ما هى أفضل طريقة للحكم على نجاح صفقات الطرح العام الأولى؟ هكذا بدأت جريدة الفاينانشيال تايمز تقريرا لها لطرح كيفية الحكم على نجاح البنوك فى تقديم الاستشارات للشركات التى تطرح أسهمها للاكتتاب العام.
قالت إن تحديد تدابير النجاح بالنسبة للبنوك وشركات الاستشارات أقل وضوحا للقيام بهذا الدور، خاصة أن دور تلك البنوك وشركات الاستشارات يتمثل فى مساعدة الشركات فى حشد الطلب على أسهمها وبيعها بأعلى سعر ولكن فى الوقت نفسه توفر لهم عوائد أفضل على المدى الطويل.
وعقب ارتفاع أسهم شركة «رويال ميال» بنسبة %40 فى اليوم الأول من التداول فى لندن العام الماضى، تم اتهام البنوك الاستشارية لعملية الاكتتاب بالعمل لصالح دافعى الضرائب فى المملكة المتحدة، و يتم تداول أسهم الشركة الآن بحوالى %18 أعلى من سعر الاكتتاب الأولى وهو التقييم الذى يقترب من نسبة الخصم التى تتراوح بين 10 – %15 لجميع الشركات القادمة إلى السوق.
وعلى الرغم من ذلك، فإن تحقيق سعر كبير للسهم منذ اليوم الأول ليس ما يحتاجه المستثمر.
وبعد سلسلة من الأداء الضعيف لمعظم صفقات الاكتتاب الأولى الأوروبية فى النصف الأول من العام الجارى، وجهت شركة «بلاك روك» أكبر مستثمر مؤسسى فى العالم، انتقادات كثيرة للبنوك التى تلعب دور المستشار المالى وتقوم بتحديد أسعار الأسهم.
وقال مستثمرون إنهم توقفوا عن الاستثمار فى الاكتتابات الأولية، وبرروا ذلك بالأداء المختلط لها فى عام 2014، على سبيل المثال شركة «أبردين لإدارة الأصول» تعتقد أنه من غير الممكن القيام بالجهد اللازم لعمل ضجة لأسعار أسهمها فى السوق.
قال آن ريتشارد كبير مسئوولى الاستثمار فى أبردين إن هذا يعنى أن الشركة يمكن أن تفقد الفرصة عندما ترتفع الاسهم بشكل كبير جدا فى يوم واحد، ولكن تعنى أيضا أنها تقوم بتجنب الشركات الاستشارية التى تجعل الأسهم مبالغا فى أسعارها.
ولتقييم ما إذا كانت البنوك وشركات الاستشارات مذنبة فى رفع أسعار الأسهم التى تدير اكتتاباتها العامة، قامت الفاينانشيال تايمز بتحليل64 صفقة للاكتتاب العام الأولى باجمالى يتجاوز 200 مليون دولار فى البورصات الأوروبية فى التسعة أشهر الأولى من العام الجارى.
وتم تحديد متوسط الاسعار لأداء الأسهم، لتحديد العلاقة بين سعر السهم «pop» المحقق فى اليوم الأول والتغييرات على الأسعار على مدار الـ20 يوم عمل التالية، وكذلك التغير الذى طرأ عليها فى نهاية سبتمبر الماضى.
قال ريتشارد كورماك الرئيس الأوروبى لأسواق رأس المال فى بنك «جولدمان ساكس» إن المستثمرين والجهات المصدرة للأسهم أصبحوا يركزون على البنوك المنسقة والمشتركة معها عالميا لأنها المسئول الحقيقى عن القرارات الرئيسية فى هذه العملية.
وتظهر البيانات أن البنك الذى حقق أعلى متوسط مرتفع لسعر السهم ليوم واحد –جى بى مورجان- هو أيضا صاحب أسوأ أداء فى الاكتتابات العامة حتى نهاية الربع الثالث من العام، وعلى العكس، البنك الذى يحقق أفضل أداء على المدى الطويل فى عملية الاكتتاب – بنك أوف أميركا وميريل لينش وجولدمان ساكس – هى التى تظهر انخفاضا فى ترتيبها العالمى للتحركات فى سعر اليوم الأول، للأسهم التى تدير طروحاتها.
ويأتى بنكا مورجان ستانلى وبنك كريدى سويس ثانى أفضل البنوك أداء على المدى الطويل، ولكن بنك يو بى إس جاء فى الترتيب السادس من اصل سبعة بنوك لكل من عوائد الاكتتاب فى اليوم الأول.
وقال « نيك ويليامز «رئيس أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا لإدارة أسواق المال فى بنك «كريدى أجريكول» إن أداء أسهم الاكتتابات الأولية على المدى الطويل ليس له علاقة بالبنوك والشركات الاستشارية لأن الشركة التى تسعى إلى طرح أسهمها للاكتتاب العام الأولى هى المعنية فى المقام الأول بتنفيذ بيع حصتها.
وأوضح أن البنوك تقبل الحصول على تكليف عقب النظر إلى إحصائيات الأداء فى السوق ولكن تتبع سلسلة العوائد عند التنفيذ هو المفتاح الذى يؤخذ فى الاعتبار عند اختيار مستشار صفقات الاكتتاب العام الأولى.
وقال التقرير إنه على الرغم من ذلك، معظم الشركات عينت مستشارين مستقلين للإشراف على عملية الاكتتاب، وفى أوروبا كانت الشركات الاستشارية الرائدة هى «لازارد» و «روتشيلد» وشركة «إس تى جى» و منذ افتتاح سوق الاكتتاب العام الأولى فى عام 2012 قدمت شركة إس تى جى استشاراتها لـ 14 صفقة منها 10 عمليات يتم التداول الآن عليها بشكل إيجابى.
وتهتم هذه الشركات المستشارة برعاية الحصص المصدرة لصالح شركاتها من خلال إدارة عمليات الطرح العام الأولى وإجراء تنظيم البنوك المشاركة، للسماح لادارة الشركة التركيز على العمليات اليومية، ووفقا للمستشارين، فإن هذا الدور هام لأن البنوك لديها تضارب المصالح، حيث إنه يحصلون على أموال مقابل بيع الاسهم للشركة ولكن تحت ضغط أن يقوموا بتسعير السهم لمستوياته الدنيا مقابل المجموعات الأخرى للحفاظ على رضا عملائهم.








