استراتيجية جديدة لزيادة الإنتاج إلى 500 ألف برميل يومياً
طالما تفوقت شركة «إكسون موبيل» على شركة «شيفرون»، ولكن العام المقبل سيحدث العكس لتتفوق «شيفرون» فى أحد الإجراءات المهمة ألا وهو الإنفاق الرأسمالى والإنفاق على الاستكشافات.
ويعد هذا الأمر لافتا للانتباه لأن شركة «إكسون» أكبر بكثير من «شيفرون»، إذ إن إنتاجها من البترول والغاز يزيد على إنتاج «شيفرون» بنسبة %54 وقيمتها السوقية أكبر بنحو %85، ورغم ذلك تخطط «شيفرون» لاستثمارات أكثر من «إكسون» بما يشير إلى مدى صراخة التباين فى استراتيجيات الشركتين، فإكسون تسعى إلى الاستقرار بينما تركض «شيفرون» وراء النمو.
وتخطط «شيفرون» إلى استثمار نحو 40 مليار دولار سنوياً بدءاً من عام 2014 وحتى عام 2016، وهذا يعد أقل نسبياً من المبلغ الذى أعلنته الشركة لعام 2013.
وتخفض «إكسون» إنفاقها تخفيضاً شديداً، ليتراجع من 42.5 مليار دولار العام الماضى إلى بنحو 40 مليار دولار هذا العام ثم إلى متوسط أقل من 37 مليار دولار سنويا فى عام 2015 وحتى عام 2017.
ويقول جورج كيركلاند، نائب رئيس مجلس إدارة شركة «شيفرون» رئيس قسم الاستكشافات والإنتاج، إن هذا التباين يعكس اختلاف ملامح إنتاج الشركتين، متوقعاً أن تشهد «إكسون» موبيل حتى 2017 مقارنة بعام 2013 تراجعا فى الإنتاج بنحو %3، فى حين أنتجت «شيفرون» 2.6 مليون برميل يوميا من معادل البترول العام الماضي، وتستهدف إنتاج 3.1 مليون برميل يوميا من معادل البترول فى عام 2017، أى زيادة فى الإنتاج بنحو %19.
وصرح كيركلاند لصحيفة الفاينانشيال تايمز بأن إنتاج 500 ألف برميل يوميا يعد زيادة ضخمة والإنفاق الرأسمالى هو الذى سيجعلنا نحقق تلك الزيادة.
وتستثمر «شيفرون» بكثافة لإنهاء مشاريعها بما فى ذلك مشروعا «جورجون» و«ويتستون»، أكبر حقلى للغاز الطبيعى المسال فى أستراليا، بالإضافة إلى مشروعين ضخمين فى خليج المكسيك.
وأما بالنسبة لشركة «إكسون»، فعلى الرغم من أن لديها مشاريع عديدة فى عام 2014 أكثر من أى عام فى تاريخها، فإن كل تلك المشاريع لن تعوض تراجع إنتاجها فى حقولها الناضجة وخسارتها لحصتها فى امتياز شركات البترول الأجنبية فى أبوظبى الذى انتهى فى يناير.
ويوضح هذا الاختلاف أن «شيفرون» تتمتع بفرص استثمارية أفضل، كما أنها حققت نجاحاً كبيراً فى عمليات التنقيب خاصة فى خليج المكسيك، مما ولّد موجة من الاكتشافات التى ستدخل حيز الإنتاج خلال السنوات القليلة المقبلة.
فضلا عن ذلك، فهناك اختلاف بين نهج الشركتين، إذ تنبع خطة «شيفرون» الأكثر تطلعاً من وجهة نظرها الإيجابية لسعر البترول الذى يقوم على ارتفاع التكلفة وقلة الحقول الناضجة وازدياد الطلب العالمي، وقال جون واتسون، الرئيس التنفيذى لشركة «شيفرون»، إن الشركة تنظر بعين التفاؤل إلى سوق البترول.
وعلى النقيض، تبدو شركة «إكسون» أكثر حذراً، إذ أكد ريكس تيليرسون، الرئيس التنفيذى للشركة، مراراً وتكراراً على ما وصفه بـ «تخصيص منضبط لرأس المال».