كشفت وثائق نشرتها صحيفة الـ«أوبزرفر» البريطانية أن شركات قطع الأشجار الآسيوية العملاقة التى تصنع المليارات من تدمير الغابات المطيرة تستخدم شركات وهمية فى جزر «فيرجين» البريطانية – التى تعد ملاذات ضريبية.
وقالت الصحيفة – حسبما نقلت جريدة «ذا جارديان» – إن الثلاث عشرة شركة تمتلك ملايين الفدادين فى أندونيسيا، وتوفر معظم زيت النخيل والأخشاب والأوراق، وتستخدم هياكل قانونية ومالية معقدة لتخفيض الضرائب عليها للحد الأدنى.
وجاء فى التحريات التى استمرت عامين ولن تنشر ولكن اطلعت عليها الـ «أوبزرفر» أن خبراء مكافحة الفساد قالوا إنه ينبغى على بريطانيا شن حملة تحريات ضخمة بشأن استخدام جزر «فيرجن» والملاذات الضريبية الأخرى من قبل القطاعات «عالية المخاطر» مثل قطاع الغابات الأندونيسي.
وظهرت هذه المعلومات بعد قضية فى جاكارتا تم تغريم فيها أكبر شركة لصناعة زيت النخيل والمملوكة للملياردير سوكانتو تانوتو 205 ملايين دولار أمريكى بعدما تبين تهربها من الضرائب باستخدام شركة وهمية فى جزر «فيرجين» وغيرها، ووافقت الشركة على دفع الغرامات.
وأوضحت الوثائق من القضية أن شركة تانوتو، «آيشان آجرى»، كانت تصدر بشكل نظامى فواتير وعقود مزورة للتهرب من أكثر من 100 مليون دولار من الضرائب.
ومن السهل تأسيس شركة وهمية فى جزر «فيرجين»، وهذا ما يجعلها وجهة مفضلة للشركات والأفراد الآسيويين، وكشفت مجموعة من الوثائق المسربة العام الماضى والتى حصل عليها الاتحاد الدولى للصحفيين الاستقصائيين أن تسعة من احدى عشرة عائلة ثرية أندونيسية استخدموا الملاذات الضريبية الاستوائية.
ويقول النقاد إن الملاذات الضريبية تغذى الفساد وتسمح للمؤسسات والأفراد بالتهرب من الضرائب، وقالت ستيفانى فرايد، من مؤسسة «يو إل يو» الأمريكية التى تتبع الثغرات المالية الدولية، إن شركات تقطيع الأشجار وزيوت النخيل الضخمة أسست شركات وهمية فى جزر فيرجين والكايمن وبرمودا، وأضافت أن نقص الشفافية وصعوبة الوصول إلى أسماء المالكين الحقيقيين لتلك الشركات يجعل من الصعب على الحكومات مراقبة قانونية نشاطاتهم.
واوضحت أن هناك حاجة لاستقصاء دولى كامل وليس فقط من قبل السلطات الإندونيسية وإنما من تلك فى جزر فيرجن وبريطانيا وغيرها.








