عرض الاتحاد الأوروبى حزمة مساعدات لأوكرانيا بأكثر مما كان متوقعا قائلا أنه يعتزم امدادها بقيمة 15 مليار دولار فى هيئة قروض ومنح على مدار السنوات القادمة للمساعدة فى بناء الاقتصاد المنهار وعودته للوقوف على قدميه من جديد .
أفاد ” خوسيه مانويل باروسو ” رئيس المفوضية الأوروبية أن المساعدة التى ناقشها زعماء الاتحاد فى قمة بروكسل تتطلب اصلاحات واسعة من الحكومة الأوكرانية الجديدة وأن التوقيع على الاتفاقية سوف يتم بين أوكرانيا وصندوق النقد الدولى .
وكان من المتوقع أن يقوم الاتحاد الأوروبى بصرف حزمة مساعدات قصيرة الأجل قيمتها حوالى مليار أو 2 مليار يورو ولكنه قدّم برنامجا أكثر شمولا والذى من المحتمل أن يصل الى قيمة المبلغ الذى عرضته روسيا على أوكرانيا قبل انهيار حكومة ” فيكتور يانكوفيتش ” .
أشار ” باروسو ” الى أن حزمة المساعدات المشتركة سوف تجلب على الأقل 11 مليار يورو فى صورة دعم شامل على مدار العامين القادمين من ميزانية الاتحاد الأوروبى والمؤسسات المالية الدولية هناك , وأضاف أن حزمته المالية مصممة لمساعدة الحكومة الأوكرانية الملتزمة والشاملة والقائمة لتحقيق اصلاحات عاجلة .
وتتضمت حزمة الانقاذ عدة عناصر منها 1.6 مليار يورو فى صورة قروض مباشرة و 1.4 مليار يورو فى هيئة منح يمكن صرفها على دفعات كل دفعة بقيمة 600 مليون يورو على مدار العامين القادمين .
اضافة الى ذلك سوف يفرج بنك الاستثمار الأوروبى عن 3 مليارات يورو ما بين 2014 و 2016 فى الوقت الذى يتطلع فيه البنك الأوروبى للتعمير والتنمية المؤسسة الأوربية الأخرى التى لها صلة بالاتحاد الى تمويلها بقيمة 5 مليار يورو .
فى نفس الوقت ، تضع الولايات المتحدة اللمسات الأخيرة على خططها لمساعدة القيادات الجديدة في أوكرانيا، والمشتملة على قروض بقيمة مليار دولار وأنها سوف ترسل أيضا خبراء فنيين لتقديم المشورة للبنك المركزي ووزارة المالية بشأن كيفية معالجة الأزمة الاقتصادية.
أشارت صحيفة التيليجراف الى أن أوكرانيا كانت على حافة الإفلاس بعد سنوات من سوء الإدارة المالية، و ارتفاع تكاليف الطاقة واضطرابات العملة . وقد تفاقم الوضع منذ الإطاحة بيانوكوفيتش والصراع مع روسيا.
وقد كثّف الغرب جهوده فى الأيام الأخيرة للضغط على موسكو لإقناعها بسحب قواتها من شبه جزيرة القرم الأوكرانية وتفادى نشوب خطر أوسع .
فضلا عن المساعدات المالية يخطط الإتحاد الأوروبى لتحقيق مصالح تجارية مع أوكرانيا حيث قد عرض عليها فى نوفمبر الماضى توقيع اتفاق شراكة يجمع بينها وبينه وتم رفضه من قبل يانكوفيتش الأمر الذى أثار الاحتجاجات التى أدت الى الإطاحة به .
أفاد الاتحاد الأوروبى أنه سوف يعمل أيضا على امداد الطاقة لأوكرانيا عبر ” تدفقات عكسية ” من الغاز من الإتحاد الأوروبى . ففى الوقت الراهن كان اعتماد أوكرانيا الكامل على واردات الغاز الروسى باستخدام التدفقات العكسية فيمكن للاتحاد أن يزود أوكرانيا بالغاز الذى تستبله من روسيا أو أى مكان اخر .