استهلاك الطاقة الحفرية يؤدى لتآكل المبانى وانخفاض جودة المنتجات الزراعية
«ميادة مجدى»: «الجايكا» اليابانية تدرس توليد 12 ألف ميجاوات على 8 آلاف كيلو متر غرب النيل
الحاضرون يطالبون الحكومة باستئناف خطط تأسيس صندوق دعم الطاقة المتجددة
«صلاح ابراهيم»: مصر نجحت فى تصنيع %40 من مكونات توربينات الرياح
«ماجد كرم الدين»: أسعار الطاقة فى مصر تقل %84 عن مختلف الدول العربية والصناعة تحاسب بـ%75 من أسعار دول الجوار
تناولت الجلسة الثالثة فى اليوم الثانى للمؤتمر مشروعات طاقة الرياح وأهمية التوجه اليها لتلبية عجز الطاقة المتنامي، وأدارها د. محمد الخياط مدير عام هيئة الطاقة الجديدة والمتجددة، واستعرضت الجلسة وضع مصر فى الاعتماد على طاقة الرياح مقارنة بالدول المجاورة، وكذلك أسعار الطاقة بالبلاد مقارنة بأسعارها فى الدول المحيطة، والذى أظهر تدنيها فى مصر بسبب الدعم الكبير الذى يحصل عليه المستهلكون فى مصر، سواء القطاع المنزلى وحتى فى الصناعة، مما يؤدى لتفاقم عجز الموازنة عاما بعد آخر.
المتحدث الأول كان الدكتور ماجد كرم الدين، ممثل المركز الاقليمى للطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة، الذى أكد أن مصر تعد الاولى دوليا فى امكانيات توليد الطاقة من الرياح، ودعا الدولة للتحول إلى هذه الطاقة التى يؤدى استخدامها لخفض الأمراض وتقليل معدلات التلوث والانبعاثات، وضرورة التوقف عن الاعتماد على الطاقات التقليدية.
وبحسب كرم الدين، فإن مؤشر التكاليف الخارجية لمعدلات استهلاك الطاقة الحفرية يعمل على تآكل المبانى وزيادة الأمراض وانخفاض جودة المنتجات الزراعية وتراجع قيمة الثروة السمكية وغيرها من الملوثات البيئية.
واعتبر أن الفحم الأعلى تكلفة فى توليد الكهرباء، حيث تبلغ تكلفة التوليد منه 6 سنتات لكل ميجاوات/ساعة خارج دعم قطاع الكهرباء لعلاج ملوثات البيئة.
وتنفق الدولة نحو 3.3 مليار دولار سنويا تكاليف بيئية خارجية، واستشهد بمقولة الزعيم الهندى غاندى «أن السرعة لا تهم إذا كنا نسير فى الاتجاه الخاطئ».
ولا يزيد نصيب الطاقة المتجددة فى مصر حاليا على %2 ومعظمها من طاقة الرياح، مقابل %5 بدولة المغرب من الطاقة المتجددة.
وقال كرم الدين إن سعر الطاقة فى مصر أقل بنسبة %84 مقارنة بالأسعار التى تتداول بها فى فلسطين ومختلف الدول العربية، وليس فقط على مستوى القطاع المنزلى، حيث إنه على مستوى لقطاع الصناعى يبلغ سعر الطاقة نحو %75 من أسعارها فى باقى الدول المجاورة.
ودعا ممثل المركز الاقليمى للطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة، إلى اتباع نظم الإعفاءات المتعددة التى تمنحها مختلف الدول لدعم مشروعات الطاقة المتجددة، واستئناف خطط تأسيس صندوق دعم الطاقة المتجددة الذى كانت الدولة تتجه لتأسيسه فى وقت سابق.
من جهتها، قالت ميادة مجدى ممثل الهيئة اليابانية للتعاون الدولى، إن «الجايكا «تسعى إلى تقديم الدعم لجميع دول العالم لتقليل الفقر وتقدم الخبرات الفنية والقروض والمنح للمشروعات المختلفة.
أشارت إلى مشروعين مولتهما «الجايكا اليابانية» فى مصر، الأول بالزعفرانة لتوليد الطاقة من الرياح مولته الهيئة بـ130 مليون دولار، وتم الانتهاء من تنفيذه عام 2009، وحصلت هيئة الطاقة الجديدة والمتجددة منه على عائد بلغ 5 ملايين دولار.
المشروع الثانى يجرى تنفيذه حاليا بمنطقة خليج الزيت بطاقة 220 ميجاوات، وقدمت الهيئة قرضا ميسرا بلغت قيمته 400 مليون دولار.
بحسب ميادة مجدي، تدرس هيئة «الجايكا» حاليا منطقة غرب النيل بمساحة 8 آلاف كيلو متر مربع، وقدمت الهيئة منحة لمجموعة من أجهزة قياسات سرعات الرياح لتحديد المنطقة الأنسب لانشاء توربينات الرياح، كما أتمت مجموعة من الدراسات البيئية بتلك المنطقة ايضا، ويصل ارتفاع التوربينات 150 متراً، ولا يشكل تركيبها خطرا يذكر على البيئة حيث لا تمر الطيور المهاجرة من تلك المنطقة الخاضعة للدراسة.
وقدرت ممثلة هيئة التعاون الدولى اليابانية حجم الانتاج المتوقع من تلك المنطقة بنحو 12 الف ميجاوات.
أضافت أن مصر تأتى فى المرتبة الاولى فى افريقيا فى طاقة الرياح، وتمتلك %50 من اجمالى طاقة الرياح بأفريقيا.
وأعربت ميادة مجدى عن استعداد « الجايكا» لدعم الحكومة المصرية فى مجال انتاج الطاقة عبر الرياح، ومنح القروض الميسرة لمشروعات الطاقة الجديدة والمتجددة، ولا يتوقف الامر على الدعم المالى فقط وانما هناك دعم فنى ايضا وبرامج تدريبية يمكن للجايكا ان تمنحها لجميع مؤسسات الدولة، كما تكشف الهيئة للقطاع الخاص عن الاماكن الاكثر جدوى للاستثمار فى الطاقات الجديدة والمتجددة.
من ناحيته، قال صلاح ابراهيم، ممثل المكتب العربى الاستشاري، وكيل شركة « فستايس «، إن صناعة توربينات الرياح تطورت من 5 كيلووات عام 1973 الى 8 الاف كيلو وات، وأن مصر نجحت فى تصنيع نحو %40 من مكونات تلك التوربينات.
اشار إلى أن ارتفاع التوربينة يصل 233 متراً وقطر المروحة 164 متراً وتكفى 7.5 منزل أوروبى، وتنتج نحو 6400 ميجا فى الساعة، وانتقد افتقاد مصر للبنية الأساسية اللازمة لنقل او تركيب مكونات تلك المروحة، فى حين تستحوذ الصين على أكبر قدر من عمليات تركيب توربينات الرياح.








