بنظام حق الانتفاع IPP، وبإجمالى قدرات تبلغ 600 ميجاوات على الأراضى التى خصصتها هيئة الطاقة الجديدة والمتجددة لإقامة مثل هذه المشروعات عليها طبقاً لاتفاقية حق استخدام الأرض مقابل نسبة من الطاقة المنتجة سنوياً.
وأشار الوزير إلى أن 2014 سيشهد بدء الإنشاءات الخاصة بمشروع مزرعة رياح قدرة 120 ميجاوات من خلال إحدى شركات القطاع الخاص الإيطالية لتغذية مصانعها والتى تم توقيع عقدى استخدام والارتباط بالشبكة الكهربائية القومية لها وذلك بعد أن تم توقيع عقد استغلال الأرض اللازمة للمشروع وكذلك الاتفاق مع الشركة على الالتزام بكود الرياح المُقر من قبل الشركة المصرية لنقل الكهرباء.
محمد صلاح السبكى مدير مركز بحوث الطاقة قال إن قطاع الكهرباء شهد طفرة كبيرة خلال تولى الوزير الحالى لمنصبه.
ولكن السبكى عدد أكثر من سبب للمعوقات التى تواجه القطاع نتيجة عدم استجابة المواطنين لسياسة الترشيد ونقص الوقود وعدم كفاءة محطات توليد الكهرباء ودرجات الحرارة المرتفعة فى أشهر الصيف مضيفاً أنه بدأ فى التوسع فى مشروعات الطاقة الجديدة والمتجددة والبحث عن بدائل لتوليد الطاقة.
وعلى الصعيد الشعبى اشتكى عدد من المواطنين مؤخراً من سوء الأوضاع داخل وزارة الكهرباء بسبب الانقطاعات المستمرة موجهين التهنئة إلى الوزير قائلين «كل سنة واحنا مضلمين».