اتجه المستثمرون إلى صناديق السندات الآمنة نسبياً فى الربع الثانى من العام الجارى فى خضم المخاوف بشأن الأزمة فى أوكرانيا وظهور المسلحين الإسلاميين فى العراق وسوريا.
وأفادت البيانات التى أصدرها مزود البيانات «ليبر» بأن مبيعات صناديق الأسهم فى الولايات المتحدة وأوروبا تراجعت مع حجز المستثمرين للأرباح.
وتقول مدير محافظ لدى مجموعة «لوميس سايلز» للدخل الثابت، الن ستوكس، ساعد الانخفاض الشديد فى العائدات خارج الولايات المتحدة وازدياد التوترات الجيوسياسية على الارتفاع الهائل فى عائدات سندات الخزانة الامريكية.
وأضافت أنه مع استجماع تعافى الاقتصاد الأمريكى لزخمه والمرحلة الجيدة التى تشهدها دورة الائتمان، يقوم الاحتياطى الفيدرالى الآن بكل شيء ممكن لضمان أن المستثمرين مستعدون لزيادة أسعار الفائدة فى 2015.
وأوضحت بيانات «ليبر» أن المبيعات فى صندوق الدخل الثابت فى أوروبا بلغت حوالى 66 مليار يورو فى الربع الثاني، وهو ما يعد ارتفاعا بنسبة %25.4 عن قيمة المبيعات فى الربع الأول من العام الجارى التى بلغت 52.6 مليار يورو، بينما ارتفعت المبيعات فى صناديق السندات فى أمريكا الشمالية بنسبة %17.8 لتصل الى 29.2 مليار يورو أى ارتفاعا من 24.8 يورو فى الربع الاول.
وبلغ إجمالى التدفقات إلى صناديق الاستثمار الأوروبية 127.6 مليار يورو، باستثناء صناديق أسواق النقد، أى بارتفاع %7.5 عن الربع الأول من العام الجاري.
وكانت شهية المستثمرين تجاه صناديق الدخل الثابت واضحة ولاسيما فى الفئة «الدولية»، التى عرفتها شركة «ليبر» بأنها تلك الصناديق التى لا تحقق أربعة أخماس من مبيعاتها من سوق اوروبى واحد، وقد ارتفعت مبيعات صندوق السندات الأوروبية فى هذه الفئة الى اكثر من الضعف حتى بلغت 43.3 مليار يورو مقارنة بالربع الأول من العام الجاري.
وبحسب صحيفة الفاينانشيال تايمز فإن مبيعات صناديق الأسهم الأوروبية كانت مخيبة للآمال، إذ انخفضت بنسبة %40 لتصل الى 18.7 مليار يورو، مما يعكس التوقعات الضعيفة للنمو الاقتصادى فى منطقة اليورو.
وتصدرت «بلا روك»، أكبر شركة لإدارة الصناديق فى العالم، مبيعات صناديق الأسهم الأوروبية مع تدفقات بلغت 7.6 مليار يورو.
وقال كبير مخططى الاستثمار لدى «بلاك روك»، إن قيام البنك المركزى الاوروبى بخفض أسعار الفائدة فى يونيو الماضى دفع المستثمرين الى البحث عن العائدات، ما نتج عنه تدفقات قوية الى الأسهم الأمريكية والأوروبية وكذلك الى صناديق السندات.
وعززت تصريحات ماريو دراجي، رئيس البنك المركزى الاوروبي، بأن البنك المركزى لم ينته بعد من التدابير غير التقليدية، التوقعات بأن ساسة منطقة اليورو قد يتخذون المزيد من الخطوات الجذرية لمحاربة الانكماش.
وسجلت ايطاليا وإسبانيا أعلى معدل فى مبيعات صناديق الاستثمار فى الربع الثانى جراء استمرار المستثمرين فى البحث عن العائدات فى دول أوروبا الطرفية.
وتضاعف هروب التدفقات الاستثمارية من روسيا بسبب تفاقم الأزمة فى أوكرانيا.
وفى آسيا، انخفضت مبيعات صناديق الاستثمار الصينية انخفاضاً حاداً فى الربع الثانى، حيث انخفضت من 82.6 مليار دولار فى الربع الأول إلى 18 مليار دولار فقط فى الربع الثانى، وذلك بسبب تباطؤ الطلب على صناديق أسواق النقد عبر الإنترنت.
وفى الوقت ذاته، تراجعت مبيعات الصناديق فى اليابان، إذ انخفضت بنسبة %65 فى الربع الثانى لتصل الى 5.3 مليار دولار، وقال رئيس قسم أبحاث آسيا والمحيط الهادئ فى «ليبر»، زاف فينج، إن ثقة المستثمرين اليابانيين تضررت بسبب رفع ضريبة المبيعات فى أبريل.
وقال كوهن، إنه رغم تباطؤ التدفقات النقدية الى اليابان فى الربع الثانى فإن المكاسب التى حققتها البورصة اليابانية فى الربع الثالث توضح أن شهية المخاطرة لدى المستثمرين بدأت تتحسن مرة أخرى.








