وزير السياحة يلقى كلمة الحكومة أمام اليورومنى: الاعتماد على المنح الأجنبية لا يحقق التنمية المستدامة
«مصر نجحت فى إثبات حضورها واستغلال موقعها الاستراتيجى فى إفريقيا والشرق الأوسط لذا فان الاستثمارات الخارجية تتدفق إلى مصر بشكل عام» هكذا استهل هشام زعزوع وزير السياحة كلمة الحكومة المصرية فى الجلسة الختامية لمؤتمر اليورومنى أمس.
زعزوع ألقى الكلمة نيابة عن المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء وقال إنه على مدى الأربعة أعوام الماضية واجهت مصر تحديات كثيرة إلا أنها استطاعت التغلب عليها.
أضاف أن مصر يجب أن يكون لديها هدف مستقبلى وخطة على المدى الطويل لبناء المستقبل من خلال توضيح سبب الأزمة ومحاولة معالجة المشاكل التى نمر بها مثل الطاقة وفرض نظام الضرائب.
أشار إلى أن المؤشرات الأولية للنمو الاقتصادى توضح ارتفاعه بنسبة %3.5 فضلًا عن أن نمو التدفقات النقدية يعتبر مبشر بالنسبة للاقتصاد فالاستقرار السياسى والاقتصادى أديا إلى استعادة الشعور بالثقة مرة أخرى فى الاقتصاد.
وقال زعزوع إن المؤتمر ناقش فرص النمو الاقتصادى المتاحة فضلا عن الإصلاحات التى قامت بها الحكومة.
وأشار وزير السياحة إلى مناقشة حلول ملموسة للتحديات التى تواجه مصر والفرص التى يمكن أن تستغلها لإعادتها مرة أخرى إلى خريطة الاستثمار العالمى.
وقال «الاعتماد على المنح الأجنبية لا يحقق الاستدامة فالتنمية لا تحدث إلا من خلال الاستدامة الاقتصادية لذا فعلينا أن نعمل بدون توقف على تشجيع نقاط التنمية والاستقرار».
ذكر أنه لابد من تحويل مصر من مجرد مقصد استثمار فقط إلى مقصد جذب للاستثمارات بصورة أكبر ومدى أوسع لافتاً إلى أن استراتيجية تشجيع نمو الاستثمار يجب أن تضم القطاع غير الرسمى.
أشار زعزوع إلى أنه يجب ادراك امكانية تحقيق القطاع الخاص الريادة بالمناطق الواعدة فالنمو السكانى فى ازدياد متواصل لذا يجب إرساء قواعد الاقتصاد لكى يكون لدينا حلول خاصة بالطاقة وألا تكون تلك الحلول معتمدة كليًا على البترول ومشتقاته.
تابع أن الحكومة ترى أنه حان الوقت للتنوع فى مصادر الطاقة واستخدام الطاقه الشمسية والمتجددة وطاقة الرياح لتوفير الطاقة النظيفة فضلًا عن وضع خطة لتطوير البنية التحتية للنقل والطرق.
وقال زعزوع إنه لابد أن نصل إلى مستوى بحيث لا يكون هناك مواطن مصرى يعانى من الجوع وذلك سيتحقق بالجمع بين القطاعين العام والخاص مع الوصول لمرحلة الإنتاج بهدف التصدير بعد تحقيق اكتفاء ذاتى وإحداث توازن عن طريق إرساء قواعد النمو طويل المدى والاهتمام بالمشروعات الصغيرة والمتوسطة.
وأشار إلى الشعوب الأخرى التى تمكنت من حل أزماتها منذ عام 2008 عن طريق الدمج المنظم بين القطاعات وقال إن النمو السكانى يتزايد فى مصر ويجب توفير الطاقة والمياه والغذاء بالإضافة إلى المسكن وهى احتياجات المواطن الأساسية.
وقال وزير السياحة إن المؤتمر تطرق لمشروع قناة السويس ومدى أهميته فى إرساء قواعد الاقتصاد المصرى وهذا المجرى المائى يحقق وظائف دائمة وعائداً أكبر ويزيد من إيرادات القناة إلى 13.3 مليار دولار بجانب المشروعات الأخرى مثل المثلث الذهبى واستصلاح الأراضى وتنمية الساحل الشمالى الغربى حيث يفتح ذلك الباب أمام المشروعات الصغيرة والمتوسطة.
أعلن أن الفترة المقبلة ستشهد عدداً كبيراً من المؤتمرات والمبادرات التى تقوم بها مصر فلايوجد شعب أكثر طموحًا من الشعب المصرى الذى تمكن من التقاط أنفاسه وبناء نفسه بعد الثورتين التى مرت بهما مصر قائلاً «هناك مصر جديدة تولد ويجب على المستثمرين معرفة الحاجة المهمة للاستثمار التى تضع مصر على خريطة الإصلاح العام».
وأوضح زعزوع أن وزارته لديها استراتيجية وطنية مستدامة فى مجال السياحة حتى عام 2020 ووصل عدد السياح فى مصر إلى 15 مليون سائح رغم الظروف الصعبة التى يمر بها القطاع وهو ضعف ما حققته قناة السويس للاقتصاد المصرى وسنضاعف الدخل إلى 25 مليار دولار سنوياً من خلال 8 مسارات للتنمية.
أضاف أن قطاع السياحة مر بأزمة غير مسبوقة وشبه مستمرة فالمشكلة مازالت قائمة ولكن كيفية التصدى لهذه المشكلة يجب تحديده لأن الأمور تتغير بشكل دورى وعلينا أن نستعيد الطلب مرة أخرى ونجحنا فى ذلك بشكل تدريجى.
واعتبر زعزوع أن منجم الذهب الأول للسياحة هو البحر الأحمر ثم ساحل البحر المتوسط وستنافس مصر بقوة كمقصد للبحر المتوسط مقارنة بتركيا ودول المتوسط الأخرى لأن مصر تمتلك منتجاً لا يستطيع أحد منافسته من الدول الأخرى – على حد تعبيره.
أشار الى أنه يجب إعادة تدريب العاملين وتحسين الخدمة التى انخفضت مؤخرا بسبب انخفاض الأسعار واستعادة مستويات الأسعار مرة أخرى مضيفاً أن هذا لن يتسغرق وقتاً كبيراً حيث بدأت معدلات الطلب تستعيد عافيتها تدريجيًا.
تابع أنه يوجد 225 ألف غرفة عاملة حتى الآن ومعظمها يحقق رضاءً كاملاً للنزيل ولكن سيتم تطوير البنية التحتية بمزيد من الكفاءات والخدمات مع عودة الأسعار لطبيعتها.
وحول السياحة الثقافية والأثرية قال زعزوع إن الأماكن الأثرية تحتاج إلى العديد من عمليات التطوير ولكن وفقاً لأوليات محددة لتلبية احتياجات الزائر وبشكل تدريجى يتم إضافة خدمات جديدة منها دورات مياه متحركة ومراكز للخدمات ومساعدات الزوار وخدمات مباشرة مثل وسائل النقل الداخلى والسيارات وفى أكتوبر المقبل سيتم افتتاح منطقة الأهرامات فى صورتها الجديدة بمزيد من الخدمات والتطوير.
وعن المطارات قال زعزوع إن البحر الأحمر يحتوى على مطارين لنقل السائحين ولا يوجد عجز فى وسائل النقل ولكن يجب زيادة عدد الغرف نظراً للزيادة القوية المرتقبة فى إقبال الألمان والإيطاليين وغيرهم.
و أضاف أن هناك 3 رحلات يومياً من لندن إلى القاهرة مقابل 17 رحلة من لندن إلى دبى يومياً، مؤكداً أن تلك المشكلة يجب معالجتها فى أسرع وقت.
وذكر أن الوزارة تسعى لتخطى مشكلة الأسعار وتهدف إلى إقامة فنادق 3 نجوم حيث إن الفنادق الخمس نجوم تبيع بأسعار الثلاث نجوم كما نسعى إلى التوسع فى الوحدات منخفضة السعر ومرتفعة السعر على حد سواء.
وشدد زعزوع على أن الدور الأكبر للحكومة فى الوقت الراهن هو المفاوضات الخارجية لتحفيز مختلف الدول على إرسال رعاياها إلى السوق السياحى المصرى، حيث وقعت «السياحة» اتفاقية مع 5 بلدان لجذب مزيد من السائحين.