أعلنت سامسونج عن نيتها إجراء استعراض عام لهاتف جالاكسي “أس 5” في المؤتمر العالمي للهواتف النقالة، والذي سينعقد في برشلونة في الـ24 من شهر فبراير. وقد أرسلت الشركة بطاقات الدعوة إلى المؤسسات الصحافية على نحو مميز، إذ كانت مزخرفة برسم كبير للرقم 5 لإثارة الانتباه إلى منتجها الجديد. لكن هل ستؤدي مثل هذه التجربة إلى نتائج عكسية؟
لقد ترددت أصداء هذا الإعلان في أرجاء العالم أجمع، فالإصدار التالي يعد حدثا عظيما، لكن هناك تلميحات تشير حاليا إلى أن سامسونج مستميتة هذه المرة لإطلاق جهاز جديد، وذلك من أجل استغلال الدعاية في زيادة المبيعات داخل سوق ضيقة النطاق للغاية.
وفي منتصف العام الماضي، بعيد إطلاق هاتف أس 4، أشير إلى أنها قد بلغت الذروة في بيع الهواتف الذكية، وكانت الدلائل منذ ذلك الحين تؤكد على صحة هذا القول. لكن مبيعات سامسونج تجمدت بصورة أكبر من مبيعات أبل؛ ففي شهر يونيو من عام 2013، أصدرت الشركة بيانا يوضح تحقيقها لأرباح قياسية، غير أن مؤسسة (بلومبرج- Bloomberg) ذكرت أن الشركة شهدت انخفاضا في الربع الـ4 من السنة نفسها، وهو أول انخفاض لها في الأرباح منذ 9 أرباع سنوية.
من الواضح أن الآلية الفعالة التي اتبعتها سامسونغ سابقا في تسعير منتجاتها بطريقة تجذب المستهلكين، لم تعد مجدية الآن. فقبل سنوات قليلة، كانت تلك الآلية في أوج نجاحها فيما يتعلق بقطاع الأجهزة الإلكترونية، لا سيما أجهزة التلفاز. وكانت تتمثل في طرح المنتج بسعر وهامش ربح مرتفع لنشره بين الزبائن الأوائل، ثم عرض الخصومات للاستحواذ على حصة في السوق، ثم التوجه نحو طرح منتج جديد حين يبطل مفعول الآلية السابقة. لكن بعد إطلاق أس 4 بفترة وجيزة، تجاوز التباين في الأسعار حاجز 300 دولار في مناطق مختلفة من العالم، وذلك لأن الشركة طبقت هذه الآلية في أسواق مختلفة.
كما أن سامسونغ بحاجة للمبيعات الآن، على الأقل لدعم قدراتها التصنيعية الواسعة. إذ وفقا لمؤسسة (دايو للأوراق المالية- Daewoo Securities)، فقد “انخفضت مبيعات سامسونغ من هاتف أس 4 في الربع الـ4 إلى 13 مليون دولار ، مقارنة بـ17 مليون دولار في الأشهر الـ3 السابقة”. ونظرا لنمط التسعير التي تتبعه سامسونغ، فهي تخشى من أن تحصل أبل في المقابل على مبيعات ذات هامش ربح أعلى عموما.
ربما سيتمتع هاتف أس5 بميزة مبتكرة من أجل استعادة هوامش الربح العالية مجددا. إذ تفيد التسريبات بأن سامسونغ ستضيف إلى الهاتف واجهة استخدام جديدة، بدعم من تطبيق (غوغل الآن- Google NOW) على الأرجح. فالشركتان تتعاونان بشكل وثيق منذ فترة، ولا غرابة في أن تتم عمليات دمج أخرى بين المنتجات. كما خصصت سامسونغ جزءا كبيرا من جهودها لصقل علامتها التجارية، بالرغم من فضيحة تلاعبها بالآراء المطروحة عن منافسيها في مواقع التواصل الاجتماعي







