بقلم – روجر كوهن
كنت قد كتبتُ فى مايو الماضى أن هناك «تفاؤلاً مفرطاً» حول المحادثات النووية بين إيران والقوى الكبرى، ولكن أيضا لا ينبغى أن يسيطر التشاؤم المفرط بعدالفشل فى التوصل لاتفاق نهائى وتمديد المفاوضات لسبعة أشهر أخرى، فقد سقط بالفعل الحاجز بين الأمريكيين والإيرانيين بعد أكثر من عام من المفاوضات.
ولكن هذا الإنجاز فى حد ذاته لا يضمن النجاح، ولايزال الكثير من الناس يرغبون فى بقاء العداء قائماً، وهناك سبعة أسئلة قد تكون مفيدة خلال السبعة أشهر المقبلة.
لماذا يعد الاتفاق هو أفضل خيار حتى الآن؟ لأن البدائل تتمثل فى استمرار إيران فى بناء قدرتها النووية بلا هوادة كما شهدنا خلال العقد الماضى أو نشوب حرب أمريكية أخرى فى الشرق الأوسط لن تفعل الكثير لتعطيل البرنامج النووي، وإذا نجحت إيران فى صنع قنبلة، ستشعل سباق تسلح إقليمي.
ولكن هل مد فترة المفاوضات فى صالح إيران؟ لا، فالاتفاق المؤقت المعلن عنه العام الماضى أثبت فاعليته، وكما أشار وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، إلى أن إيران كانت تمتلك 200 كيلو جرام من اليورانيوم المخصب بدرجة %20، أما اليوم فهى لا تمتلك شيئاً، ولم يزداد عدد أجهزة الطرد المركزي.
وعلاوة على ذلك، تضاعف عدد المفتشين الدوليين، ولم يتوقف النشاط النووى بهذا الشكل منذ عقد، وبالطبع فقد حصلت إيران على تخفيف فى العقوبات، وارتفعت إيراداتها شهرياً بحوالى 700 مليون دولار، ولكن هذا رقم لا يذكر مقارنة بالعائدات التى يمكن أن يدرها البترول.
لماذا لا نستجيب لدعوة إسرائيل بتفكيك كامل للقدرة النووية الإيرانية؟ لأنه غير قابل للتحقيق فى العالم الحقيقي، والكمال لا يتضاد بالضرورة مع الجودة، والدبلوماسية تعنى التوصل لتسويات قاسية وليس لنتائج مثالية، فالخبرة النووية التى اكتسبتها إيران لا يمكن محوها، وبالتالى ينبغى أن يركز الهدف على محاصرة البرنامج وفرض رقابة صارمة عليه لمدة لا تقل عن عشر سنوات، وأن يكون متماشياً مع الاستخدام السلمى للطاقة النووية حيث لا يتجاوز تخصيب اليورانيوم %5.
وما هى المخاطر الرئيسية حالياً أمام المفاوضات؟ سيحاول أعضاء الكونجرس من الجمهوريين، والمتشددين فى إيران المقربين من المرشد الأعلى على خامنئي، ورئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو عرقلة المفاوضات، وعندما ينعقد الكونجرس العام المقبل، قد يدفع باتجاه فرض المزيد من العقوبات على إيران، وبالطبع ستعد تلك خطوة حمقاء قد تجعل الرئيس أوباما يستخدم حق الفيتو، وهذا بدوره سيعزز الحديث الدائر فى واشنطن حالياً بشأن «الرئاسة الإمبريالية».
أليست إيران عدوة أمريكا؟ نعم، فإيران تدعم حزب الله، والرئيس السورى بشار الأسد، كما أن نشطائها تسببوا فى قتل أو خططوا لقتل الأمريكيين منذ ولادة الجمهورية الإسلامية فى 1979، خاصة فى السنوات الأولى.
ولكن إيران لديها مصالح مشتركة مع الولايات المتحدة فى أفغانستان والعراق، غير أنها بمثابة جزيرة الاستقرار وسط الشرق الأوسط الهائج، كما أن الجيل الصاعد فى إيران مؤيداً لأمريكا بشكل كبير، ومعظمهم يضعون إسرائيل فى أسفل قائمة أولوياتهم.
يبدو الرئيس حسن روحانى معتدلاً ولكن أليس خامنئى هو من يتخذ القرارات بالأخير؟ يحتاج المرشد الأعلى والرئيس لبعضهم البعض، خاصة وأن وضع الاقتصاد كارثي، وخامنئى يحتاج لروحانى لإصلاح الاقتصاد، بينما روحانى يحتاج خامنئى كدرع يحفظه من المتشددين، ولن يجد الغرب محاورين أفضل من روحانى وجواد ظريف، رئيس الوزراء الإيراني.
هل هناك أى أسباب أخرى تعمل لصالح التوصل لاتفاق؟ نعم، تعد إيران آخر الاقتصادات الناشئة الكبيرة المنعزلة عن الاقتصاد العالمي، وسوف يعود دمجها مرة أخرى بمنافع ضخمة على النمو العالمي.
إعداد: رحمة عبدالعزيز
المصدر: نيويورك تايم







