المصنع ينتج 20 مليون جهاز وخرطوم طبى فى العام الأول ويوجه 70% للتصدير
الشركـة تتجـه إلى دول أفريقيـة وعربيـة لدعـم الصـادرات
عمـر الفتـى: الشركة تخـطط للقيد بالبورصـة خلال 5 سنـوات
450 مليون سرنجة مبيعات مستهدفة 2015.. والحصة السوقية تتجاوز 40%
تعتزم شركة العربية للمستلزمات الطبية «اميكو» بدء الإنتاج الفعلي بمصنعها الجديد «ديسبو أميكور» مطلع يناير المقبل.
وقال عمر الفتى، الرئيس التنفيذى للشركة فى حوار لـ «البورصة»، إن الشركة تقوم حالياً بالتشغيل التجريبى لخطوط الإنتاج الجديدة، بعد ان حصلت مؤخراً على رخصة البيع والتصدير من وزارة الصحة.
وكانت « أميكو » قد انتهت من أعمال الإنشاءات الخاصة بالمصنع فى فبراير عام 2012، لكن الأحداث الاجتماعية والسياسية غير المستقرة و تأخر وزارة الصحة فى إصدار رخصة التشغيل والتصدير حالا دون التشغيل الفعلى.
وفقاً لـ «الفتي» يعد «ديسبو اميكور» شراكة مصرية مجرية بين العربية للمستلزمات الطبية اميكو وشركة «ديسبو» المجرية بنسبة 40 إلى %60 للجانب المصرى، وتبلغ التكلفة الاستثمارية 10 ملايين يورو، والمصنع متخصص فى إنتاج أجهزة وخراطيم المحاليل الطبية، وتبلغ طاقته الإنتاجية المستهدفة 50 مليون جهاز سنويا.
وقال إن المصنع الجديد يستهدف تصدير %70 من إنتاجه خاصة لدول البرازيل والسعودية وألمانيا، فيما يورد %30 فقط للسوق المحلى، نظرا إلى حالة الركود النسبى التى يشهدها فى الآونة الأخيرة.
وأوضح أنه من المتوقع وصول انتاج «ديسبو اميكور» إلى 20 مليون جهاز وخرطوم طبي فى العام الأول، مشيرا إلى أن المصنع بوضعه الحالى مجهز لزيادة أو مضاعفة الانتاج بدون أى تجهيزات أو مبان ومنشآت جديدة، وذلك حال استهداف الشركة مضاعفة انتاجها فى السوق المصرية.
أضاف أن المصنع الجديد يعد أول الخطوط فى الشرق الأوسط العاملة دون تدخل بشرى من بداية تصنيع الأجزاء البلاستيكية حتى تغليف المنتج.
وذكر أن إنشاء «ديسبو اميكور» جاء فى ظروف صعبة عانتها البلاد، حيث بدأ 26 يناير2011، أى بعد الثورة بيوم واحد من غير المعقول أن ينطلق أى مشروع فى هذه الفترة، «ولكن نظراً لأننا نعمل فى صناعة المستلزمات الطبية منذ 30 عاماً فإن لدينا نظرة مستقبلية للسوق المصرية لذلك أصررنا على الاستثمار».
فى سياق متصل قال الفتى، إن الشركة العربية للمستلزمات الطبية «اميكو» تستحوذ على نسبة تتراوح بين 40 و%60 من مبيعات السرنجات فى السوق المصرى، وتستهدف زيادة حصتها السوقية خلال الفترة المقبلة.
وأوضح الفتى أن مبيعات شركة اميكو لن تتأثر بانتاج «ديسبو اميكور» الذى سوف يوجه معظمه للخارج، مشيراً إلى أن المصنع الجديد منفصل تماماً عن الشركة التى تحقق مبيعات سنوية تصل إلى 350 مليون سرنجة.
وتستهدف «اميكو» رفع مبيعاتها إلى 450 مليون سرنجة خلال العام المقبل، خاصة أن السوق يمكنه استيعاب هذه الكمية ــ بحسب الفتى.
وقال إن الشركة تخطط الفترة الحالية إلى التوسع بالصادرات فى عدد من الدول العربية والافريقية أهم الاسواق التى تستقبل المنتجات المصرية.
فى سياق آخر أوضح الفتى، أن الشركة تدرس القيد بالبورصة الرئيسية خلال 5 سنوات، خاصة أنها لا تعد فى الوقت الحالى خطة للإسراع بالقيد.
وفقاً للرئيس التنفيذى للشركة، تعد «أميكو» أكبر مصنع فى الشرق الأوسط لإنتاج السرنجات الطبية.
فى سياق آخر قال الفتى، إن شركات المستلزمات الطبية ما زالت متأثرة بتذبذب أسعار الدولار نتيجة عدم توفره فى السوق الرسمية، وهو ما انعكس بشكل رئيسى على المستهلك نتيجة اتجاه تلك الشركات لرفع أسعار منتجاتها لمواكبة الزيادة وسد العجز.
أضاف « كنا نحصل على الدولار فى السابق بسعر 6 جنيهات وصل حاليا إلى 7.5 جنيه وقابل للزيادة، ما خلق أزمة لبعض الشركات»، مشيراً إلى أن عدداً من شركات المستلزمات الطبية استفادت من أزمة الدولار التى اضطرتها للجوء الى التصدير لسد العجز بالعملة الأمريكية.
ورغم الأزمات المستمرة التى يشهدها السوق المصرى وتأثيرها على مناخ الأستثمار، إلا أن السوق مازال جاذباً بشكل كبير خاصة فى مجال المستلزمات الطبية فى ظل تمتعها بحجم سوق كبير، وفقا للفتي.
وأوضح أن الفترة التى اعقبت اندلاع ثورة 25 يناير توقفت فيها الاستثمارات نظرا للوضع المبهم وحالة عدم الاستقرار السياسى التى شهدتها مصر، وهو ما دفع عدداً كبيراً من الشركات الراغبة فى الاستثمار إلى الانتظار.
وعن مبيعات المستلزمات الطبية فى السوق المصرى قال الفتى، إن المنافسة باتت على اشدها فى السنوات العشر الأخيرة نظرا لجودة المنتجات التى تقدمها أغلب الشركات، مشيرا إلى أن مصر بها ما لا يقل عن 15 مصنعا لانتاج السرنجات وتنحصر المنافسة بين ثلاثة فقط هى «اميكو» و«ماسكو» و«ساس».
وأكد أن هناك منافسة شديدة بين المنتجات المصرية والأجنبية فى مجال المستلزمات، ويتميز المستورد بالسعر الأرخص، والمصرى بالجودة.
وأشار إلى أن المنافسة بين المنتجات المصرية و الصينية غير عادلة، وتمثل معاناة كبيرة للصناعة الوطنية، لافتا إلى أن دول تلك الشركات تدعم صادراتها بنسبة تصل إلى %25 مقابل %5 فى مصر، متسائلاً كيف ننافس محليا فى ظل المساواة فى السعر مع المنتج المستورد؟.
وأضاف أن الصين لا تتعامل بقوانين صارمة مع جودة المنتجات التى تصدرها وغالبا ما تورد لمصر الفرز الثالث، فى ظل غياب الرقابة على الواردات، فى حين تلتزم الصين بتطبيق أكبر قدر من الجودة على المنتجات التى تتداول محلياً.
وأوضح أن كل مصانع انتاج السرنجات فى مصر تعانى من مشكلة المنتجات المستوردة منذ 4 أعوام تقريبا، خاصة فى ظل ضعف الرقابة على الأسواق واهتمام المواطن بالسعر على حساب الجودة، وكذلك تعانى الشركات من الصورة الذهنية السيئة للمنتج المصرى التى من الممكن ان يكون الصيدلى سببا فيها لرغبته فى تحقيق مكاسب مادية عن طريق المنتجات المستوردة.
وطالب الحكومة بضرورة حماية صناعة المستلزمات الطبية المحلية فى مواجهة غزو المنتجات المستوردة، وذلك من خلال زيادة الجمارك على المنتجات المستوردة التى تتشابه مع المحلى فى السعر والجودة لتحقيق عدالة المنافسة.
وقال إن الشركات المصرية يمكنها ان تضاعف أرباحها 5 مرات، اذا اغلقت مصانعها واعتمدت على منتجات مستوردة فقط بدون انشاء مصانع، لكن هذا الاجراء يكبد الدولة خسائر مالية.
وطالب بضرورة تشديد الحكومة الرقابة على الجمارك والصيدليات للحد من ظاهرة المنتجات المهربة والمغشوشة التى لا تكون بنفس جودة المنتجات المحلية.
وأشار إلى أن القطاع يواجه العديد من الأزمات التى تؤثر على مبيعاته وتوافر منتجاته فى السوق، وفى مقدمتها طول فترة تسجيل المستلزمات فى وزارة الصحة، ما يؤثر على محاولة جلب المستثمرين إلى مصر.
وشدد على ضرورة محافظة الحكومة على المستثمر المصرى قبل البحث عن الأجنبى، مضيفا «المستثمر المصرى يعلم طبيعة الوضع السياسى والاقتصادى والاجتماعى ويعى جيدا حالة العامل المصرى وجذب استثماراته اسهل على الدولة».
فى سياق متصل أكد الرئيس التنفيذى لشركة «اميكو»، أن الاحداث السياسية التى تشهدها البلاد منذ 30 يونيو أثرت بالسلب على قطاع المستلزمات الطبية، نتيجة هبوط تصنيف مصر الائتمانى وحرمان المصنعين من تسهيلات الموردين الأجانب، وهو ما أدى إلى تجنب السوق المصرى.
أضاف: «عملية الاستيراد تتطلب استقرار الوضع المالى فى البنوك حتى تضمن البلد الموردة منها أموالها خلال فترة 4 اشهر، وهو ما يصعب فى ظل نظام التمويل الحالى»، مشيرا إلى أن فتح الاعتمادات البنكية فى دولة مثل روسيا بفائدة أقل من %8 مقارنة بـ%14 فى مصر» .
وتابع: الوضع الائتمانى لمصر تحسن ولكن ليس بالصورة المطلوبة، وعلى الحكومة بذل الجهد لاستعادة وضع البنوك لما كانت عليه قبل عام 2010، وهى أفضل الفترات التى مرت على المستثمرين.
وأضاف أن الوضع السياسى والأمنى استقر إلى حد ما، ولكن مع كثرة التفجيرات والعمليات الإرهابية لم يصل إلى ما نتمناه، خاصة أن المستثمر الأجنبى لا يعى طبيعة ما يحدث فى البلد ويحكم من خلال وسائل الإعلام.
وشدد على أهمية الجانب الإعلامى فى التأثير على توضيح الحالة الاقتصادية والسياسية لمصر، مطالباً الحكومة بإنشاء كيان إعلامى مثل قناة الجزيرة القطرية والـ cnn الأمريكية وروسيا اليوم التى تخاطب الرأى العام العالمى بشكل جيد.
وأشار إلى أن صناع المستلزمات الطبية يعقدون عدداً من الاجتماعات الفترة الحالية من أجل وضع حلول للمشاكل التى يعانيها القطاع لتقديمها للحكومة. فى سياق متصل قال إن الفترة المقبلة ستشهد مشاركة الشركة فى عدد من المناقصات الحكومية فى ظل خطة وزير الصحة الدكتور عادل عدوى لتطوير المستشفيات الحكومية استعداداً لتطبيق التأمين الصحى الشامل.