أثار إعلان مجلس الوزراء دراسة زيادة أسعار الكهرباء للمصانع، جدلاً واسعاً بين رجال الصناعة، ففى الوقت الذى اعتبره البعض كارثة على الصناعة المحلية، ويهدد بزيادة أعداد المصانع المتعثرة، رأى البعض الأخر أنه تصحيح لمنظومة الدعم وضمان لاستمرارية مد المصانع بالطاقة دون الانقطاع المتكرر الذى يؤثر على الإنتاجية.
كان مجلس الوزراء قد أعلن الأسبوع الماضى عن بدء إعداد دراسة لزيادة أسعار الكهرباء على الشرائح الأكثر استهلاكا، لتصل للشريحة التى يتراوح استهلاكها بين 650 كيلوات لـ1000 كيلوات %25 التى تقدر حاليا 39 قرشاً للكيلوات، و%30، لمن تتجاوز 1000 كيلوات، وتحسب بنحو 48 قرشاً للكيلوات.
وقال رفيق الضو، العضو المنتدب لشركة السويس للصلب، إن إقرار الزيادات بمثابة نهاية للصناعة المحلية، خاصة فى ظل فتح باب الاستيراد وإغراق المنتجات التركية السوق المصرى، الأمر الذى يبدد آمال المنتج المحلى فى ميزة المنافسة على المستويين المحلى والدولى، خاصة أن الدول الأجنبية تدعم منتجاتها بشكل كبير ولا تحمل مصانعها تلك الأعباء.
وأوضح أن مصانع الصلب تتكبد بالفعل خسائر فادحة بسبب انقطاع التيار الكهربائى بشكل شبه يومى لمدة تصل إلى 7 ساعات فى أوقات الذروة، أى ما يمثل ثلث ما ينتجه المصنع يوميا.
فيما قال د. محمد سعد الدين، نائب رئيس غرفة البترول والتعدين باتحاد الصناعات، إن الصناعة المحلية تخضع لآليات السوق الحر والأسعار العالمية، وبالتالى فإن هذا القرار لن يؤثر على إنتاجية المصانع.
وأضاف أن حصول المصانع على الكهرباء بسعرها الفعلى يضمن استمراريتها وبالتالى زيادة الطاقة الإنتاجية وعدم تكرار قطع التيار، نتيجة رفع عبء الدعم عن كاهل الحكومة والذى كان يتسبب فى انقطاع التيار عن المصانع بشكل شبه يومى محدثاً خسائر ضخمة.
بينما وصف محمد حنفي، مدير عام غرفة الصناعات المعدنية باتحاد الصناعات، إقرار هذه الزيادات بالقاتلة بالنسبة للعديد من المصانع خاصة الألومنيوم التى قد تغلق بشكل كامل.
وأضاف أن فاتورة الكهرباء للمصانع وفقا للأسعار الحالية تصل إلى 200 مليون جنيه، وفى حالة إقرار تلك الزيادات ترتفع إلى حوالى 600 مليون جنيه،.
وقال د. وليد هلال، رئيس جمعية «الصناع المصريون»، إن أى زيادة فى أسعار الطاقة فى الوقت الحالى دون دراسة جادة سوف تقلل من إنتاجية المصانع وفرص التصدير وتزيد من عدد المصانع المتعثرة التى لم نصل إلى الآن لآلية جدولة ديونها وإعادتها لسوق العمل.
واقترح حال تطبيق تلك الزيادات أن تكون فى وقت الذروة الصباحية فقط، لتشجيع الورديات الليلية على العمل وفق أسعار أقل للطاقة.