البنك الدولى يعتزم زيادة خط الفقر إلى 1.75 دولار يومياً .. و %11 تراجعاً وهمياً للفقر جراء هبوط القوى الشرائية للعملة
يبحث البنك الدولى فى أكبر زيادة منذ عقدين فى خط الفقر العالمى الخاص به، بعد أن أوضحت حسابات حجم الاقتصادات تراجع عدد المواطنين الذين يعيشون بأقل من 1.25 دولار يوميا بين عشية وضحاها إلى النصف.
وينبع اختفاء نصف الفقراء فى العالم من التقديرات الجديدة لتعادل القوة الشرائية – الذى يصحح أخطاء سعر الصرف لحساب كمية السلع والخدمات التى تشتريها النقود فى كل دولة، وأظهرت بيانات تعادل القوة الشرائية الجديدة أنه من المرجح أن تتفوق الصين على الولايات المتحدة كأكبر اقتصاد فى العالم بحلول نهاية العام الجاري.
وأوضحت الحسابات المبدئية التى قام بها الباحثون المتخصصون فى الفقر، اعتماداً على مقاييس تعادل القوة الشرائية الأخير، أن عدد المواطنين الذين يعيشون بأقل من 1.25 دولار يوميا تراجع من 1.2 مليار شخص فى الدول النامية إلى أقل من 600 مليون شخص، وقد أثارت النتائج جدالاً ساخناً بين الباحثين حيال ما إذا كانوا يقدمون تصويراً منصفاً للفقر العالمى.
وقال بيتر لانجوا، رئيس وحدة أبحاث الفقر وعدم المساواة فى البنك الدولي، إن حساباته المبدئية توصى بضرورة رفع خط الفقر الخاص بالبنك من 1.25 دولار يوميا إلى 1.75 دولار يوميا استناداً إلى بيانات برنامج المقارنات الدولية الجديد.
ومن الجدير بالذكر أن خط الفقر الخاص بالبنك كان 1.01 دولار فى عام 1990 إعتمادا على بيانات تعادل القوة الشرائية عام 1985، وعندما رفع البنك الدولى خط الفقر إلى 1.25 دولار فى عام 2008، مصنفا 400 مليون شخص آخرين فى الدول النامية بأنهم يعيشون فى فقر مدقع، واجه البنك انتقاداً من خبراء اقتصاد بارزين.
وأكد لانجو أن حساباته مبدئية وأن البنك الدولى سيقوم بمراجعة من المرجح أن تستغرق عاماً على الأقل، وأضاف أنه على الرغم من أن هذه الزيادة ستكون غير عادية، فهناك حاجة إلى زيادة خط الفقر حتى يعكس الواقع المتغير فى تكلفة معيشة الفقراء فى العالم.
وتتضمن الأرقام الجديدة لتعادل القوة الشرائية، التى تقوم على بيانات عام 2011، ارتفاعا حادا فى مراجعة دخل الفرد فى اللاقتصادات الناشئة مثل الصين والهند، ما يجعلهم أقل فقرا عما كان يعتقد فى السابق.
ووجد خبراء الاقتصاد فى كل من مركز التنمية العالمى ومعهد بروكينجز، اعتماداً على البيانات الحديثة، أن عدد المواطنين الذين يعيشون بأقل من 1.25 دولار يوميا قد تراجع من %20 من نسبة الكثافة السكانية فى الدول النامية إلى ما يقل عن %9.
ووفقا لتقديرات خبراء الاقتصاد فى مركز التنمية العالمي، انخفض عدد المواطنين ممن يعيشون بأقل من 1.25 دولار يوميا فى الهند وحدها من 393 مليون شخص إلى حوالى 10 ملايين شخص استناداً إلى بيانات تعادل القوة الشرائية لعام 2011.
وحتى مع تحديد خط الفقر بما يعادل 1.78 دولار وفقاً لبيانات تعادل القوة الشرائية لعام 2011، فقد وجد باحثو معهد بروكينجز أن عدد المواطنين الذين يعيشون فى فقر مدقع قد تراجع بنحو الثلث ليصل إلى 872.3 مليون شخص.
بالإضافة إلى ذلك، أوضحت الحسابات تغيراً ضخماً فى الأماكن التى يقطنها الفقراء، فوفقاً للتقديرات الرسمية، التى قامت على أرقام تعادل القوة الشرائية عام 2005، كان يعيش نصف فقراء العالم فى جنوب آسيا ويعيش ما يزيد على الربع فى أفريقيا جنوب الصحراء، ولكن بفضل التراجع الكبير فى أعداد الفقراء فى الهند، فقد وجد الباحثون فى كل من معهد بروكينجز ومركز التنمية العالمى أن المنطقتين تبادلتا الأماكن، مع كون أفريقيا الآن موطناً لأربعة أشخاص من كل عشرة من فقراء الدول النامية.







