القراصنة اخترقوا حسابات ملايين الأشخاص والتطور التكنولوجى يعالج المشكلة
%60 زيادة فى عائدات الشركات من تسويق بيانات العملاء
أصبحت شركات التجزئة من بين أكبر أهداف مجرمى القراصنة، ومع ذلك لا يملك القطاع حافزاً قوياً لتعزيز الأمن.
وقاومت شركات التجزئة الكبيرة القيام بتغييرات مكلفة لأنظمة الدفع ومعايير الأمن التى ساعدت شركات مثل «تارجت» و«نيمان ماركوس» على إحباط عمليات القرصنة الكبيرة التى تعرضوا لها من قبل، ويرجع السبب فى ذلك إلى أنهم يخشون من أن استخدام تكنولوجيات الكروت الائتمانية الحديثة سوف يؤدى إلى بطء فى عملية محاسبة الزبائن، وبالتالى تكدس الصفوف.
وقال كيفين أو براين، مدير تنفيذى فى شركة «كلاود لوك» لأمن البيانات، لـ «سى إن إن موني» إن شركات التجزئة ترغب فى أنظمة مصممة بحيث تكون رخيصة وسلسلة بأكبر قدر ممكن، وهذا يأتى على حساب الأمن وخصوصية العملاء.
كما أن شركات التجزئة تكسب أكثر عندما تحصل على معلومات العملاء وليس عندما تحميها، ويحصل هذا الشريط المغناطيسى فى الجهاز الذى يتم فيه تمرير البطاقة الالكترونية على اسم العميل ومعلومات البطاقة، وبمجرد أن يحصل موظف الكاشير على الرمز البريدى تستخدمه الشركة فى عمليات التسويق خاصتها.
وتقدر شركة «ماكينزي» للاستشارات إن تسخير تلك البيانات فى عمليات التسويق قد يعود على الشركات بعائدات أعلى بنسبة %60.
وقد يتوقف هذا التدفق فى بيانات العملاء إذا استخدمت شركات التجزئة كروتاً أكثر تقدماً وتعتمد على نظام «الرقاقة ورقم التعريف الشخصي»، ويقوم هذا النظام على تزويد الكارت الذكى برقاقة مشفرة يصعب قرصنتها، ورقم تعريف شخصى يقدمه المشترى عند استخدام الكارت.
ويقدم هذا النظام نسبة أمان أكبر عند الدفع لانه يقوم بتشفير البيانات بشكل فوري، وهذا يعنى أن القراصنة لن يتمكنوا من الوصول لبياناتك، ومثلهم شركات التجزئة أيضاً.
ومع ذلك، تنتظر كل من البنوك والشركات فى الولايات المتحدة أن يقوم الآخر بتطبيق نظام «الرقاقة ورقم التعريف الشخصي»، وسوف تبلغ تكلفة تحديث 610 ملايين كارت ائتمان، و250 مليون كارت الخصم، و15 مليون ماكينة نقاط البيع، و360.000 ماكينة صراف آلي، 8 مليارات دولار على الأقل.
وقال ريتشارد ويستمورلاند، محلل فى شركة «سيلفر سكاي»، إن المعايير الحالية لشركات التجزئة لا تعمل على تقليل نسب القرصنة، فالقطاع ينظم نفسه من خلال مجلس قطاع بطاقات الدفع.
وأضاف أن هذا المجلس ينظر لمعايير حماية معلومات المستهلك الحالية وغير الصارمة نسبياً على أنها قمة ما يمكن الوصول إليه فى مجال حماية المعلومات وليس على أنه الحد الأدنى المطلوب.
وأصبح القراصنة الذين كانوا يستهدفون البنوك فقط، يتجهون الآن نحو شركات التجزئة، وفى عام 2013، سجلوا أعلى نسبة على الإطلاق فى اختراق بيانات العملاء، وفقاً لمؤسسة «أوبن سيكيوريتي».
ولهذا السبب تمكن القراصنة من سرقة البيانات الشخصية لـ 70 مليون عميل لشركة «تارجت»، وبيانات 40 مليون كارت خصم وكروت ائتمان تم تمريرها على ماكينات نقاط البيع فى الشركة، بالإضافة إلى 1.1 مليون كارت تم استخدامها فى شركة «نيمان ماركوس».








