ندرب الطلبة على البرامج العالمية فى ريادة الأعمال والمعرفة المالية والاستعداد لسوق العمل
دعمنا فريقاً تحولت فكرته لرأسمال 2 مليون جنيه وحصل على ترتيب بـ Forbes
نستهدف تدريب 100 ألف طالب بالمؤسسة لسد الفجوة بين سوق العمل والمؤهلات
اكتشاف الموهوبين من الطلبة فى المجالات العلمية من خلال جولات مستمرة داخل المدارس هو صميم عمل مؤسسة «إنجاز مصر»، التى توفر البرامج العالمية المتخصصة لريادة الأعمال والمعرفة المالية والاستعداد لسوق العمل، وخلال 11 عاما من التعاون مع وزارة التربية والتعليم نجحت المؤسسة فى اكتشاف مواهب طلابية وتأسيس 30 شركة بأفكار الطلاب الذين اجتازوا الدورات والبرامج التدريبة التى قامت بها المؤسسة، السطور التالية تتناول تفاصيل عمل المؤسسة وقصص نجاحها فى السوق المحلي.
قالت دينا المفتي، المدير التنفيذى لمؤسسة إنجاز مصر، إن المنظمة بدأت فى عام 2003 كجزء من منظمة دولية وإقليمية ومؤسسة إنجاز العرب، ولها 14 فرعا فى الدول العربية، وتقوم بإدخال أحدث البرامج التعليمية فى مجال ريادة الأعمال والاستعداد للعمل والمعرفة المالية لصقل مهارات طلاب المؤسسة، وتتبع فى الوقت الحالى لوزارة التضامن الاجتماعى كمؤسسة مصرية غير هادفة للربح وجميع أفراد مجلس الإدارة من شركات مصرية فقط.
أوضحت أن جميع الشركات التى تمثل مجلس الإدارة بالمؤسسة من القطاع الخاص ولا يوجد شركات من القطاع الحكومي، وأن المؤسسة تستهدف تدريب الطلبة فى المدارس، مؤكدة أن دخل المؤسسة بالكامل مخصص لشراء البرامج العالمية التعليمية لتدريب الطلبة عليها بالمجان.
وكشفت أن المؤسسة استطاعت تسجيل30 شركة للشباب منذ بداية عملها حتى الآن، مضيفة أن آلية عمل المؤسسة تستهدف طلاب المدارس والجامعات الحكومية بنسبة %99، بينما تعمل المؤسسة على المدارس والجامعات الخاصة بنسبة %1 فقط، مشيرة إلى أن المؤسسة وقعت بروتوكول تعاون مع وزارة التربية والتعليم لتسهيل دخولها المدارس، مؤكدة على حميمية العلاقات مع الوزارة منذ 11عاما.
ولفتت إلى أن المؤسسة استطاعت التوسع فى جميع المدارس على مستوى الجمهورية، مضيفة أن الطلبة ينتظرون التدريبات سنويا لأنهم يعتبرون هذا النشاط والتدريب أمرا مختلفا عن الدراسة، كما أنه يساعدهم على تنمية مهاراتهم واكتساب خبرات جديدة ويمكنهم تطبيقها بسهولة وليست عملا اكاديميا من الممكن أن يشعرهم بالملل.
وكشفت عن أن المؤسسة تستهدف ضم أكثر من 100 ألف متدرب سنويا، بعد أن استطاعت فى العام الماضى ضم أكثر من 1000 طالب، مشيرة إلى أن المؤسسة تتواجد بجميع محافظات الجمهورية، ولا يوجد أى محافظة لم تدخلها، وتنتشر قوافلها التدريبية كل عام دراسى بجميع المحافظات، كما أنها تمتلك فريق عمل دائم بمحافظة المنيا ويعتبر نقطة التواصل مع محافظات الصعيد.
ونفت ضم الأطفال فى مرحلة التعليم الأساسى للمؤسسة على الرغم من أن الطفل المصرى يعد من أذكى الأطفال على مستوى العالم لأن رؤية المؤسسة تستهدف أن تكون شخصية الطالب قد تكونت ويمكنه استيعاب المعلومات التى يتلقاها من الاستشاريين بريادة الأعمال، مؤكدة أن خطة عمل المؤسسة خلال الفترة القادمة تشمل ضم الأطفال فى المراحل الابتدائية شرط وجود التمويل الكافى لذلك.
وشددت على أن المؤسسة لا تسعى للاستحواذ أو لضم أى من مشروعات الطلبة مهما كان محتوى الفكرة، ودورها ينتهى بمجرد قدرتهم على تنفيذ الفكرة وصرف المكافآت المالية التى تمنحها لهم، لكن تبقى دائما جهة استشارية بالنسبة لهم.
وأضافت أن المحاور الثلاثة الخاصة بالمؤسسة تضم «ريادة الأعمال والمعرفة المالية والاستعداد للعمل» تأتى تحتها البرامج الكثيرة والمتنوعة للمراحل التعليمية بداية من الصف الأول الإعدادى مرورا بالثانوية الفنية والجامعة للكليات العملية بالاتفاق مع وزارة التربية والتعليم.
وأكدت على تعريب وتمصير البرامج التى تعمل عليها المؤسسة سواء فى مجال ريادة الأعمال أو فى مجال الاستعداد للعمل أو فى مجال المعرفة المالية ويتم تدريس هذه المناهج للمشاركين من خلال عدد من المتطوعين من القطاع الخاص بالنزول لمدارس مرة أسبوعيا لتدريس هذه المناهج ونقل الخبرات العملية للطلبة الموهوبين وتعريفهم مجال عملهم وتكوين رابطة بين القطاع والخاص والمدارس، حيث تهتم شركات القطاع الخاص بالمشاركة المجتمعية وتأهيل الشباب لسوق العمل.
وأشارت إلى أن المؤسسة تحاول من خلال هذه السلسلة سد الفجوة بين مجالات العمل والخريجين من حيث المهارات والمعرفة المالية والثقافة عن العمل المالى وبذلك تربط إنجاز بين القطاع الخاص والخريجين باستخدام هذه البرامج العالمية التى توفرها للمشاركين سواء طلبة أو خريجين.
وقالت إن المؤسسة تتبنى هذه الأفكار من خلال برنامج «start up» الذى يطور أفكار الشباب المبدعين وتتقدم الفرق التى لديها أفكار مبتكرة ومبدعة باستكمال بيانات طلب الانضمام لـ«start up«، وتقوم لجنة التحكيم من جانبها باختيار أفضل الأفكار فى بداية شهر سبتمبر من كل عام.
وأشارت إلى أن العام الماضى تقدم للبرنامج 1000 فريق وقامت لجنة التحكيم باختيار أفضل 120 مشروعا منها وضمتهم إلى معسكرات تدريبية لمدة شهرين ونصف الشهر لتأهيلهم لعمل دراسة جدوى لمشروعاتهم، مضيفة انه خلال هذه المدة تم تصفية الفرق إلى 30 فقط، وخصص استشارى لكل فريق فى مجال الفكرة الخاصة به.
وشددت على أن الخبير أو الاستشارى الذى ينضم للفريق يكون متخصصا فى مجال الفكرة، بحيث يتم انتداب خبير فى مجال الـ IT لو كانت الفكرة فى مجال التكنولوجيا، كما أن الخبير يكون فى مجال الطاقة لو كانت الفكرة تستدعى ذلك.
وأضافت أنه يتم ضمهم لمعسكرات تدريبية أخرى لمدة 3 شهور يتلقون فيها تدريبات مكثفة عن كيفية تكوين الشركة من المشروع الذى تقدموا به، والمعرفة المالية له إلى جانب كيفية عمل هيكلة للشركة لمدة 5 سنين قادمة لضمان نجاح المشروع، مشيرة إلى تصفية الفرق إلى 7 فرق فى هذه المرحلة من خلال لجنة تحكيم مكونة من خبراء فى مجال ريادة الأعمال والذين يقومون بدورهم بتقدير مدى نجاح المشروع ونسبة الربحية التى يدرها على أصحابها، ويتم تحويلهم بعد ذلك إلى المرحلة العملية لبدء تنفيذ مشروعاتهم.
وقالت إن «إنجاز مصر» تستمر فى احتضان المبدعين والفائزين خلال المرحلة العملية لتنفيذ المشروع وتوفر لهم أماكن للشركات وتساعدهم أيضا فى إنهاء أوراق تسجيل الشركات الخاصة بهم وتخصيص إدارة لهم تتولى صرف المكافآت المالية الخاصة بهم، موضحة أنه تتم مراجعة المشاريع كل شهرين من خلال الخبراء ولقياس مدى نجاحها وفقا مع الدراسات التى تلقاها المتدربين، بحيث تتحول الفكرة إلى شركة مربحة مع انتهاء فترة حضانة «إنجاز مصر» لها.
وسردت المدير التنفيذى لإنجاز مصر عدد من قصص النجاح التى استطاعت من خلال المؤسسة أن تحول أصحابها لرجال أعمال، أهمها قصة حدثت منذ عامين لفريق مبدع من طنطا كان فى السنة النهائية من الجامعة، التحق بـ Start up وتأهل للنهائيات وفاز بدعم 60 ألف جنيه من المؤسسة وبدأ الفريق المكون من فردين فى تكوين الشركة الخاصة به، واستطاع تحويلها إلى شركة كبيرة تجاوز رأسمالها الآن 2 مليون جنيه، كما حصل الفريق على ترتيب بمجلة Forbes العالمية كأحد أنجح الشركات المبتدءة فى العالم العربي، مشيرة إلى أن ذلك أعطى المؤسسة حافزا كبيرا للاستثمار فى الشباب ولو بمبالغ قليلة لأنهم يستطيعون الوصول إلى مراكز مشرفة من النجاح.
وقالت إن المشروع يتعاون مع عدد كبير من شركات القطاع الخاص أهمها بيبسى وتوفر هذه الشركات من خلال المسئولية المجتمعية الدعم المالى للمؤسسة إلى جانب الخبراء من مجالات العمل لتدريب الشباب والذين يكونون أدرى من غيرهم بالمشروعات والأسئلة التى من الممكن أن يطرحها الشباب المتدرب، من خلال ساعتين أسبوعيا لعمل لقاءات مشتركة بينهم.
وأوضحت أن عدد الأفراد بالفريق يجب ألا يزيد على 5 ولا يقل عن فردين فى نفس الفئة العمرية، كما أن المؤسسة لا تقوم بفتح شركات وتسجيلها إلا لمن يبلغ من العمر 21 عاما على الأقل، كما أنه يجب أن يكون قد أدى الخدمة العسكرية إذا كان من الذكور أو على الأقل يكون قد حصل على تأجيل تأدية الخدمة، أو ألا يكون الفريق بأكمله مطلوبا للخدمة، بحيث لا يعطل المشروع لمدة عام على الأقل أثناء فترة تأدية الخدمة العسكرية.
وأكدت أنه حتى الآن لم يحدث تشابه بين الأفكار فى مصر ودول أخرى أجنبية أوعربية، لكن هناك مسابقة إنجاز العرب التى يتقدم اليها فرق مصرية وحصدت أحد الفرق المركز الأول فى العام الماضى من خلال فكرة ريموت يمكنه التحكم بجميع الأجهزة الكهربائية بالمنزل فى آن واحد، والتى تقدم بها فريق من مدرسة إمبابة الثانوية الفنية بنين.
وعن التحديات التى تواجهها المؤسسة أكدت أن التحدى الأكبر يكمن فى أزمة الثقة بين المؤسسة والطلبة والمدارس نفسها، لأنهم يخافون من مصدر تمويل المؤسسة ومن المشروعات التى تدعمها، لكن ذلك سرعان ما يزول بعد بداية التدريب وتتحول العلاقات معهم إلى جيدة وقوية.
وبالنسبة لخطة عمل المؤسسة خلال 2014 كشفت المدير التنفيذي، أنها تسعى للتوسع فى المدارس وجذب أكبر عدد من البرامج العالمية والتدريبية، بالإضافة إلى استقطاب شباب الصعيد.